يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث، اليوم الثلاثاء، وجهًا لوجه مع مئات من كبار قادة الجيش الأمريكي في قاعدة عسكرية بولاية فرجينيا، بعد أن دعا "البنتاجون" قادة عسكريين من مختلف أنحاء العالم بشكل مفاجئ، بدون أن يكشف عن السبب العلني لهذا التجمع. وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن الاجتماع المقرر انعقاده في قاعدة مشاة البحرية بكونتيكو قرب واشنطن أثار تكهنات واسعة بشأن هدف استدعاء هذا العدد الكبير من الجنرالات والأميرالات، بينهم من يخدم في مناطق نزاع بالشرق الأوسط وأماكن أخرى. ويرى خبراء أن لقاءات من هذا النوع بين القيادات العسكرية والمدنية ليست جديدة، لكن حجم الاجتماع، والسرعة التي دُعي بها، والغموض المحيط به، أمور غير معتادة. وفي هذا الصدد، قال مارك كانسيان المستشار بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والعقيد السابق في مشاة البحرية: «من المنطقي أن يتحدث الوزير إلى الجنرالات ويعرض رؤيته لإدارة الوزارة وربما استراتيجيته، لكن المثير للحيرة هو سبب الاستدعاء القصير المدى، ولماذا جرى حضوريًا، وما الذي قد يتضمنه». ويأتي الاجتماع وسط مواجهة البلاد لاحتمال إغلاق حكومي هذا الأسبوع، وفي وقت أقدم فيه هيجسيث على خطوات غير مألوفة، بينها تقليص عدد الضباط برتبة جنرال وإقالة قادة عسكريين كبار، مع تركيزه على ما يسميه «روح المحارب». وأكد المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل، الخبر لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل إضافية. وأوضح ترامب للصحفيين أنه لم يكن على علم بالاجتماع في البداية، قبل أن يعلن البيت الأبيض لاحقًا أنه سيلقي كلمة خلاله. وقال الرئيس الأمريكي إن اللقاء سيتناول «أداء الجيش بشكل جيد، والتأكيد على أننا في وضع قوي، والحديث عن أمور إيجابية كثيرة». ووصف الأدميرال الإيطالي جوزيبي كافو دراجوني رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الاجتماع بأنه غير مألوف، قائلًا: «طوال 49 عامًا من الخدمة لم أرَ مثله». وقال مايكل أوهانلون، مدير الأبحاث في السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينجز، إن حجم الاجتماع الضخم قد يجعله «أقرب إلى الاستعراض أو فرض التوجهات، أكثر من كونه تبادلًا للآراء». في المقابل، رجّح برايان كلارك، الباحث في معهد هدسون، أن يكون التركيز على تحول في سياسة الدفاع بإدارة ترامب، يتمثل في تقليص التركيز على أوروبا وآسيا، مقابل إعطاء أولوية أكبر للنصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهو توجه يخالف عقودًا من السياسات السابقة. وأضاف كلارك أن الإصرار على الحضور الشخصي، رغم إمكانية عقد لقاءات عبر الفيديو، يهدف إلى «إيصال رسالة بأن الأمر مهم للغاية».