تناقلت وكالات الأنباء ما أعلنه التلفزيون الإيراني عن فوز حسن روحاني، الذي يوصف ب“,”المعتدل“,” وحصوله على أكثر من 50% من الأصوات، ووفقًا لما أعلنته وزارة الداخلية فإن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 72,7%، وجاء محمد باقر فاليباف المرشح المحافظ في المركز الثاني من حيث نسبة التصويت، ليخلف بذلك محمود أحمدي نجاد بعد فترتين رئاسيتين متتاليتين. روحاني وصفته “,”سي إن إن“,” الإخبارية الأمريكية بأنه الأكثر بروزًا في البلاد، ولكن سيظل آية الله الخميني الرجل الأقوى في البلاد، وهو المرشد الأعلى في إيران منذ 1989؛ حيث حصل على الكثير من دعم المواطنين المحافظين الموالين للميليشيات المتشددة، وأبرزها الحرس الثوري. وعلقت وكالة “,”رويترز“,” على فوز روحاني بأنه لن يغير العلاقات الإيرانية المتوترة منذ فترة طويلة مع الغرب، والمسائل المتعلقة بالأمن القومي ستظل تحت سيطرة المرشد الأعلى من آية الله علي الخميني مثل الطاقة النووية، أو دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، ولكن الرئيس يدير الاقتصاد ويتمتع بنفوذ سياسي مهم في صنع القرار، ولذا يمكن أن يذيب صعود روحاني الجليد في العلاقات الخارجية، ويعطي مساحة من الحريات الاجتماعية بعد ثماني سنوات من المواجهة والقمع في عهد الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، والذي مُنِعَ قانونيًّا من الترشح لولاية ثالثة، وقد تعهد روحاني بنهج “,”توافقي“,”، وترويج لسياسة “,”التفاعل البناء مع العالم“,”، وسن قوانين خاصة بالحقوق المدنية داخل إيران، وفقًا لوكالة رويترز. ويقول مراقبون: إن نجاح روحاني يكشف الكثير من المشاعر المؤيدة للإصلاح من قبل الناخبين، الذين لايعبئون بالقيود المفروضة على اختيار المرشح، وانتهزوا الفرصة لنبذ النخبة المتشددة المتسببة في المشاكل الاقتصادية الإيرانية، والعزلة الدولية، والحملات على الحريات الاجتماعية. وقالت وكالة “,”أسوشييتد بريس“,” الأمريكية: روحاني صورة طبق الأصل لرفسنجاني الذي رفض أوصياء الانتخابات الإيرانية ترشيحه، وقال رسول نفيسي، محلل الشئون الإيرانية في جامعة ستراير في فيرجيينا: “,”كان رفسنجاني هو الخيار الوحيد لإعادة نشاط الإصلاحيين“,”. وأضاف: أن روحاني حصل على دعمهم؛ لأنه ينظر إليه باعتباره رجل رفسنجاني، فالتصويت كان لرفسنجاني. وذكرت الوكالة الأمريكية أن العلاقة العميقة بين الرجلين تعطي لرئاسة روحاني طبيعة ازدواجية محتملة، روحاني كوجه ظاهر للشعب، ورفسنجاني كمحرك من وراء الكواليس. وقالت صحيفة “,”كريستيان ساينس مونيترو“,” تحت عنوان “,”حسن روحاني هو الرئيس الإيراني القادم.. ما الذي سيتغير؟“,” واعتبرت انتصار روحاني “,”نتيجة مذهلة“,”، تنم عن تغيير في الشكل والجوهر للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقالت الصحيفة إن النتيجة تمثل صدمة لآية الله الخميني والمحافظين المتشددين، فروحاني قال وهو يدلي بصوته: إنه جاء ليهدم التطرف، ووعد بتخفيف حدة التوترات بين إيران والغرب، وإنهاء العقوبات الدولية، والسماح بأكبر قدر من حرية الصحافة، والحد من تدخل الحكومة في الحياة الخاصة، وتمثل النتيجة أيضًا صدمة لأولئك الإيرانيين الذين اعتزموا مقاطعة الانتخابات لأنها تزور، وبالتالي أصواتهم لا فائدة منها، وبعد تزايد الإقبال وفقًا للإحصاءات الرسمية 72% وجدوا أن اختيارهم انعكس بدقة في النتيجة، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن “,”كيهان“,” الإيرانية المتشددة وصفها للنتيجة بأنها “,”ذروة لملحمة سياسية أذهلت العالم مرة أخرى“,” فقبل أربع سنوات كان الناس في الشارع يهتفون أين صوتي؟.