حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، اليوم الأربعاء، من التصعيد الخطير الذي تشهده الضفة الغربية نتيجة تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين وتوسع النشاط الاستيطاني، مؤكدة أن هذه الممارسات تمهد فعليًا لضم أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقوض فرص تحقيق السلام. وقالت الأونروا، في بيان لها، إن وتيرة الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة، حيث أدت إلى مقتل وإصابة العشرات ونزوح مئات العائلات من قراها، فضلًا عن تدمير المنازل والبنية التحتية الحيوية، في ظل غياب المساءلة وغياب الحماية القانونية للفلسطينيين. وأشار البيان إلى أن استمرار إسرائيل في توسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي الزراعية في الضفة الغربية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، ويمثل خطوة ممنهجة نحو تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي على الأرض. وأكدت الوكالة أن هذه السياسات لا تؤدي فقط إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، بل تهدد أيضًا فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة جغرافيًا والقابلة للحياة. ودعت الأونروا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوضع حد للعنف الممنهج ضد الفلسطينيين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وضمان حماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني. كما طالبت بزيادة الدعم الدولي للوكالة لتتمكن من مواصلة تقديم خدماتها الأساسية في ظل تصاعد التحديات الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية. وأكدت الوكالة التزامها بمواصلة عملها في دعم اللاجئين الفلسطينيين في جميع مناطق عملياتها، رغم المخاطر المتزايدة، مجددة دعوتها إلى تحقيق سلام عادل ودائم يقوم على احترام حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.