رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مجلس الأمن الدولي يقف عاجزا أمام استخدام الدول دائمة العضوية في المجلس، لحق النقض "الفيتو" ضد قرارات قد تكون مصيرية، الأمر الذي تسبب بشكل رئيسي في إخفاقات مجلس الأمن حيال الأزمة السورية المستمرة والتي تعصف بالبلاد منذ ثلاث سنوات. ورصدت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة – إخفاق مجلس الأمن الدولي في التعامل مع الأزمتين السورية والأوكرانية، بالرغم من تناوله للقضية السورية في ما لا يقل عن 18 جلسة منذ بداية العام الجاري، وتخصيصه 13 جلسة أخرى لمناقشة الأزمة الأوكرانية. وأضافت أنه في ضوء تلك الأزمات التي تتصاعد دون هوادة، لم يخلص مجلس الأمن حتى الآن إلى خارطة طريق دبلوماسية لحل تلك الأزمات، بسبب حق النقض "الفيتو" الذي تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس..مشيرة إلى استخدام روسيا لحق "الفيتو" ضد ثلاث قرارات بشأن الأزمة السورية، في غضون ثلاث سنوات. ووصفت الصحيفة الأمريكية مجلس الأمن بأنه "بلا أنياب"، في ظل إمكانية استخدام حق النقض "الفيتو" ضد أي إجراء يتخذه..ولكنها لفتت إلى أن عجز المجلس في اتخاذ قرار بشأن سوريا، يمثل مستوى جديد من الخلل الوظيفي، ويدعم موقف أولئك الذين يدعون إلى إعادة هيكلته بشكل أساسي من ناحية تكوينه وقواعد مشاركة الدول الأعضاء. وأوضحت أن المجلس لم يفشل فقط في وقف الحرب الأهلية في سوريا، بل أيضا وقف مكتوف الأيدي حتى أمام توفير المساعدات الإنسانية الضرورية، من غذاء ودواء، لملايين السوريين. وبدلا من ذلك، قضت روسيا ومنافسوها الغربيون، الشهور، في تبادل اللوم حول المتسبب في منع وصول المساعدات، في حين فشل مجلس الأمن في إقناع حلفائه على الأرض، بفتح ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين. وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء على تناول مجلس الأمن، للأزمة السورية نحو 33 مرة على الأقل خلال العام الماضي، ولكن تهديد روسيا باستخدام "الفيتو"، أرجأ اتخاذ أي قرار نافذ. وأوضحت الصحيفة أنه منذ عام 1990، استخدمت الولاياتالمتحدة حق "الفيتو" على قرارات المجلس، 16 مرة، بينما استخدمت روسيا حقها في النقض 11 مرة.. الأمر الذي دفع فرنسا لاقتراح الحد من استخدام الفيتو، في حين لم تعلق أي دولة من الدول دائمة العضوية في المجلس، على الأمر بشكل علني. وأضافت أنه في الوقت نفسه، لا تزال حقوق الإنسان تنتهك في سوريا، مع عدم وجود مؤشر على التوصل إلى اتفاق بين أعضاء مجلس الأمن حول ما إذا كانوا سيلجأوان إلى المحكمة الجنائية الدولية أم لا..مشيرة إلى أن الاتفاق الذي شهد احتفالات، بشأن تفكيك سوريا لترسانة أسلحتها الكيماوية، لم يتعامل مع أدوات القتل الرئيسية هناك – من بنادق وقنابل وتجويع. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى فشل مجلس الأمن أيضا في التعامل مع أزمات جديدة ظهرت في سوريا، تقول منظمة الصحة العالمية إنها تتطلب إجراءات فورية: مثل انتشار شلل الأطفال..في وقت لا تزال فيه حمولة من القمح والمضادات الحيوية والبطاطين، عالقة على الحدود السورية. واستدلت الصحيفة إلى عجز مجلس الأمن عن إغاثة المنكوبين في سوريا، بقول منسقة الأممالمتحدة للإغاثة الإنسانية، فاليري آموس، إن الأطراف المتحاربة في سوريا تجاهلت القرار الذي أعلنه مجلس الأمن بضرورة إيصال قوافل المساعدات، وواصلت القوات الحكومية السورية إسقاط قنابل البراميل، ما تسبب في وقوع خسائر عشوائية. وأشارت آموس إلى فشل عملية إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.