لم تخرج وقائع جلسة انتخاب رئيس جديد في البرلمان اللبناني اليوم الأربعاء عن السيناريو الذي وضعته الكتل البرلمانية والتي عكستها صحف اليوم. وكان الاأبرز في حصيلة الانتخابات تصويت 48 نائبا للمرشح سمير جعجع فيما كانت قوى 14 آذار التي تضم 57 نائبا قد اتخذت قرارا بالتصويت له مما يعني أن هناك من لم يلتزم بقرار هذه القوى. وبدورهم لم يلتزم نواب قوى 8 آذار بقرار قيادة هذه القوى بالتصويت بورقة بيضاء حيث وجدت 52 ورقة بيضاء فقط من مجموع 57 نائبا يمثلون قوى 8 آذار. ووجدت بين ضفتي الانقسام السياسي 7 أوراق اعتبرت ملغاة لأنها حملت أسماء أشخاص اتهم المرشح سمير جعجع باغتيالهم فيما وجدت ورقة وحيدة تحمل اسم رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ولم تعتبر ملغاة كون الجميل من الشخصيات المارونية ومن حقها الترشح لمنصب الرئاسة المحفوظ للطائفة المارونية بموجب الدستور اللبناني الذي يوزع المناصب العليا على الطوائف الرئيسية التي تنال بموجبه الطائفة السنية رئاسة الوزراء والطائفة الشيعية رئاسة مجلس النواب والطائفة الارثوذكسية منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وتعتبر معظم الكتل السياسية أن مجلس النواب بات محكوما في ظل وجود مرشحين قويين وهما سمير جعجع والعماد ميشال عون الذي رفض خوض الجولة الأولى من الانتخاب من التوصل إلى مرشح توافقي ..يعمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على أن يكون عضو كتلته المرشح هنري حلو الذي حظي بأصوات المستقلين في الجولة الأولى للانتخاب ونال 16 صوتا. وقد وصف حلو الأصوات التي حصل علها بأنها تمثل خيار الحوار والانفتاح في مواجهة خيار يعمل على تعطيل المؤسسات وستكون نتيجته الفراغ في موقع الرئاسة. وإلى أن يعود مجلس النواب إلى الانعقاد يوم الأربعاء المقبل 30 أبريل فإن فترة هذا الأسبوع ستشهد مشاروات واتصالات سياسية مكثفة لا تخلو من مناورات اعتاد رجال السياسة اللبنانيون ممارستها على بعضهم البعض ومن ضمنها ما تردد عن أن ترشيح جنبلاط لعضو كتلته هنري حلو بأنها قمة في فن المناورة السياسية لتبرير تنصله من انتخاب أي من المرشحين القويين سمير جعجع أو العماد ميشال عون. وتضم بورصة الترشيحات الرئاسية بالإضافة إلى جعجع وحلو عددا من الشخصيات المارونية المعروفة من بينها النائب روبير غانم الذي ينضوى في فريق 14 آذار إلا أنه ينظر إليه على أنه يتخذ مواقف سياسية معتدلة والوزير السابق جان عبيد الذي يتردد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل بجدية من وراء الكواليس بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط لوصوله إلى موقع الرئاسة. كما تضم القائمة كلا من قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلا أن أيا منهما لا يمكن انتخابه ما لم يجر تعديلا للدستور الذي يمنع من يتولى وظيفة عامة للترشح إلى منصب الرئاسة قبل استقالته بمدة عامين تسبق موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.