أصيب بجلطة في المخ ويستعد لإجراء جراحة دقيقة الجيش سبب تأخير شهرته.. و"عمارة يعقوبيان" نقطة انطلاقته شارك في ثورة 30 يونيو ضد الإخوان.. ورفض تكريم السفير الإسرائيلي عن "السفارة في العمارة" سجل كل أحداث حرب أكتوبر في كتاب.. وينتظر تقديمه في فيلم سينمائي ضخم بدأ مشواره الفني متأخراً.. وأول أجر حصل عليه في السبعينيات كان ثلاثة جنيهات --------------------------------------------------------------------------------------------------------- محارب وفنان وكاتب، تأخرت شهرته بسبب "الجيش"، قدم الكثير لجمهوره، والآن يحتاج أن يردوا الجميل له بالدعاء.. هو الفنان القدير لطفي لبيب الذي يعيش أصعب فترات حياته في هذه الآونة، وذلك بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها مؤخرًا، حيث يستعد لإجراء عملية جراحية في المخ نتيجة إصابته بجلطة لزم فراش المرض على إثرها. الأزمة الصحية وكان الفنان لطفي لبيب قد تعرض في 2017 إلى حالة إغماء أثناء تصويره لعمل درامي، وانتقل بعد ذلك إلى مستشفى خاص في مصر الجديدة لعمل الفحوصات الأولى، التي أظهرت وجود جلطة قوية في المخ تحتاج عملية جراحية سريعة لتركيب دعامات حتى لا يحدث جلطات أخطر تؤدي إلى الوفاة، كما أثبتت التحاليل تعرضه لجلطة خفيفة، ولكن تم علاجها بالأدوية، وفي الآونة الأخيرة عادت الأزمة الصحية تراوده من جديد. ولد الفنان القدير لطفي لبيب في شمال الصعيد، وتحديداً بمدينة "الفشن" ببني سويف والتي كانت حينها تابعة لمحافظة المنيا، وكان والده يعمل في أحد البنوك، ثم قرر بعدها الانتقال من الصعيد للإسكندرية. وبحسب ما ذكره "لبيب" في تصريحات صحفية فقد ظهرت موهبة التمثيل عليه مبكراً في المرحلة الابتدائية، والتحق بفريق التمثيل بالمدرسة، قائلاً: "أصل احنا كنّا محظوظين، لأن المدارس علي أيامنا كانت مركز اكتشاف كل أنواع المواهب، فنية ورياضية وأدبية، كانت الأنشطة هي اللي بتبني الإنسان، وللأسف الوضع ده اختلف تماما في وقتنا الحالي". لكن "لبيب" اضطر إلى الالتحاق بكلية الزراعة جامعة أسيوط، تنفيذاً لرغبة والده الذي كان يرفض نهائياً دخوله مجال التمثيل، لكنه لم يستطع الاستمرار سوي عامين، وبعدها قرر ترك كلية الزراعة، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ولم يستطيع أن يقنع والده، إلا في سنوات المعهد الأخيرة، وكانت في دفعتة نبيل الحلفاوي ومحمد صبحي وهادي الجيار ومصطفى يسري. لم يتوقف لطفي لبيب عند هذا الحد من التعليم والمعرفة، فبعد تخرجه من المهد العالي للفنون المسرحية، قرر الالتحاق بكلية الآداب قسم الفلسفة والاجتماع عام 1970، وظل يدرس بها بعد تجنيده بالجيش، وأنهى دراسته وهو مجند أيضاً. استغرقت مدة تجنيده ست سنوات ونصف، شارك خلالها في حرب أكتوبر 1973، وخلال تلك الفترة اكتشف حبه للكتابة، فقام بتدوين ذكرياته عن الحرب، ليطرح بعد ذلك تجربته، وكل الأحداث التي عاشها في كتاب "الكتيبة 26" الموجود حالياً في الأسواق، وهو يتناول قصة درامية من واقع حرب أكتوبر، كما حاول أن يترجم كتابه إلى فيلم سينمائي، لكن كل محاولته باءت بالفشل بسبب رفض الرقابة، وهو يرى أنه رغم الأفلام العديدة التي تم تقديمها عن حرب أكتوبر، إلا أن جميعها لم تعبر عن روح القتال، وظهرت الحرب فيها كأنها جملة اعتراضية داخل الفيلم أو مجموعة مشاهد يمكن حذفها دون أن يتأثر الفيلم. تزوج الفنان لطفي لبيب من خارج الوسط الفني، وله ثلاثة بنات، وأربعة أحفاد، يبعدهم دائماً عن الأضواء. بدايته الفنية تأخرت شهرته كثيراً، فهو لم يبدأ حياته الفنية إلا بعد عشر سنوات بسبب التحاقه بالخدمة العسكرية فور تخرجه، وبعد انتهاء التجنيد، رشحه الفنان سعد أردش ليقوم بتأسيس مسرح دبي القومي، فوافق وسافر إلى هناك وأخرج مسرحيتي "كفاح" و"التركة" لنجيب محفوظ، وبعد 3 سنوات و8 أشهر، عاد إلى مصر عام 1981، ممثلًا في مسرحية "المغنية الصلعاء"، ثم مسرحية "الرهائن"، وكان يتقاضى فى بداية عمله بالتليفزيون أجر لم يتعدى 3 جنيهات و65 قرش. وعن ظهوره دائما في الأدوار الثانية قال :"أنا وحسن حسني وصلاح عبد الله - بلغة الكرة – نعد من فناني خط الوسط في السينما المصرية.. وجودنا مهم للعمل رغم أننا لسنا الأبطال.. وقديما كان هناك فنانون كثيرون في خط الوسط..