شهدت احتفالية مئوية مؤسسة روزاليوسف لحظة مؤثرة حين أُلقيت كلمة افتراضية للسيدة فاطمة اليوسف، مؤسسة المجلة، عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، استحضرت فيها روحها ومسيرتها الرائدة في الصحافة والفكر. وقالت فاطمة اليوسف في كلمتها: لم أتخيل يوماً أن تصل هذه المجلة إلى مئويتها، لكنني آمنت منذ اللحظة الأولى أن الكلمة القوية لا تموت، وأن المنابر التي تُبنى على الإيمان بالإنسان والوطن تبقى حية مهما تغيرت الظروف."
عهد لمستقبل جديد وأضافت: "إن مئوية روزاليوسف ليست احتفالاً بماضٍ مضى، بل عهداً لمستقبل جديد موجهة رسالة للحاضرين: لا تسمحوا للجحود أن يُطفئ روح المجلة، ولا تجعلوا التاريخ قيداً، بل منطلقاً، كونوا كما كنا دائماً مختلفين، جريئين، منحازين للإنسان، للوطن، وللحق.. شكراً أبنائي الأعزاء".
ذاكرة الصحافة المصرية والعربية تأتي احتفالية مئوية مؤسسة "روز اليوسف" لتؤكد المكانة التاريخية التي تحتلها هذه المؤسسة العريقة في ذاكرة الصحافة المصرية والعربية، باعتبارها واحدة من أبرز المنابر التي جمعت بين الفكر والفن والسياسة، وشكّلت وعي أجيالٍ متعاقبة من الكتّاب والمبدعين على مدار قرن كامل من التنوير والمواقف الجريئة. وتُعد احتفالية مئوية "روز اليوسف" مناسبة مهمة لاستعادة سيرة مؤسسةٍ تجاوزت حدود الصحافة إلى أن أصبحت جزءًا من الوجدان المصري، ومنبرًا دائمًا للفكر المستنير، والجرأة في قول الحقيقة، والالتزام بالدفاع عن الوطن والإنسان، لتبقى روز اليوسف، بعد مائة عام، عنوانًا ثابتًا لحرية الكلمة، ورمزًا خالدًا في تاريخ الثقافة المصرية والعربية.
مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء تأتي الاحتفالية هذا العام لتوثّق مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء، عبر سلسلة من الإصدارات الخاصة والملفات النادرة التي تستعرض تاريخ المجلة ومعاركها، وأبرز أقلامها التي أثرت الحياة الصحفية والفكرية، من بينهم فاطمة اليوسف، إحسان عبدالقدوس، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، وغيرهم من رواد التنوير في مصر والعالم العربي.
مواجهة الاستعمار ومقاومة الديكتاتوريات كما تسلط الأعداد التذكارية الضوء على أبرز محطات المؤسسة خلال قرنٍ من الزمان، بداية من مواجهة الاستعمار ومقاومة الديكتاتوريات، مرورًا بمتابعة القضايا الوطنية الكبرى مثل ثورة يوليو وحرب أكتوبر، وصولًا إلى توثيق التحولات الاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري. تتضمن الإصدارات الخاصة بالمئوية ملفاتٍ توثيقية نادرة تُعيد قراءة صفحات التاريخ من خلال الكاريكاتير والمقال والصورة، وتكشف للمرة الأولى عن أرشيفٍ من التحقيقات الصحفية والمغامرات الميدانية التي رسّخت مكانة روز اليوسف كرمزٍ للمهنية والشجاعة الأدبية والفكرية.