صعّد شركاء بنيامين نتنياهو من اليمين القومي انتقاداتهم بعدما قبل بخطة سلام لقطاع غزة مدعومة أمريكيًا، فقد وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المقترح بأنه «إخفاق دبلوماسي كبير» سيؤول إلى «نهاية مؤلمة»، معتبرًا أن الاحتفاء بالخطة مبالغ فيه. كما لوّح هو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير سابقًا بإسقاط الحكومة إذا توقّفت الحرب نهائيًا قبل «تحييد حماس بالكامل». ولم يصدر عن بن غفير تعليق رسمي حتى الآن. ماذا تقول الخطة؟ الخطة المكونة من 20 بندًا، التي طرحها دونالد ترامب وأعلن نتنياهو موافقته عليها، تدعو لوقف فوري للقتال بعد نحو عامين، وإطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة، مع انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة مع بقاء قوة إسرائيلية في «حزام عازل» داخل حدود القطاع. وتتضمن كذلك نشر «قوة استقرار» دولية، وتأسيس شرطة محلية جديدة، ووجود «مراقبين» للتأكد من نزع سلاح حماس بالكامل، إضافةً إلى دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد إعادة تأهيلها. مواضع الاعتراض اليميني يرفض التيار اليميني المتشدد البنود التي تمنح أطرافًا دولية أو السلطة الفلسطينية أدوارًا أمنية وإدارية في غزة، ويعدّها «تفويضًا للأمن إلى الخارج». ويراهن بعض قادته على أن «تشدد حماس» سيُفشل الخطة ويتيح لاستمرار العمليات العسكرية. في المقابل، لم تُعلن حماس موقفًا نهائيًا. وبحسب مصادر متابعة، عرض مسؤولون قطريون ومصريون التصور على وفدها في الدوحة، وتعهدت الحركة بدراسة المقترح وإرسال رد «بحسن نية». مهلة أمريكية... وتكتيك قانوني قال ترامب إنه يمنح حماس «ثلاثة أو أربعة أيام» للرد. ولتفادي تصويت حكومي واسع قد يشقّ الائتلاف، يتّجه نتنياهو—وفق ما يُتداول في تل أبيب—إلى قصر التصويت على صفقة تبادل الأسرى فقط، كما جرى في تفاهمات هدنة سابقة، فيما تُستكمل بقية الترتيبات تنفيذيًا. وتشير التسريبات إلى أن التبادل قد يشمل الإفراج عن نحو ألفَي أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية. حكومة على الحافة؟ شعبية نتنياهو تراجعت منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 واستمرار الحرب، وائتلافه تلقّى ضربات هذا الصيف بسبب أزمة «تجنيد المتدينين» وانسحاب حزبين متشددين، ما أفقده الأغلبية البرلمانية. ويرى محللون أن موافقة حماس—إن حدثت—قد تعجّل بتفكك الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، رغم أن الاستحقاق المقرر أقصاه أكتوبر 2026. رواية نتنياهو... وحدودها قال نتنياهو من واشنطن إنه «قلب الطاولة» على حماس وعزلها دوليًا، وزعم أن «العالم بما فيه العربي والإسلامي» قبل بالشروط الإسرائيلية المتشددة، ومنها بقاء الجيش داخل «معظم غزة». كما أكد أنه لم يوافق على «دولة فلسطينية»، بينما تتحدث صيغة الخطة عن «مسار موثوق» نحو تقرير المصير وإقامة الدولة—وهو ما يناقض رسائل طمأنة صدرت من فريقه بأن الشروط الإصلاحية المفروضة على السلطة الفلسطينية «لن تتحقق». موقف المعارضة والشارع أبدت قوى المعارضة في إسرائيل دعمًا مبدئيًا للخطة بهدف إعادة الرهائن ال48 المتبقين (يُعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة). واعتبر يائير لابيد أن طرح ترامب «قاعدة مناسبة» لصفقة الرهائن وإنهاء الحرب، لافتًا إلى أن بنودًا مشابهة كانت ممكنة قبل عام ونصف، وكان من شأنها إنقاذ أرواح وتجنب كلفة إنسانية ودبلوماسية هائلة. وبين ضغط الشارع لإعادة الرهائن وكلفة الحرب المتزايدة، يقف نتنياهو بين خيارَين: المُضي في تسوية مُرّة ليمينه... أو مجابهة انهيار ائتلافه وسيناريو انتخابات مبكرة.