سي إن إن: اجتماع "لافروف - كيم" يشير لتورط أعمق لكوريا الشمالية في حرب أوكرانيا

التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، يوم أمس السبت، في إشارة إلى تعميق العلاقات بين موسكو وبيونج يانج مع انجرار الأخيرة بشكل أعمق إلى الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ونشرت وزارة الخارجية الروسية صورة لوزير الخارجية الروسي والزعيم الكوري الشمالي عبر حسابها على "تيليجرام"، يوم أمس السبت، في مدينة وونسان الكورية الشمالية على الساحل الشرقي للبلاد. ووصل لافروف إلى كوريا الشمالية، يوم الجمعة الماضي، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، عبر "تيليجرام"، إن لافروف التقى أيضا بنظيرته الكورية الشمالية تشوي سون هوي، في وونسان يوم أمس السبت.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي، عقب ذلك الاجتماع، "تبادلنا وجهات النظر حول الوضع المحيط بالأزمة الأوكرانية،" بحسب ما نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية.
كوريا الشمالية تؤكد دعمها لروسيا
وأضاف: "أكد أصدقاؤنا الكوريون دعمهم القوي لكافة أهداف العملية العسكرية الخاصة، وكذلك لتصرفات القيادة والقوات المسلحة الروسية."
وكشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم الأربعاء الماضي، أن هدف لافروف من الزيارة كان إجراء محادثات جزءا من "الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي" بين كبار الدبلوماسيين في البلدين، وفقا ل"تاس".
كما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، يوم الأربعاء الماضي، أن زيارة لافروف جاءت "بدعوة من" وزارة الخارجية الكورية الشمالية.
بيونج يانج تنشر ما بين 25 ألفا إلى 30 ألف جندي لمساعدة موسكو
وتأتي زيارة لافروف في وقت حاسم بالنسبة للعلاقات الروسية الكورية الشمالية، حيث من المقرر أن تنشر بيونج يانج ما بين 25 ألفا إلى 30 ألف جندي إضافي لمساعدة موسكو في حربها مع أوكرانيا، وفقا للمخابرات الأوكرانية، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 11 ألف جندي أرسلتهم بيونج يانج العام الماضي، بحسب "سي إن إن".
ويأتي ذلك أيضا في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة تشعر بالإحباط بشكل متزايد تجاه روسيا. واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعرقلة محادثات السلام، وتعهد بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
ومن الممكن أن تؤدي الزيارة إلى تعزيز التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية الذي لديه القدرة على إعادة تشكيل ليس فقط الحرب الروسية الأوكرانية، بل الديناميكية الأمنية في آسيا، وفقا ل"سي إن إن".
وبحسب "تاس"، زارت تشوي سون هوي موسكو في الجولة الأولى من المحادثات الاستراتيجية في نوفمبر 2024. وأشاد لافروف حينها بما أسماه "الاتصالات الوثيقة للغاية" مع الجيش الكوري الشمالي وأجهزة المخابرات.
كوريا الشمالية أصبحت منخرطة على نحو متزايد في الحرب الروسية الأوكرانية
وعلى الرغم من تكبدها خسائر فادحة في ساحة المعركة، فقد أصبحت كوريا الشمالية منخرطة على نحو متزايد في الحرب الروسية الأوكرانية. وقتل أو جرح ما يقدر بنحو 4000 جندي كوري شمالي في الحرب الروسية الأوكرانية، وفقا لمسؤولين غربيين.
وبحسب تقارير، فعلى الأرض في منطقة كورسك الحدودية الروسية، حيث ساعد الجنود الكوريون الشماليون في صد التوغل الأوكراني العام الماضي، يعيش جنود كوريا الشمالية في مخابئ، ويقاتلون ويموتون إلى جانب القوات الروسية، وفقا ل"سي إن إن".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها "سي إن إن" طائرات شحن وسفن نقل الجنود تتحرك بين كوريا الشمالية وروسيا، مما يشير إلى وجود لوجستيات عسكرية كبيرة جارية.
روسيا تعتمد على كوريا الشمالية للحصول على أسلحة إضافية
وأصبحت روسيا تعتمد على كوريا الشمالية للحصول على أسلحة إضافية، في ظل وجود نقص حاد من الأسلحة، علي الرغم من عمل المصانع الروسية علي مدار الساعة، وفقا للشبكة الأمريكية.
وتمت ترجمة كتيبات التدريب للمدفعية الكورية الشمالية إلى اللغة الروسية، في إشارة إلى انتشار الأسلحة في كل مكان والتوافق المتزايد بين القوات المسلحة لموسكو وبيونج يانج. وذكر تقرير صادر عن 11 دولة عضو في الأمم المتحدة، الشهر الماضي، أن بيونج يانج أرسلت ما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي و9 ملايين قذيفة مدفعية إلى روسيا في عام 2024.
وكثفت روسيا هجومها الجوي على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، بإستخدام 728 طائرة بدون طيار (مسيرات) و13 صاروخا يوم الأربعاء الماضي، مسجلة رقما قياسيا. وهاجمت مسيرات روسية، يوم الخميس الماضي، العاصمة الأوكرانية كييف من جميع الاتجاهات، في تكتيك جديد على ما يبدو اختبر دفاعات أوكرانيا المنهكة، وفقا ل"سي إن إن".