رحل عن عالمنا صباح اليوم الفنان القدير لطفي لبيب (1947-2025)، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ثريًا يمتد لأكثر من أربعة عقود، أثبت خلالها أنه فنان من طراز فريد، يجيد التحليق بين المسرح والسينما والتلفزيون ببراعة نادرة. رحلة فنية بدأت متأخرة لكنها ترك بصمة عميقة تخرج لطفي لبيب في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكن ظروف الحياة - من تجنيد طويل إلى سفر للخارج - أجلت انطلاقته الحقيقية حتى مطلع الثمانينيات، حينها بدأ مشواره مع مسرحيات مثل "الشحاتين" و"عريس لبنت السلطان"، ليعلن عن ميلاد فنان قادر على إبهار الجمهور حتى من خلال الأدوار الثانوية. سفير الشخصيات الإنسانية بامتياز تميز لطفي لبيب بقدرته الفذة على تجسيد أدوار الأب الحنون والشخصيات الكوميدية الذكية، حيث كان حضوره الدافئ يسرق الأضواء حتى في المشاهد القصيرة. من أبرز أعماله السينمائية: "السفارة في العمارة" مع عادل إمام، "طباخ الريس"، "ملك وكتابه"، "بوبوس" ، "مرعي البريمو" آخر أعماله 2023. وفي الدراما التلفزيونية، قدم أعمالًا لا تُنسى مثل: "الكبير أوي"، "الأب الروحي"، "العتبة الحمراء"، "الأشرار"، أما على خشبة المسرح - عشقه الأول - فأبدع في: "سي علي وتابعه قفه"، "سوق الحلاوة"، "الف من ليلة وليلة"، "سوق الحلاوة" فنان متعدد المواهب حظي بتقدير النقاد نال الفنان الراحل العديد من الجوائز والتكريمات، وكان دائمًا نموذجًا للفنان المتجدد، الذي يجمع بين عمق الأداء وبساطة الشخصية. اليوم، برحيل لطفي لبيب، يفقد الفن المصري أحد أبرع ممثليه في تجسيد الشخصيات الإنسانية، تاركًا فراغًا يصعب ملؤه. رحم الله الفنان القدير وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل، كان قصيدة إنسانية نادرة ترويها عيناه الدافئتان هكذا سيذكره التاريخ.