ستظل ذكرى تحرير سيناء علامة بارزة في ذاكرة ووجدان الشعب المصري، مفجرة أساطير وطنية، كتبت بطولاتها بحروف من نور، على جبين التاريخ. وإن كان التاريخ روي عددا من بطولات المصريين، فإن هناك علامات أخرى لم تلق حظها من الشهرة رغم أعمالها التي صنعت النصر وأعادت الأرض والعزة والكرامة. التقت عدسة "البوابة نيوز" بأكبر مجاهدي جنوبسيناء عبد المطلب محمد صالح الشهير بطلبة، 83 عاما، من أهالي مدينة طور سيناء، والذي بدأت رحلته الجهادية منذ عام 1967 حتى عام 1987 أي عشرين عاما لنسترجع معه ذكرياته عن هذا النصر وجهاده. يحكي المجاهد طلبة قائلا "إحنا شفنا الويل حتى عادت سيناء لحضن الوطن ولم نترك جبلا أو بحرا حتى اخترقناه طوال العشرين عاما كعملي مجاهد"، مشيرا إلى أنه كان يسكن الكهوف بأعالي الجبال بمناطق وعرة يجمع الأسرار العسكرية ويعمل كدليل في الطرق الوعرة. وأضاف أن مجاهدي سيناء كانوا بمثابة الرادار للجيش المصري حتى تحقق النصر، مشيرا إلى أن الذاكرة لا تسعفه ليحكي عن بعض مغامراته أو معاناته طوال جهاده لكنه أكد أن البدو والقوات المسلحة كانت بينهم مصاهرة باعتبار الجيش هو سندهم الوحيد. ووجه طلبة الشكر والتحية لرجال القوات المسلحة لرعايتهم له وتكريمه من حين لآخر. كما وجه رسالة للشباب أكد خلالها ضرورة أن يكون لديه وعي ووطنية وأن لا يترك جرثومة تدخل لتعكر صفو الوطن وأمنه واستقراره وأن يسعى جاهدا على إعمار هذه الأرض والحفاظ عليها التي ارتوت بدماء الشهداء الذكية حتى عادت إلينا مرة أخرى وأن لا يفرط ولو في شبر من أرضه. وعن الجماعات الإرهابية علق طلبة قائلا "كلها أعمال دخيلة على الشعب المصري وهذه الجماعات ما هي إلا مجموعة بلطجية مستأجرة لزعزعة استقرار الوطن والإسلام منهم براء"، مؤكدا أن جيش مصر والشرطة والشعب المصري قادران على أن يقتلعاه من جذوره.