كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، عن انضمام رئيس جهاز الأمن الوقائي الإسرائيلي راسان عليان، إلى وفد التفاوض المشارك في محادثات شرم الشيخ الجارية برعاية مصرية، والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق تهدئة شامل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن مشاركة المسؤول الأمني البارز تأتي في إطار ما وصفته ب"توسيع دائرة المشاورات الإسرائيلية" خلال المفاوضات، في ظل تصاعد الملفات الأمنية المعقدة على طاولة المحادثات، لا سيما المتعلقة بملف الأسرى والرهائن، وضمانات وقف إطلاق النار، وترتيبات ما بعد التهدئة. وأضافت الصحيفة أن رئيس جهاز الأمن الوقائي سيعمل ضمن الفريق الأمني الإسرائيلي إلى جانب ممثلين عن الجيش وجهاز المخابرات (الموساد) ومجلس الأمن القومي، مشيرة إلى أن الهدف من ضمّه هو "تعزيز التنسيق الأمني وتقديم رؤية ميدانية دقيقة" حول الأوضاع في الضفة الغربيةوغزة. وأشارت القناة (12) الإسرائيلية إلى أن هذه الخطوة تعكس رغبة الحكومة الإسرائيلية في تسريع المفاوضات التي تستضيفها مصر بمشاركة وفود من الولاياتالمتحدة وقطر والأمم المتحدة، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، والبحث عن مخرج سياسي للأزمة الراهنة. ووفق التقارير العبرية، فقد ناقش الوفد الإسرائيلي خلال الجلسات السابقة مسودة اتفاق أولي يتضمن وقفًا لإطلاق النار على مراحل، مقابل إطلاق سراح تدريجي للأسرى والمعتقلين، إضافة إلى فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بإشراف أممي ومصري. وفي المقابل، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الفصائل المشاركة في المفاوضات لا تزال متمسكة بموقفها الداعي إلى وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحدودية، قبل الدخول في أي ترتيبات تبادل للأسرى. وتأتي مفاوضات شرم الشيخ ضمن الجهود المكثفة التي تقودها القاهرة منذ أسابيع لاحتواء التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله في الشمال، وبين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع. وكانت مصر قد أكدت في بيانات رسمية سابقة أنها تواصل اتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية لضمان استعادة الهدوء وتثبيت وقف إطلاق النار، مشددة على أهمية الحلول السياسية والدبلوماسية بدلًا من التصعيد العسكري. ويُشار إلى أن انضمام شخصية أمنية بهذا المستوى إلى الوفد الإسرائيلي المفاوض يُعد مؤشرًا على حساسية الملفات الأمنية المطروحة في المفاوضات، وعلى رأسها مسألة تبادل الأسرى وترتيبات الأمن في المناطق الحدودية بين غزة وإسرائيل. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة معاريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتابع سير المحادثات أولًا بأول، وأن الحكومة الإسرائيلية منقسمة داخليًا بشأن مدى تقديم تنازلات في الاتفاق المقترح، وسط ضغوط من عائلات الرهائن ومن المؤسسة العسكرية للتوصل إلى تسوية عاجلة. وتبقى نتائج هذه الجولة من مفاوضات شرم الشيخ مرهونة بمدى التوافق بين الأطراف الراعية والمفاوضين، فيما تتواصل الجهود المصرية لتقريب وجهات النظر ووقف نزيف التصعيد العسكري في المنطقة.