خمسة وستون عامًا على اغتصاب فلسطين: (15 مايو 1948 – 2013) من لاهوت العار العربي والموت إلى لاهوت الحياة والكرامة (1) “,” “,” لقد كتبت الجزء الأول من “,”لاهوت التحرير الفلسطيني: من وعد إبراهيم إلى وعد بلفور“,” عام 2009، وكانت مجرد دراسة صغيرة من مصادر علمية أكيدة وكبيرة. حاولت فيها أن أصل لمفهوم “,”أرض الميعاد“,” في الكتاب المقدس من سفر التكوين إلى نهاية سفر الرؤيا. واقتداء منهجية القراءة الكتابية المؤسسة على خبرة إيمانية بوجود عمل الله المحرر للإنسان في مكان وزمان معين. واتساع مفهوم التحرير ليصبح تحريرًا ليس روحيًّا فقط ولكن تحريرًا ثقافيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا. “,” “,” وجدت أن ثورة 25 يناير 2011 المصرية هي البداية الحقيقية، بأن نطلق عليها محتمي التحرر العرب من القيود الروحية والسياسية والثقافية من لاهوت التحرير الفلسطيني إلى لاهوت الحياة والكرامة في الشرق الأوسط، التي رسختها الإمبراطوريات الاستعمارية منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية 1945 في أوروبا ومستعمراتها، و توسع الإمبراطورية البريطانيةالتي كانت تحتل معظم العالم العربي بزرع سرطان ما يسمى بالدولة العبرية “,”إسرائيل“,”، وتم الاعتراف الفوري بها من قبل الدولة نفسها التي قامت بنشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948، وساهمت في إنشاء جامعة الدول العربية لتقضي على ما بقي من الإمبراطورية العثمانية. “,” “,” لقد استطاعت دول أمريكا اللاتينية الكاثوليكية أن تستفيد من الثورة الروحية والثقافية والكنسية التي قام بها المجمع الفاتيكاني الثاني (1963-1965)، لتفيد قراءة الكتاب المقدس على ضوء تاريخها وارتباطها بالكيانات الاستعمارية، وما يحويه الإنجيل من بشرى سارة للشعوب اللاتينية المقهورة، في ظرف تاريخي محكوم بما كانت تمثله ليد العالمية ممثلة في الولاياتالمتحدة وريثة العرش البريطاني.. وصراعها مع النظام الاشتراكي الماركسي الذي كان على رأسه الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. “,” “,” ورغم سطوة الدكتاتوريات المدعومة والمرتبة مصالحها الاقتصادية والاجتماعية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، اختارت الكنيسة في أمريكا اللاتينية في ذلك الوقت الطريق الضيق “,”طريق الجلجثة“,”، لتفضح وترفض الهيمنة والتبعية الاستبداد، حتى ولو كان متخفيًا، تحت شعار الدفاع عن الحضارة المسيحية ضد الشيوعية. لقد استشهد الكثير من رجال الكنيسة ومن خيرة شبابها وشاباتها، وخطفوا وحرقوا وقتلوا، وجلُّهم من الفقراء. وكان استسلامًا مقننًا تحت عنوان “,”المسيح“,”، طبعًا المسيح المزيف وليس الحقيقي.. مسيح الطغاة وتجار السلاح والقتلة وعباد الدولار؟ وأخيرًا بعد أن تحررت هذه البلاد وتطورت، وبثمن غال، جاء دور العالم العربي. وهذه المرة، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1989.. عشرين عامًا. “,” “,” وتربع الولايات على العرش الكرة الأرضية، كقوة وحيدة مدججة بجمع أنواع الأسلحة الحديثة.. أسلحة الدمار الشامل.. وفي محاولة لقطع الطرق على القوى الكبرى الناهضة، مثل الصين وروسيا وإيران والبرازيل، بدأت في مخطط السيطرة على العالم العربي وبمعاونة “,”إسرائيل“,”، التي ليست إلا مجرد رئة اصطناعية للغرب الاستعماري، زرعت -كما سبق وذكرنا- وسط الشرق الأوسط، مهد الحضارات والديانات الثلاث الكبرى في العالم (اليهودية -المسيحية - الإسلامية)؛ لتؤمن مصالح الغرب وتشل تقدم الشعوب العربية. “,” “,” (2) ومن هنا يمكننا أن نتحدث عن لاهوت التحرير، أو بالأحرى لاهوت الحياة، كمعين لا ينبغي؛ للوقوف سدًّا منيعًا ضد دكتاتوريات الولاياتالمتحدة والغرب باسم قيم الحرية والخير العدالة الاجتماعية. هذه القيم التي لا يختلف عليها اثنان، والتي بسببها يدور الصراع الآن. “,” “,” ورغم موجة التحرر من الاستعمار، التي يمكن أن نؤرخ لها منذ ثورة 1952 المصرية، التي نشرت عبيرها في كل القارات التي كانت ترزح تحت يد الاستعمار الغربي؛ فان حرب 1967 ضد مصر، قلب الأمة العربية، التي كانت أداتها إسرائيل، وعتادها وسندها الإمبريالية الأمريكية، فقصمت ظهر الشعوب العربية وتطلعاتها المشروعة في حياة حرة كريمة. هذا في الوقت الذي انطلقت، وبقوة، منظمة التحرير الفلسطينية تصعد من نضالها ضد هذا الجسم الغريب.. ضحايا الكراهية الغربية في الغربفي ذاك الحين، وخاصة على يد هتلر في ألمانيا.. ولكن المخططات الإمبريالية لم تهدأ بالتواطؤ مع الصهيونية العالمية، التي نجحت في أن تمكن نفسها من أجهزة الإعلام والدعاية والمجلات والصحافة والقنوات الفضائية لتبني صورة مخلوطة وكاذبة لدى الرأي العالم الغربي عن الفلسطينيين، والعرب بصفة عامة،.. لدرجة أن الجميع يخشى بأسها ويخطب ودها.. ولو على مصالح بلاده. “,” “,” زاد على ذلك حل الاستعمار الثقافي والفساد الاقتصادي والدكتاتوريات السياسية في العالم العربي، إلى مجرد أدوات ودمى تحركها هذه الدول الغربية الحضارية. ومنذ عام 1967 حتى 25/1/2011.. حافظت أمريكا والغرب على الديكتاتوريات السعودية والمصرية والعراقية.. إلخ، وارتبطت مع هذا البحث بمصالح صلته على حساب حقوقهم المقهورة. وظل الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والدفاع عن الأقليات... إلخ. “,” “,” وحينما نرجع بذاكرتنا إلى التاريخ ما قبل ثورة 25 يناير 2011، فإننا نفجع مما يطلق عليها “,”جماعة الإخوان المسلمين“,” في مصر، لا، بل ومن حركة حماس الإخوانية التي تدعي البطولة والوطنية، رغم أن التاريخ شاهد على ولادتها من حضن الأفعى الصهيونية في حوالي 1978، لتشق الصف الفلسطيني، وتجهز على ما تبقى من بريق أمل لدى الفلسطينيين المقهورين 3 مرات: مرة من حماس أبناء جلدتهم، ومرة من الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي تعهد كتابة وخطابة لإسرائيل وأمريكا بحماية هذا الثعبان الأقرع، والذين كانوا يعتبرون أنفسهم مثل 25 يناير 2011 حماة فلسطينالمحتلة الوحيدين، والقضاء على الصهيونية وإسرائيل عقيدتهم. “,” “,” ماذا فعل ويفعل الإخوان المتاجرون بكل المقدسات، من الدين إلى الوطن إلى العرض؟ إنهم كذبوا في كل وعودهم. ورغم أنهم امتلكوا كل أدوات السلطة، من رئاسة وتشريعية وتنفيذية، فما زالوا يتعاملون مع الشعب المصري العريق وكأنه قطيع من غنم ورثوه عن ربهم ومؤسسهم –والعياذ بالله- حسن النبي. وحتى لا حقهم, فإنه طوال ثمانين عامًا، منذ نشأتهم في الإسماعيلية، بدعم من الاستعمار الإنجليزي الغيا لعبوا دور الطابور الخامس في كل عصر من عصور الحكام، وبالتالي عانوا وتشردوا، ومتلهم، مثل القوى السياسية، كانوا هدفًا للنيل بهم وسجنهم. لذلك نحن نتعامل معهم على أنهم فصيل مهم في الحركة الوطنية المصرية، في نبذ الآخرين وكذبهم المستمر على المواطنين، واكتشف أكثر من ذلك.. أن الدين بالنسبة لهم ليس حياة، بل “,”شعار“,” به يصطادون الفقراء والمتدينين والأميين وعددهم في مصر يفوق ال50 مليونًا. إنه من المخجل المبكي، والمضحك أيضًا، أنهم وقّعوا على صك الخيانة براحة ضمير.. فباعوا فلسطين لإسرائيل، وحولوا حماس الفلسطينية إلى جزء من عشيرتهم، وصرفوهم عن غايتهم لتحرير أرضهم بينم. (3) “,” “,” ونبدأ العام ال65 للنكسة الفلسطينية، التي اعترف بها في عام 15 مايو 1948 بقيام دولة إسرائيل، وصلت إسرائيل وبينها الولاياتالمتحدة إلى أهدافهم المريضة، بتثبيت أقدام الاحتلال الإسرائيلي على أرض إخوتنا الفلسطينيين من كل مذهب ودين، بمباركة إخوانية سافرة وسافلة، وصمت عربي مذل ومهين، وبتكميم أفواه شعب أكبر دولة عربية في المنطقة، صاحبة الباع الطويل في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وحتى لا ننسى، فقد مكنت الولاياتالمتحدة الجماعة من السيطرة على أتباع الثورة المصرية، وظل الاتحاد الأوروبي متأرجحًا حتى الآن. “,” “,” ودافع أمير قطر، ودفع للجماعة الإخوانية والإسلام السياسي مبالغ طائلة لتلغيهم العملية الديمقراطية الثورية في مصر، وكل دول الخليج، ما عدا دولة الإمارات، مادت تحت أرجلهم الكراسي. وركبهم الخوف من نجاح ثورة 25 يناير 2011، فعروشهم مهددة، وشعوبهم، رغم وفرة الدولار، يأتون كما تساق الإبل من أجهزة الفضائيات، ولا تفاسير قرآنية لا صله بالقرآن ولا بالسلام، فسخَّروا الدين أيضًا لتقديم عقول الرجال والنساء والأطفال. وهكذا فإن تحالف الغرب الذي يدعي الديمقراطية مع أكثر الدكتاتوريات في المنطقة، لجعل شعوبها، التي تفوق نصف مليار إنسان، مجرد أفواه طفيلية تتغذى من الغرب، وآذان صماء لا تسمع من الدين وكلام الله، وما يحثها على “,”السمع والطاعة“,” هؤلاء الحكام وأولئك الأسياد في الغرب. بئس عالم عربي ابتلي بجماعة مثل الإخوان، يريدون أن نظل عبيدًا، والله خلقنا أحرارًا لا نعبد غيره. لذلك فإن إذعان الإخوان المسلمين المتأسلمين لإملاءات الأمريكان وإسرائيل والغرب هو قمة الهوة السحيقة، التي يريدون أن يقضوا فيها على حياة شعب مصر العظيم. “,” “,” ولكن لاهوت الحياة يحثنا على الكفاح السلمي الفعال، ويسلحنا بالصبر على البلاء، ويلهب خيالنا لإفشال مخططات الداخل والخارج. إن الله وهب الإنسان الحياة الحرة الكريمة: والدفاع عن الحياة اليوم هو الدفاع عن أقدس حقوق الإنسان، ولن يتم تحقيق لاهوت الحياة بالكلام عنه، ولكن بالممارسة اليومية ورفض ثقافة الموت والعبودية. رحم الله كل شهدائنا الأبرار وشهدائنا الأطهار.. والذين دفعوا حياتهم على الأرض ثمنًا لاستمرار حياتنا، وهم ما زالوا معنا، ترفرف روحهم في مياديننا وفي عقولنا. إن التهاون مع تجار لاهوت الموت والعبودية خطيئة كبرى في حق الله والوطن والإنسان. فحي على الحياة.. والله الموفق.