في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا لإطلاق جيل جديد من المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يُسوق لها باعتبارها أدوات ذكية قادرة على تبسيط المهام المعقدة وإدارة الوقت بكفاءة أكبر، حذر خبراء أمن المعلومات من مخاطر أمنية خطيرة قد تقلب هذه المزايا إلى تهديدات حقيقية لخصوصية المستخدمين وسلامة بياناتهم. أحد أبرز الأمثلة التي أثارت الجدل مؤخرًا هو متصفح Comet من شركة Perplexity AI، الذي طُرح بنظام الدعوات فقط، في خطوة تعكس رغبة الشركة في خلق حالة من الحصرية حول منتجها الجديد، غير أن تقريرًا أصدرته شركة Brave المعروفة بتركيزها على حماية الخصوصية كشف عن ثغرة أمنية خطيرة في خاصية تلخيص المواقع، حيث يقوم المتصفح بتنفيذ تعليمات المستخدم دون فحص أو تصفية دقيقة. هذا الخلل يمنح القراصنة فرصة استغلال الميزة لتنفيذ هجمات "حقن التعليمات البرمجية"، ما قد يؤدي إلى سرقة بيانات حساسة والوصول إلى حسابات المستخدمين، ويشرح خبراء الأمن خطورة الثغرة بمثال عملي "إذا تصفح مستخدم "كوميت" منشورًا على موقع "ريديت" يتضمن تعليمات برمجية خفية داخل أحد التعليقات، ثم طلب من المتصفح تلخيص المحتوى، فإن المتصفح قد ينفذ تلك التعليمات الضارة مباشرة، ما قد يفتح الطريق أمام المهاجمين للحصول على بيانات الدخول لحسابات المستخدم". هذا السيناريو يوضح حجم المخاطر التي قد تصاحب الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي دون رقابة أمنية كافية، وأكدت شركة Brave أنها أبلغت "Perplexity" بهذه الثغرة منذ الشهر الماضي، داعيةً الشركة إلى معالجة الخلل بشكل عاجل قبل أن تتسبب في أضرار واسعة النطاق. وأشارت إلى أن المشكلة ترتبط بآلية عمل "كوميت" الذكية، في وقت تسعى فيه متصفحات كبرى مثل "كروم" لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي مشابهة لكن ضمن سياسات وصول أكثر أمانًا. الجدير بالذكر أن شركة Perplexity AI كانت محط أنظار وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تداول أنباء عن اهتمام آبل بالاستحواذ عليها، إلى جانب شراكتها الأخيرة مع شركة الاتصالات Airtel لتوفير نسختها الاحترافية "Pro" لمستخدمي الهواتف المحمولة وخدمات الإنترنت اللاسلكي. ورغم هذه الإنجازات والاهتمام المتزايد بمنتجات الشركة، يحذر الخبراء من أن تجاهل التحديات الأمنية والخصوصية قد يشكل نقطة ضعف استراتيجية تهدد مستقبل الشركة ومكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.