في استعراض غير مسبوق للقوة العسكرية متعددة الجنسيات، تحتضن أستراليا حاليًا النسخة الأضخم من مناورات "تاليسمان سيبر"، وسط توقعات قوية بوجود رقابة مكثفة من قبل سفن التجسس الصينية، ما يضيف بُعدًا استراتيجيًا حساسًا لهذا الحدث العسكري. المناورات، التي انطلقت رسميًا يوم الأحد بحفل في مدينة سيدني، تُعد من أكبر التدريبات القتالية في تاريخ البلاد، وتشارك فيها هذا العام قوات من 19 دولة، بما يفوق 35 ألف عنصر عسكري. وتشمل قائمة المشاركين إلى جانب الولاياتالمتحدةوأستراليا، دولاً كبرى مثل اليابان، فرنسا، ألمانيا، وكندا، إلى جانب عدد من دول جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ. وتحضر كلٌّ من ماليزيا وفيتنام كمراقبين، في مؤشر على اتساع الاهتمام الإقليمي بالتوازنات العسكرية المتغيرة. اللافت هذا العام هو توسيع نطاق المناورات لتشمل أراضي بابوا غينيا الجديدة، الجارة القريبة لأستراليا، في أول مرة تُجرى فيها أنشطة "تاليسمان سيبر" خارج الحدود الأسترالية، وهو ما يعكس توسع الأفق العملياتي وتعمق الشراكات العسكرية في المحيطين الهندي والهادئ. سفن تجسس صينية من جانبه، كشف وزير الصناعات الدفاعية الأسترالي، بات كونروي، عن رصد متكرر لسفن مراقبة صينية تابعة للجيش الشعبي منذ عام 2017 خلال نسخ سابقة من التمرين. وأضاف أن الصين دأبت على مراقبة هذه التدريبات، ومن "غير المألوف تمامًا ألا تفعل ذلك مجددًا هذه السنة". وأكد كونروي أن بلاده ستتكيف مع هذا الوجود عبر إجراءات مضادة، دون الكشف عن تفاصيلها، موضحًا: "سنراقب أنشطتهم عن كثب، وسنعدّل بدورنا أساليب التدريب وفق الحاجة". حتى الآن، لم تسجل أي تحركات مباشرة لسفن تجسس صينية، بحسب تصريحات كونروي حتى مساء الأحد، لكن أجواء الترقب قائمة، في ظل تصاعد التوتر الجيوسياسي في منطقة المحيطين. يُشار إلى أن التدريبات تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، وتُشكّل منصة لاختبار القدرات العملياتية والجاهزية العسكرية المشتركة في بيئة مليئة بالتحديات، ووسط مراقبة دقيقة من قوى إقليمية لا تُخفي اهتمامها المتزايد بالتحولات العسكرية في الفناء الخلفي لأستراليا.