في رحاب التاريخ الكنسي، لا تقتصر خدمة الإنجيل على الاثني عشر تلميذًا وبولس الرسول فقط، بل تشمل أيضًا السبعين رسولًا الذين اختارهم المسيح عليه السلام وأرسلهم أمامه اثنين اثنين إلى المدن التي كان مزمعًا أن يأتي إليها، كما جاء في إنجيل لوقا (10:1). هؤلاء الرسل، رغم أن أسماءهم وتفاصيل حياتهم لا تُذكر كثيرًا في الوعظ والتعليم، إلا أنهم لعبوا أدوارًا جوهرية في نشر الإيمان، وتأسيس الكنائس، والشهادة للمسيح حتى الموت. من هم السبعون رسولًا؟ بحسب المخطوطات وكتب التاريخ الكنسي، إليك أبرز ما نعرفه عن كل واحد من السبعين رسولًا، ممن كانوا خدامًا، مبشرين، وشهداء للحق، وساهموا في التأسيس الروحي لكنيسة المسيح: أمثلة بارزة من السبعين رسولاً مارمرقس الرسول وهو كاروز الديار المصرية، كتب إنجيل مرقس واستشهد في الإسكندرية عام 68 م. برنابا (يوسف) زميل بولس ومقدمه للرسل واستشهد في قبرص، موطنه الأصلي. لوقا الإنجيلي وهو طبيب ورسام، كتب إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل واستشهد في أيام نيرون. متياس وحلّ محل يهوذا الإسخريوطي وبشر الوثنيين وآكلي لحوم البشر، وتنيح بسلام بعد تعذيب كثير. أسطفانوس أول الشمامسة، وأول الشهداء في تاريخ الكنيسة. خدمة وتبشير وشهادة حتى الموت العديد من السبعين بشروا في أماكن بعيدة مثل: اسبانيا ، اليونان، آسيا الصغرى، روسيا، فرنسا، مقدونيا، وقبرص وكثيرمنهم أصبحوا أساقفة على مدن كبيرة، مثل لوقا، تيطس، أبينتوس، وكليوباس. واستشهد كثيرون منهم بطرق مروعة: رجماً، صلباً، غرقاً، أو سحلًا، مثل حنانيا، يونياس، وسوستانيس. دروس من حياة السبعين الايمان الصادق لا يرتبط بالشهرة. كثير من الرسل لم تُذكر أسماؤهم كثيرًا، لكن خدمتهم كانت عظيمة والشهادة للمسيح قد تتطلب التضحية بالحياة والمواهب متنوعة: منهم الأطباء، الفنانون، الصيادون، الكتبة، وكلهم خدموا بنفس الروح. اقتباس إنجيلي يلخّص الرسالة "(وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا، وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ)" – لوقا 10:1