لكنهم اليوم أقل عددا" . وخلال فترة الثمانينات شارك في بعض الأعمال منها مسرحية "كلام خواجات"، وفيلم "المشاغبون فى الجيش"، ومسلسل "رحلة السيد أبو العلا البشري" الجزء الأول، ومسلسل "صح النوم"، ومسرحية "الشحاتين"، وفيلم "الجلسة سرية"، ومسلسل "عابر سبيل"، وفيلم "عودة مواطن"، ومسلسل "رأفت الهجان" الجزء الأول، ومسلسل "سجن أملكه"، وفيلم "يوم مر ويوم حلو"، فووازير "المناسبات" وفيلم "كراكيب". بدأت مشاركاته الفنية تزداد خلال فترة التسعينات حيث ظهر في العديد من الأعمال التي كشفت عن موهبته الكبيرة منها فيلم "تحت الصفر"، ومسرحية "سوق الحلاوة"، ومسلسلات "ألف ليلة و ليلة"، و"بوابة الحلواني"، و"أرابيسك"، و"ألف ليلة وليلة"، و"نصف ربيع الآخر"، و"ساكن قصادي" بجزئيه الأول والثاني، وكذلك فيلمي "النوم في العسل"، و"عفاريت الأسفلت"، وغيرها من الأعمال. واصل نجاحه في العقد الأول والثاني من الألفية الثالثة، لكن جاءت شهرته الحقيقية من خلال فيلم "السفارة في العمارة" مع الفنان عادل إمام، حيث أدى خلاله دور السفير الإسرائيلي، بترشيح من الزعيم وهو الدور الذي رفع أجره كثيراً، على حد قوله، وأصبح إحدى أهم محطات حياته الفنية، وفي نفس العام شارك في فيلم "يا أنا يا خالتي"، مسلسل "المنادي"، فيلم "بحبك وبموت فيك"، و "ليلة سقوط بغداد"، وفيلم "سيد العاطفي"، وفي الأعوام التالية شارك في كثير من الأعمال. القراءة والرياضة يحب الفنان لطفي لبيب القراءة ويعطيها الكثير من وقته، إلى جانب أنه يحب ممارسة الرياضة، وتأخذ الكتابة المساحة الأهم عنده بعد الفن، حيث قام بكتابة مسلسل عن امرأة أمريكية اسمها" ليليان تراشر" جاءت لمصر عام 1910، لكنها توفيت بها عام 1961، تاركة وراءها عشرة آلاف مواطن يبكون في جنازتها، ويشرح خلال الكتاب حياة هذه المرأة، هذا بالإضافة إلى رواية "الكتيبة 26" التي يتمنى أن تتحول إلي فيلم يجسد روح أكتوبر الحقيقية التي لم ينجح اي عمل سينمائي في نقلها للناس حتي الآن. مواقف سياسية رفض الفنان لطفي لبيب تكريم السفير الإسرائيلي في القاهرة بعد العرض الخاص لفيلم "السفارة في العمارة"، وقال إنه تلقى مكالمة هاتفية من مسئولي السفارة، يقول له فيها: "أستاذ لطفي السفير الإسرائيلي عايز يقابلك"، فرد عليه مسرعاً: "أعتذر عن ذلك". شارك "لبيب" في ثورة 30 يونيو لخلع الرئيس الإخواني محمد مرسي لأنه كان على يقين تام بأن هناك مؤامرة أمريكية تحاك ضد مصر لتحقيق هدف الإخوان بالوصول إلى حكم مصر. وكان له رأي في الأزمة الاقتصادية التي حدثت بعد 30 يونيو عبر عنها بقوله :"أنا شايف إننا فعلا بنعيش أزمة اقتصادية..لكن كمان بالتوازي بنعيش نهضة اقتصادية كبري، وان كان حصادها لم يأتِ بعد، وأنا اندهش من الذين يتعاملون مع الأمور بسطحية، وأتمني أن يتابعوا وينظروا يميناً ويسارا، فهناك 3000 كيلو طرق انتهت، وهو إنجاز لم يحدث علي مدي الأربعين عاما الماضية..وهناك التوسعات في المدن الجديدة والاسكان الاقتصادي، ومدينة جبل الجلالة، ومشروع الضبعة، ومشروع قناة السويس، كما أنني أدعو اتحاد ملاك الثورة إلي التخلي عن ملكيتهم للثورة، لأن الشعب المصري كله شريك لهم.