إسرائيل تدرس إعادة احتلال غزة بالكامل وسط تحذيرات داخلية وضغوط دولية

يستعد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لحسم موقفه بشأن خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة بعد نحو عامين من الحرب المدمرة في القطاع.
ورغم المعارضة المتزايدة من قادة الجيش الإسرائيلي، والتحذيرات من أن العملية قد تُعرض حياة الأسرى للخطر، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدفع نحو سيطرة شاملة على غزة، متحديًا الضغوط الدولية والانقسامات الداخلية.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" قبيل اجتماع حاسم لمجلس الأمن القومي، قال نتنياهو إن حكومته تعتزم "إزالة حماس" من غزة، تمهيدًا لتسليم القطاع إلى "حكم مدني لا يكون حماس ولا أي جهة تسعى لتدمير إسرائيل".
خطة خمسية للسيطرة والتهجير المؤقت
وفقًا لمسؤول إسرائيلي تحدّث إلى شبكة "CNN"، فإن الخطة قيد الدراسة قد تمتد لخمسة أشهر، وتتضمن إجلاء نحو مليون فلسطيني من شمال ووسط غزة إلى مناطق الإيواء جنوب القطاع، حيث ستُنشئ القوات الإسرائيلية مجمعات لاستيعابهم.
كما تخطط إسرائيل، بدعم أمريكي، لزيادة مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" المثيرة للجدل من أربعة إلى 16 موقعًا.
الأسرى والمفاوضات المتعثرة
تهدف العملية الموسعة إلى مضاعفة الضغط على حماس من أجل إطلاق الأسرى الإسرائيليين المتبقين. ومع ذلك، أشار المسؤول الإسرائيلي إلى إمكانية تعليق الحملة إذا عادت الحركة إلى طاولة المفاوضات.
المفاوضات، التي بدأت بتفاؤل نسبي، انهارت قبل أسبوعين بعد انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من الدوحة. وعلّل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الانسحاب باتهام حماس ب"سوء النية"، في حين قالت الحركة إنها مستعدة للعودة، بشرط إدخال مساعدات إنسانية كافية.
الجيش يحذّر ونتنياهو يمضي
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق هرتسي هاليفي، حذّر نتنياهو من أن السيطرة الكاملة على القطاع ستورّط الجيش وتُهدد حياة الأسرى. وفي تصريح نادر يكشف عمق الانقسام بين القيادة السياسية والعسكرية، قال هاليفي:
"ثقافة النقاش جزء من تاريخ الشعب اليهودي. وسنواصل التعبير عن موقفنا بمهنية واستقلالية وموضوعية."
رغم ذلك، يواصل بعض الوزراء اليمينيين دعم الحملة. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عبّر عن دعمه لبناء مستوطنات جديدة في غزة، قائلًا خلال زيارته لمستوطنة في الضفة الغربية:
"سنعود يومًا ما إلى كل مكان طُردنا منه... يشمل ذلك غزة والسامرة."
رأي عام غاضب وعائلات الأسرى تحتج
في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين تفضل إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى، تستعد عائلاتهم لتنظيم احتجاج أمام مقر مجلس الأمن القومي في القدس.
يقول يهودا كوهين، والد أحد الأسرى:
"نتنياهو يعمل ضد مصلحة الأسرى، ويعرض حياتهم للخطر بمواصلة العمليات العسكرية، خاصة في المناطق التي يُعتقد أن الأسرى محتجزون فيها."