بالصور.. كرنفال "أللمبي" في بورسعيد يحرق مجسمات "أوباما وحمد وأردوغان"

كرنفال أللمبي الشعبي، هو الاحتفال السنوي ليلة شم النسيم، الذي لم تتوقف بورسعيد عن إقامته سنويا منذ عام 1917، حيث تجسد أعداء الشعب في دمى من القماش المحشو بالقش، تعرضها أيام وليلة شم النسيم، تزفها في "تجريسة مصحوبة بالغناء على ألة السمسمية ثم تحرقهم وسط الغناء"، كان أول من جسدته المدينة اللورد أللمبي، المندوب السامي لقوات الاحتلال البريطاني، ومن بعده طابور من الأعداء "إيدن وبن جوريون ومولييه وجولدا مائير وموشى ديان"، ثم ممثل الفساد والظواهر المستجدة من أباطرة الدروس الخصوصية وحتى الظالمين من حكام كره القدم، لم تفلح دعاوى الجماعات الظلامية والتكفيرية في وقف الاحتلال رغم فتاوى التكفير والاتهامات من أول الاتهام بالمجوسية وحتى الاتهام بأحياء أعياد "النصارى" تزدحم شوارع بورسعيد بآلاف النساء المحجبات والمنتقبات والسافرات والشباب والأطفال مسلمين ومسيحيين، يبدأون في الخروج في نحو التاسعة مساء ليلة شم النسيم، وحتى الصباح في الشوارع، يبتهجون ويغنون ويرقصون ويكيدون أعادي الوطن.
أبرز كرنفالات هذا العام تقيمها أسرة خضير الخطاط، وهي أسرة غنية عن التعريف مكونة من مجموعة من الإخوة الموهوبين في الخط العربي، أبرزهم الفنان العالمي مسعد خضير، وخطاط المصحف الشريف الدكتور مصطفى خضير، وفنان النحت وصناعة العرائس محسن خضير، في شارع نبيل منصور وصفية زغلول، حيث يقام مسرح كبير هذا العام كما يقول محسن خضير، سنجسد أعداء الشعب المصري والقوى والدولة المعادية لثورة 30 يونيو، صنعنا عرائس للشيخ حمد حاكم قطر السابق وزوجته موزة، وأمها ستوتة، وابنهم تميم، وكذلك دمية لأردوغان الذي سقط حلمه بإعادة الحكم العثماني، والمفاجأة هي دمية لباسم يوسف، زي ما بيهرج على الناس يستحمل بقى تهريج البورسعيدية، ويشير الفنان محسن خضير إلى أن الأسرة مواظبة على إقامة الكرنفال منذ السبعينيات لإسعاد أهالي بورسعيد والزوار المتوافدين من المحافظات.
يشرح محسن خضير لماذا غاب مرسى والإخوان هذا العام عن عرض أللمبي قائلا: مرسى الآن في السجن ويحاكم رسميا فلا داعي لمحاكمته شعبيا.
وفى شارع الدقهلية والحميدي، يقيم فنان الخط العربي محمد السعيد كرنفالا آخر على نفقته الشخصية وبتكلفة تتجاوز العشرة آلاف جنيه وإعداد استغرق نحو أربعة شهور يضم تقريبا نفس عناصر أعداء الشعب المصري، كما يرى الفنان الطابع الوطني وتاريخ المدينة النضالي مسيطرا على عناصر عرض محمد السعيد، فخشبة المسرح عنوان "اللي خلوها خل"، والمسرح يضم عدة عناصر يتوسطه دمية لأمير قطر السابق وزوجته موزة مزينة بثمار الموز يجاورهم طباخ المؤامرة، كما يقول الفنان السعيد وهو أردوغان يرتدي ملابس الطهاة ويحيطه من يرتدون الطرابيش في إشارة إلى الدولة العثمانية، على طرف المسرح سيجلس أوباما الرئيس الأمريكي معصوب العينين وأمامه الكرة الأرضية ويقسم العالم العربي، وفي الطرف الآخر للمسرح دمية لفيل يرمز لإثيوبيا وأزمة سد النهضة يحيطه دمى لصهاينة تجسيدا للمؤامرة.
وتتصدر واجهة المسرح لوحة كبيرة عنوانها "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا"، في إحدى زواياها شاب ثائر تحيطه حمامات بيضاء، وفي الطرف الآخر صور لأعلام مصر في الفن والفكر والموسيقى والشعر والعلم والأدب والعسكرية، وعلى الضفة الأخرى من الشارع لوحات لجمال عبد الناصر والسادات وابطال المقاومة الشعبية.
الفنان الشاب يعتبر التكلفة المالية والمجهود مجرد وردة يقدمها إلى بورسعيد ومصر بحب وفرحة كل عام، كما اعتاد كل عام ويهدي محمد السعيد عمله إلى أساتذته الخطاطين عائلة خضير.