في الوقت الذي تنشغل فيه القيادات التنفيذية بالأحداث السياسية الجارية، تتراكم المشاكل التي طالما عانى منها المواطن البسيط، والذي حال ميراث الفساد والإهمال وغياب الأدوات التنفيذية دون البدء في تطبيق أية برامج إصلاحية، بل جعلها محل شكوك من المواطن. وترصد "البوابة نيوز" إحدى حلقات الإهمال في مدينة فايد، إحدى المدن السياحية بالإسماعيلية، والتي يعاني سكانها من العديد من المشكلات بسبب عدم الاهتمام بشبكة الصرف الصحي بالمدينة. ويمكن للزائر بمدينة فايد أن يشاهد حجم الكارثة التي تضرب معالمها، فمشاهد اختلاط الصرف الصحي والزراعي بمياه قناة السويس، وتدمير القرى السياحية واضحة للجميع. ووفقا للأهالي ومسئولي الشواطئ وأصحاب القرى السياحية، فقد تقدموا بعدة شكاوى لإنقاذ حالة التدهور التي تشهدها المنطقة. يقول سامح جوهر، مالك أحد الشواطئ في مدينة فايد، ل"البوابة نيوز" إن أهالي المدينة يعانون من وجود مصرف الملاريا بطريق القناة، الذي يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي وينقل الصرف الصحي والزراعي منذ سنوات ويصبه في مياه القناة، مما أثر سلبا على حركة السياحة والتي انخفضت بنحو 60%، فضلا عن انخفاض إنتاج الثروة السمكية. ويضيف جوهر أن المظهر الخارجي على طريق القناة أصبح غير مشرف ويساهم في إحجام السائحين عن زيارة المدينة بجانب حالة الطرق السيئة واختفاء اللوحات الإرشادية والذي يتسبب في وقوع حوادث متعددة. ويؤكد جوهر أن ملاك الشواطئ تقدموا بمطالب للمسئولين لتغطية المسقى وتطوير الطريق بالجهود الذاتية، لكن لم نتلقى الرد حتى الآن، رغم تغيير القيادات التنفيذية عدة مرات. ويشير عمر البنهاوي، مالك أحد الشواطئ الخاصة، إلى أن مياه المصرف تتسبب في تلوث مياه البحر مما يؤدى إلى انتشار الأمراض الجلدية بين الأهالي ورواد الشواطئ، الذين يرفضون استمرار بقائهم بالنادي ويطالبون باسترداد رسوم الدخول، مؤكدا انعدام التواصل مع التنفيذين الذين تتلخص مهمتهم في تحرير المخالفات للشواطئ بدون وجه حق. وينتقد البنهاوي صيد الأسماك الصغيرة من المصرف، الذي يقضي على الثروة السمكية ويساهم في ارتفاع أسعارها، ويشير إلى سوء حالة السياحة بالمحافظة لتوقف عدة فعاليات منها مهرجان الإسماعيلية. ويشاركه الرأي وائل عبد الحميد، أحد الأهالي، في التضرر من انتشار الباعوض والزواحف والأمراض الجلدية والفشل الكلوي بسبب الصرف الصحي. ويضيف عبده محمود، صاحب كافيتيريا، أن مصرف الملاريا أثر سلبا على حركة البيع والشراء بفايد، وهو ما أكده محمد جمعة، أحد سكان فايد، قائلا: "إن المسئولين ودن من طين وودن من عجين"، وتفاقمت المشكلة بارتفاع منسوب الترسيب إلى 80 سم من الصرف الصحي والزراعي بقناة السويس. ويختتم جمعة قائلا: " أناشد من يهمه الأمر بالتدخل لإنقاذ السياحة في مدينة فايد من الإهمال الذي طغى على معالمها.