دعت الولاياتالمتحدةوروسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي اليوم الخميس الى الوقف الفوري للعنف في أوكرانيا حيث تعتقد القوى الغربية أن روسيا ترعى حركة انفصالية موالية لها. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الاجتماع الذي عقد في جنيف بين روسيا والقوى الغربية مبشر ولكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها مستعدون لفرض مزيد من العقوبات على روسيا إذا لم يتحسن الوضع. واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يتحدث في موسكو زعماء أوكرانيا بارتكاب "جريمة خطيرة" باستخدام الجيش لإخماد اضطرابات في شرق البلاد ولم يستبعد إرسال قوات روسية. وقال بوتين إنه يأمل ألا يكون هناك ما يدعو إلى استخدام هذه الخطوة وأن تنجح الدبلوماسية في حل أسوأ أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. وجاءت تصريحات بوتين بعد ساعات من قيام انفصاليين بمهاجمة قاعدة للحرس الوطني الأوكراني ليل الاربعاء وقالت كييف إن ثلاثة من المهاجمين قتلوا في أسوأ أعمال العنف حتى الآن منذ بدأ موالون لروسيا تمردا في شرق أوكرانيا قبل عشرة أيام. ووصل دبلوماسيون من أوكرانياوروسيا ودول غربية لاجراء محادثات طارئة في سويسرا لكن الآمال ضئيلة في إحراز أي تقدم على صعيد حل الأزمة التي شهدت سيطرة مقاتلين موالين لروسيا على مناطق بأكملها في أوكرانيا بينما نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود على الحدود. وجاء في بيان مشترك صدر عقب محادثات جنيف "على جميع الأطراف نبذ أي أعمال عنف أو ترويع أو استفزاز." وأضاف "يجب نزع سلاح كل الجماعات المسلحة غير المشروعة وينبغي إعادة كل المباني التي تم الاستيلاء عليها دون وجه حق الى أصحابها الشرعيين ويجب إخلاء كل الشوارع والميادين والأماكن العامة الأخرى في المدن والبلدات الأوكرانية." وقال أوباما للصحفيين "يظل هناك الاحتمال.. الإمكانية.. أن تنجح الجهود الدبلوماسية في تخفيف حدة التصعيد." وأضاف أوباما في البيت الأبيض "صار السؤال الآن هل سيستغلون الجهد الذي بذلوه بشكل معطل في إعادة بعض النظام بحيث يتمكن الأوكرانيون من تنظم انتخابات والمضي قدما بالاقتراحات التي قدموها والمتعلقة باللامركزية؟" وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشتسيا "سيكون ذلك اختبارا لروسيا وما إذا كانت روسيا تريد حقا إظهار استعدادا للحفاظ على الاستقرار في هذه المناطق." ولم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا ستلبي المطالب الغربية للتوقف عن إثارة الاضطراب في شرق أوكرانيا وسحب قواتها من على الحدود الأوكرانية. وتنفي موسكو أنها نشطة في شرق أوكرانيا. وهناك شكوك فيما إذا كان الاتفاق سينجح. وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من فرض مزيد من العقوبات على روسيا إذا لم تتحرك لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا. وقال للصحفيين "إذا لم يحدث تقدم خلال تلك الأيام المقبلة ولم نشهد تحركا في الطريق الصحيح فستكون هناك عقوبات إضافية وثمن إضافي نتيجة لذلك." وقامت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض حظر على التأشيرات وتجميد أصول عدد صغير من الأفراد الروس وهو الإجراء الذي سخرت منه موسكو علنا. لكن الدول الغربية تقول إنها تفكر الآن في إجراءات أكثر صرامة يمكن أن تلحق ضررا أوسع بالاقتصاد الروسي. وقال كيري ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنه لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول وضع منطقة القرم الأوكرانية التي قامت موسكو بضمها الشهر الماضي. وأعلن حلف شمال الأطلسي الذي يسعى لطمأنة أعضائه في شرق أوروبا أنه يستعد لإرسال سفن حربية إلى بحر البلطيق. ووافقت