أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن روسيا ترحب بالاتفاقيات الأولية التي تم التوصل إليها بين حركة "حماس" الفلسطينية وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيدة في الوقت ذاته بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها مصر وقطر وتركيا للتوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي. وقالت زاخاروفا في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الروسية، إن موسكو ترى أن الوساطة الفعالة التي قادتها القاهرة والدوحة وأنقرة ساهمت بشكل كبير في تهيئة المناخ السياسي الإقليمي للتوصل إلى تفاهمات عملية توقف نزيف الدم وتفتح الطريق أمام عملية سياسية شاملة لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. وأضافت أن روسيا "تقدر عاليًا الدور الذي لعبته مصر على وجه الخصوص في تنظيم جولات المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف المتحاربة، واستضافة لقاءات شرم الشيخ التي أسفرت عن صياغة بنود الاتفاق الأولي للتهدئة"، مشيرة إلى أن هذا النجاح يعكس "الخبرة المصرية العميقة في إدارة الملفات الإقليمية المعقدة، وقدرتها على الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف". وأكدت زاخاروفا أن الجهود المصرية القطرية التركية تشكل نموذجًا مهمًا في كيفية توظيف الدبلوماسية المتعددة الأطراف لحل الأزمات الدولية، موضحة أن موسكو تدعم كل التحركات التي تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. كما شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن بلادها تتابع عن كثب تطورات الموقف في غزة، وأنها على استعداد لتقديم الدعم السياسي والإنساني اللازم لإنجاح الاتفاق وتنفيذه على الأرض، بما في ذلك المشاركة في أي آلية مراقبة أو ضمانات دولية تضمن الالتزام الكامل ببنود وقف إطلاق النار. وقالت إن روسيا تؤمن بأن الحل المستدام للأزمة الفلسطينية لن يتحقق إلا من خلال استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، مع ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وتطرقت زاخاروفا إلى الجهود الروسية المستمرة لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة أن موسكو أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات رفيعة المستوى مع القاهرة والدوحة وأنقرة وواشنطن، في إطار دعمها للمسار الدبلوماسي الذي أفضى إلى التوصل للاتفاق. وفي ختام تصريحها، أعربت المتحدثة الروسية عن أملها في أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو إنهاء الحرب في غزة وبدء عملية إعادة إعمار شاملة بإشراف المجتمع الدولي، مؤكدة أن موسكو ستواصل "العمل مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل إحلال السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط". يأتي هذا التصريح الروسي في ظل ترحيب دولي واسع بالاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية، والذي يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وبدء مرحلة تبادل المحتجزين، تمهيدًا لإطلاق مفاوضات سياسية برعاية الأممالمتحدة.