كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن وجود نقاشات بين مفاوضين من كييف وموسكو بشأن احتمال عقد لقاء مباشر بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لكسر الجمود في ملف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وخلال لقائه مع عدد من الصحفيين، من بينهم مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، صرّح زيلينسكي بأن إنهاء الحرب "قد يبدأ بلقاء بين القادة"، مشيراً إلى أن فكرة اللقاء أصبحت مطروحة بالفعل خلال المباحثات الأخيرة، وهو ما اعتبره تطوراً إيجابياً نحو صيغة واقعية للحل، حتى وإن لم تتضح ملامحها النهائية بعد. أوكرانيا تسعى إلى أن يكون اللقاء الثلاثي المرتقب شاملاً، حيث أعرب زيلينسكي عن رغبته في مشاركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي أصبح في الأشهر الأخيرة طرفاً نشطاً في الضغط السياسي والدبلوماسي المتصل بالأزمة. ويُنظر إلى إشراك ترمب كجزء من استراتيجية أوكرانية لحشد دعم دولي في مواجهة موسكو، خاصة بعد إعلانه مهلة زمنية محددة أمام بوتين. تحفظ واضح من جهته، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحفظاً واضحاً، مشيراً إلى أن عقد مثل هذا اللقاء لن يكون وارداً إلا في "المرحلة الأخيرة" من المفاوضات، التي ما تزال متعثرة ولم تُفضِ حتى الآن إلى نتائج ملموسة. وفي الجولة الثالثة من المحادثات التي انعقدت في إسطنبول الأربعاء الماضي، اقترح رئيس الوفد الأوكراني، رستم أومروف، عقد القمة المرتقبة مع نهاية أغسطس، وهي المهلة التي تتوافق مع إطار زمني وضعه ترمب، يُمهل فيه بوتين خمسين يوماً لإنهاء النزاع، وإلا سيواجه حزمة جديدة من العقوبات. ومع ذلك، لا يزال الموقف الروسي بعيداً عن التفاؤل. فقد صرح فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، بأن "أي لقاء من هذا النوع يجب أن يُحضّر له بدقة"، في إشارة إلى أن موسكو ترى أن الشروط الحالية لا تضمن جدوى اللقاء ولا نتائجه. ميدانياً، لا تزال روسيا تحرز تقدماً بطيئاً على الجبهات، فيما أكد زيلينسكي أن القوات الروسية تحاول اختراق الخطوط الدفاعية، لكنه شدد على أن محاولاتهم "لم تنجح في تحقيق أي اختراقات استراتيجية كبيرة" حتى الآن.