الولاياتالمتحدة على تقديم المزيد من الدعم العسكري غير القتالي إلى أوكرانيا بما في ذلك إمدادات طبية وإمدادات للرعاية. واتهم بوتين في لقاء تلفزيوني السلطات في كييف بقيادة البلاد نحو "الهاوية". وانقلب زعيم الكرملين على سياسة دبلوماسية استمرت عشرات السنين بعد انتهاء الحرب الباردة عندما أعلن حق روسيا في التدخل في الدول المجاورة وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لبلاده. وتخشى كييف من أن يستغل بوتين أي أعمال عنف كذريعة لغزو البلاد. وقال بوتين في لقاء سنوي عبر التلفزيون يجيب فيه على أسئلة المواطنين "بدلا من ادراك وجود شيء خاطئ في الحكومة الأوكرانية ومحاولة الحوار يطلقون المزيد من التهديدات باستخدام القوة... هذه جريمة خطيرة أخرى يرتكبها قادة كييف الحاليون." وأضاف "آمل أن يتمكنوا من إدراك حجم الهوة وحجم الهاوية التي تقبع فيها السلطات الحالية وتجر البلاد إليها". وقالت أوكرانيا التي ترى أيادي موسكو وراء انتفاضات الانفصاليين في شرق البلاد إنها ستفرض رقابة أكثر صرامة على الحدود على روس يحاولون دخول البلاد. وقالت روسيا إنها قد ترد بالمثل. وفي مقر الحرس الوطني في ماريوبول كانت هناك أدلة واضحة على تعرض المبنى لهجوم. وكانت هناك سيارة جيب رمادية تابعة للشرطة داخل المجمع صباح يوم الخميس زجاجها محطم واطاراتها فارغة وابوابها منبعجة. وسويت بوابة المجمع بالأرض. وتناثرت فوارغ طلقات وعدة قنابل حارقة غير مستخدمة خارج البوابة. وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسن أفاكوف إن مجموعة مسلحة تضم 300 شخص هاجمت القاعدة بالبنادق والقنابل الحارقة. وأضاف أن ثلاثة انفصاليين قتلوا وأصيب 13 آخرون. ولم تقع اصابات في صفوف الحرس الوطني. - الحق في استخدام القوة واستغرق لقاء بوتين التلفزيوني السنوي الذي يتصل خلاله عبر الاقمار الصناعية بجماهير في انحاء البلاد عدة ساعات. وجاء السؤال الأول من القرم التي انضمت مؤخرا لروسيا حيث اصطف مئات من البحارة والمحاربين القدامى والجماهير في مكان يطل على البحر في سيفاستوبول مقر اسطول البحر الأسود الروسي. وأشار بوتين الواثق من نفسه إلى تفويض حصل عليه في مارس اذار من مجلس الاتحاد الروسي باستخدام القوة في أوكرانيا لكنه قال إنه يفضل التفاوض. ومعظم أعضاء هذا المجلس معينون. وقال "مجلس الاتحاد منح الرئيس حق استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا.أتمنى فعلا ألا أضطر لممارسة هذا الحق وأن يمكننا حل كل القضايا الملحة اليوم من خلال وسائل سياسية دبلوماسية". وتحدث بوتين عن ضم القرم بمصطلحات ترتبط بوضوح بالصراع السياسي على المنطقة قائلا إنه جاء ردا على احتمال أن يضم حلف الأطلسي في يوم ما أوكرانيا ويحول دون وصول روسيا إلى أسطولها في البحر الأسود. وفي السابق كان يجري تبرير العملية فقط كاستجابة لإرادة سكان القرم. وأقر كذلك لأول مرة بأن القوات الروسية لعبت دورا مباشرا في القرم بمساعدة الميليشيا المحلية. قال انفصاليون مؤيدون لروسيا يحتلون مبنى تابعا للسلطات المحلية في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا يوم الخميس إنهم لن يغادروا إلا بعد أن يغادر أنصار الحكومة الأوكرانية الجديدة مخيم اعتصامهم في الساحة الرئيسية بكييف المعروفة باسم الميدان. وقال ألكسندر زخارتشينكو أحد قادة المحتجين داخل مبنى الحكومة المحلية في دونيتسك لرويترز عبر الهاتف عندما سئل كيف سيكون رد فعل مجموعته تجاه معاهدة دولية أبرمت في جنيف اتفقت فيها الحكومتان الأوكرانية والروسية على ضرورة إنهاء احتلال المباني والميادين بشكل غير مشروع "إذا كان (الاتفاق) يعني كل الميادين والمباني الحكومية فاعتقد أنه ينبغي البدء بالميدان في كييف. سنرى ما سيفعلونه هناك قبل أن نتخذ قرارنا هنا."