أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في افتتاح الدورة الثامنة من أسبوع القاهرة للمياه، أن مصر حرصت على وضع ملف المياه ضمن أولويات المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن استضافة مصر لقمة المناخ (COP27) في شرم الشيخ عام 2022 شهدت لأول مرة إدراج قضايا المياه ضمن جدول أعمال مؤتمرات المناخ العالمية. إطلاق مبادرة التكيف والصمود في قطاع المياه خلال قمة المناخ وأوضح الرئيس السيسي أن مصر أطلقت خلال القمة "مبادرة التكيف والصمود في قطاع المياه" بالتعاون مع منظمة اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بهدف تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، ودعم الدول النامية في مواجهة التحديات المائية والمناخية. وأشار إلى أن المبادرة تعتمد على تنفيذ مشروعات واقعية تعكس تطلعات إفريقيا وآمال الشعوب العربية وطموحات دول الجنوب، وتؤكد مبادئ العدالة والإنصاف في إدارة الموارد المائية. مشروعات تنموية لمساندة دول حوض النيل وشدد الرئيس على أن مصر، انطلاقًا من روح التضامن الإفريقي، قدمت يد العون لأشقائها في القارة، خاصة دول حوض النيل، من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية، منها حفر آبار مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية، وإنشاء منشآت لحصاد مياه الأمطار، وتطوير مراكز للتنبؤ والإنذار المبكر، ونشر تقنيات الري الحديث. برامج تدريبية لتعزيز القدرات الإفريقية في إدارة المياه وأشار السيسي إلى أن مصر أولت اهتمامًا كبيرًا ببناء القدرات الإفريقية، من خلال برامج تدريبية سنوية يقدمها مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي، لتأهيل الكوادر وبناء جيل جديد من المتخصصين القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية في مجال المياه والمناخ. مصر تدافع عن العدالة المائية والمناخية في المحافل الدولية وأكد الرئيس أن مصر تدافع عن مصالح أشقائها الأفارقة في المحافل الدولية، انطلاقًا من إيمانها بأن العدالة المائية والمناخية لن تتحقق إلا إذا كان للقارة الإفريقية صوت فاعل ومكانة مستحقة على مائدة القرار الدولي. الأنهار شرايين حياة وليست حدودًا تفصل بين الشعوب وقال الرئيس السيسي إن مصر تؤمن بأن الأنهار الدولية خُلقت لتكون شرايين حياة تربط الشعوب لا حدودًا تفصل بينها، مشددًا على أن الأمن المائي ليس ترفًا، والتنمية المستدامة ليست خيارًا، بل هما حقان أساسيان لا يتحققان إلا من خلال شراكة عادلة تقوم على مبادئ القانون الدولي، وتحترم حقوق جميع الأطراف دون إضرار بمصالح أحد. مصر ترفض الإجراءات الأحادية على نهر النيل واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على رفض مصر القاطع لأي إجراءات أحادية تُتخذ على نهر النيل، تتجاهل الأعراف والاتفاقات الدولية، لما تمثله من تهديد لمصالح شعوب دول الحوض وتقويض لأسس العدالة والاستقرار.