وصل المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توماس براك، صباح اليوم الأربعاء، إلى ثكنة فرنسوا الحاج في منطقة مرجعيون جنوبلبنان على متن طائرة رسمية، في إطار جولة تشمل عدة مناطق لبنانية. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تركز الولاياتالمتحدة على دعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان وتعزيز التعاون مع الجيش اللبناني والقوى المحلية لضمان استقرار الحدود الجنوبية. وحسب مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد لوحظ انتشار أمني مكثف للجيش اللبناني في محيط ثكنة فرنسوا الحاج وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام، وذلك لمواكبة زيارة المبعوث الأمريكي وتأمين حركته في المنطقة. كما شهدت الطرق المؤدية إلى مرجعيون تعزيزات أمنية إضافية، في إطار الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الوفد الأمريكي وضمان سير الزيارة بسلاسة. وتهدف زيارة توماس براك إلى تعزيز الحوار بين لبنانوالولاياتالمتحدة حول القضايا الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالأوضاع في الجنوباللبناني، والمساعدات الأمريكية المقدمة لدعم الجيش اللبناني والمجتمعات المحلية المتأثرة بالتوترات الحدودية. وقد أعلن المبعوث الأمريكي في وقت سابق أن زيارته ستشمل لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين من مختلف الأطياف السياسية بهدف بحث آليات تعزيز الاستقرار الاقتصادي والأمني في البلاد، مع التركيز على المناطق الحدودية. ويشير خبراء سياسيون إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى مرجعيون تأتي ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن في لبنان خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة لتخفيف التوترات مع الفصائل المحلية وضمان استقرار المنطقة في ظل الظروف الإقليمية المتشابكة. ويعتبر الجنوباللبناني منطقة حساسة جغرافيًا وسياسيًا، حيث يطل على الحدود مع إسرائيل، وتنتشر فيه قواعد للجيش اللبناني لتعزيز الأمن ومراقبة التحركات الحدودية. وأكدت مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأمريكي سيجري لقاءات موسعة مع قادة الجيش اللبناني ومسؤولين محليين، إضافة إلى زيارة عدد من المشاريع التنموية والمرافق الخدمية التي تدعمها الولاياتالمتحدة في المنطقة، والتي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية للسكان المحليين. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية واشنطن لدعم جهود لبنان في تعزيز الأمن والاستقرار، وتقوية قدرات مؤسساته الرسمية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وتعكس هذه الزيارة اهتمام الولاياتالمتحدة بالجانب الإنساني والتنموي في الجنوباللبناني، إلى جانب الدور السياسي والدبلوماسي الذي تلعبه واشنطن في المنطقة، ضمن جهودها الرامية للحفاظ على الاستقرار ومنع تفاقم الأزمات في لبنان. وتعد هذه الجولة جزءًا من خطة أوسع لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدةولبنان، والتي تشمل التعاون العسكري، والتنمية الاقتصادية، والدعم الاجتماعي للمجتمعات الحدودية.