استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطياليوم الخميس لمنع آلاف الأشخاص من تحدي حظر للتظاهر في عيد العمال والوصول إلى ميدان تقسيم بوسط اسطنبول. وأوقفت السلطات جزئيا حركة النقل العام في المدينة ونشرت الآلاف من أفراد قوات مكافحة الشغب ومنعت الوصول إلى ساحة تقسيم نقطة التجمع التقليدية للنقابات العمالية والتي كانت مركزا لاحتجاجات استمرت عدة أسابيع الصيف الماضي. وحذر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي من أي محاولات لتنظيم مسيرات إلى ميدان تقسيم ووصف مظاهرات العام الماضي وفضيحة الفساد التي تلقي بظلالها على حكومته منذ ديسمبر كانون الأول الماضي بأنها مؤامرة لتقويض حكمه. وقال مكتب حاكم اسطنبول إن لديه معلومات مسبقة بأن "منظمات إرهابية غير شرعية وتوابعها" ستلجأ للعنف لتأجيج اضطرابات. وتجمع متظاهرون في عدد من الأحياء المحيطة بميدان تقسيم وهو ساحة ضخمة تحيط بها المتاجر والمطاعم والفناق وعادة ما تعج بالمارة والمتسوقين والسياح. وفي مرحلة ما اخترق متظاهرون - يلوحون بالأعلام وكان بعضهم يلقى الالعاب النارية والحجارة - الحواجز في حي بشكطاش على مشارف مضيق البوسفور قرب ميدن تقسيم قبل أن تجبرهم الشرطة على التراجع للشوارع الجانبية. وفي حي أوكميداني الذي تسكنه الطبقة العاملة ألقى أعضاء من جماعات يسارية قنابل حارقة وألعابا نارية على الشرطة التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. واندلعت اشتباكات مماثلة في مارس آذار خلال جنازة الفتى بركين علوان الذي كان يرقد في غيوبة بعد إصابته في اضطرابات العام الماضي. وصاح أحد المحتجين وهو يلقي الحجارة على الشرطة "قتلة بركين". وارتفعت سحب الغاز المسيل للدموع قرب حي تارلاباسي الذي يغلب على سكانه المهاجرون وتضع الحكومة خطة لإعادة ترميمه. وكان اردوغان قال الأسبوع الماضي إنه لن يدع النقابات تصل إلى تقسيم. واقترحت الحكومة بدلا من ذلك أن يتجمع الحشد في مكان على مشارف اسطنبول لكن النقابات العمالية رفضت الفكرة. وقالت النقابات العمالية الرئيسية في بيان مشترك يوم الأربعاء "سنكون في تقسيم رغم الحظر غير المنطقي وغير الشرعي. كل الطرق ستؤدي إلى تقسيم في يوم عيد العمال وسيستمر كفاحنا من أجل العمال والمساواة والحرية والعدل والسلام." وفي شارع استقلال التجاري الرئيسي المؤدي إلى تقسيم جلس مئات من أفراد الشرطة بعضهم ارتدى ملابس مدنية والآخر زي قوات مكافحة الشغب خارج المتاجر المغلقة. وجرى تفتيش السائحين عند عشرات من نقاط تفتيش الشرطة التي أقيمت حول الميدان. وقال مصطفى وهو من القاهرة "من المفترض أن يكون هذا مكانا وديا للسياح. هذه طريقة سيئة لمعاملة الزوار." وكانت السلطات التركية قد أصدرت حظرا مماثلا العام الماضي مما دفع الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى الاشتباك مع الشرطة بعدما حاولوا اختراق الحواجز حول الميدان الكبير. وبعد أعمال العنف خرجت احتجاجات حاشدة في أنحاء مختلفة من تركيا أواخر مايو أيار من العام الماضي ومثلت أحد التحديات الكبيرة لحكم اردوغان منذ وصول حزبه العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002. وقال اردوغان في اجتماع مع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان الأسبوع الماضي " افقدوا الأمل في تقسيم." وسبق أن وصف أردوغان المحتجين بأنهم "حثالة" و"إرهابيون" مشيرا إلى أداء حزبه القوي في الانتخابات. وهيمن حزب العدالة والتنمية على الخريطة الانتخابية في انتخابات البلدية التي أجريت في 30 مارس آذار حيث احتفظ بسيطرته على اسطنبول والعاصمة أنقرة رغم فضيحة الفساد واضطرابات العام الماضي. وساد الهدوء مدنا أخرى في تركيا في وقت مبكر الخميس لكن كان هناك تواجد مكثف للشرطة في وسط العاصمة أنقرة.