يدعي الكيان الصهيوني لنفسه رسالة ذات مضمون أيديولوجي، معتمدًا على أجهزة قادرة على نشر فكره وثقافته والترويج لهما، وتمهيد العقل المصري والعربي لتقبل “,”الوجود الصهيوني“,”؛ بمقتضى حقوق تاريخية وإرث سماوي مزعوم! و“,”توظيف الثقافة المصرية والعربية“,”، و“,”صهينة العقل العربي“,”، و“,”تزييف الوعي“,”، هي أهم التوجهات الاستخبارية للمؤسسات الثقافية الإسرائيلية! وإذا كان المركز الأكاديمي الإسرائيلي، والسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، والمركز الإعلامي الإسرائيلي، فشلوا في اختراق جبهة المثقفين المصريين، إلا أنهم نجحوا في استقطاب بعض الرموز الثقافية، وبتوجيه من الرئيس الراحل السادات، وهم: “,”أنيس منصور“,”، الذي زار إسرائيل عشرات المرات باعتباره صديقًا “,”حميمًا“,”، وكان يصف زعماء الكياني الصهيوني ب“,”الحكمة“,” و“,”الرؤية السياسية الواقعية“,”، ووصف شعب مصر بالجهل بينما الشعب الإسرائيلي “,”مثقف وقارئ من الطراز الأول“,”! ثم د.“,”حسين فوزي“,”، الذي منحته الجامعة العبرية درجة الدكتوراة الفخرية، والمؤرخ د. عبد العظيم رمضان، والعالم النفسي د. محمد شعلان، والكاتب المسرحي علي سالم، الذي فقد تقدير عامة المثقفين المصريين!.. وبالإضافة إلى زياراتهم المتكررة للكيان الصهيوني والاحتفاء بهم –في البداية فقط– في وسائل الإعلام الصهيونية، فقد كانت لهم آراؤهم المكتوبة والمعلنة في الإشادة بالدولة الإسرائيلية، فكانوا “,”إسرائيليين“,” أكثر من الإسرائيليين أنفسهم“,”! كما نجح المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، منذ تأسيسه عام 1983، في التقاط بعض العاطلين عن الموهبة ونشرت أعمالهم في إسرائيل، وأيًّا كانت المكافأة على تلك الأعمال “,”الأدبية“,”، فقد باعوا وطنهم وضمائرهم بثمن بخس!.. والرموز التي ذكرتها، وهؤلاء المدعون، هم ضيوف السفارة الإسرائيلية في احتفالاتها، وضيوف المركز الأكاديمي الإسرائيلي في احتفاله السنوي بذكرى تأسيسه، ويطلق عليه “,”عيد الفكر“,”! وعلى سبيل المثال، كان “,”الأديب“,” «نعيم تكلا» في مقدمة من التقت أفكارهم فجأة مع الفكرة الخرافية التي جعلت ما بيننا وبين الكيان الصهيوني مجرد: “,”حاجز نفسي“,”!.. فالأستاذ تكلا حريص على “,”تأكيد فرحته بتواجد المركز“,”، وأن “,”تبادل الثقافات الإسرائيلية والمصرية قد جعله «يستمتع» بالثقافة الإسرائيلية“,”، وأن المركز قد “,”أتاح الفرصة له ليلتقي ويصادق شخصيات رائعة من صفوة الأكاديميين، والأدباء الإسرائيليون هم من أفضل مكاسب حياته“,”! وآخرهم “,”مايكل نبيل“,” وترهاته في مؤتمر الجامعة العبرية، خاصة عندما وصف القومية العربية بأنها “,”حركة معادية للسامية، وأنها والحركة الصهيونية نشأتا سويًّا“,”!.. وبينما يغازل الكيان الصهيوني، يردد نفس المصطلحات والأفكار التي يروج لها المؤرخون الإسرائيليون أمثال: جوردون كرامر، جوئيل بنين، وجاك حسون، وآراؤهم تكشف عن خدمتهم لأهداف سياسية صهيونية «التوظيف السياسي للتاريخ»، فكتب جوئيل: “,”إن الحركة الصهيونية بمطالبها القومية، التي لا تختلف كثيرًا عن القومية العربية، تعيد النظر في اندماج اليهود العرب في أوطانهم أو في البلد المضيف“,”!.. هكذا ساوى بكل بساطة بين القومية اليهودية والقومية العربية!.. على الرغم من أنهم ما زالوا منقسمين حول تعريف: “,”من هو اليهودي“,”! إن مخططات حصار وضرب الاقتصاد المصري، وتدهور الأوضاع السياسية، تؤكد أن أصابع “,”الموساد“,” قد اخترقت الجماعات الإرهابية، وهي التي تحرك خفافيش الظلام؛ من أجل عدم الاستقرار، وإراقة المزيد من دماء الأبرياء، وتؤكد أن التعايش بين المشروع الإرهابي الصهيوني، الذي استثمر الدين والأساطير، ومشروع التحرر العربي الكامل، مستحيل!.. لأن أحدهما هو نفي للآخر!.. فأحلام الصهاينة التوسعية الإجرامية تتلازم مع أحلامهم في غزو التاريخ!.. كما تتلازم أحلام “,”مايكل نبيل“,” مع ترهاته؛ فهو “,”نموذج اختراق فكري لشاب مصري“,”!