يتفق المعماريون حول العالم على أن العمارة مسؤولية عظيمة تجاه الإنسان والبيئة والمستقبل، وليست مجرد فن لتشييد المباني فحسب، ومن هذا المنطلق، خصّص الاتحاد الدولي للمعماريين (UIA) يومًا عالميًا للهندسة المعمارية ليصبح احتفالًا سنويًا يكرّم جهود المعماريين ويرسّخ الوعي بقيمة التصميم العمراني ودوره في بناء مدن أكثر مرونة وجمالًا وإنسانية. كيف بدأ الاحتفال باليوم العالمي للهندسة المعمارية؟ أطلق الاتحاد الدولي للمعماريين عام 1985 مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للهندسة المعمارية، واختار أن يكون في الإثنين الأول من شهر أكتوبر كل عام، موازيًا للاحتفال بيوم الموئل العالمي الذي أقرّته الأممالمتحدة، وجاء هذا التزامن ليعكس الارتباط الوثيق بين جودة العمران وحق الإنسان في مسكن آمن وبيئة حضرية مستدامة. ويظن بعض الناس أن الأول من يوليو هو الموعد الرسمي لهذا اليوم العالمي، لكن الحقيقة أن هذا التاريخ يوافق ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للمعماريين عام 1948، لذلك قد تنظم بعض النقابات أو الجمعيات المعمارية فعاليات رمزية في 1 يوليو احتفاءً بتاريخ التأسيس، إلا أن الموعد الرسمي العالمي المعتمد هو الإثنين الأول من أكتوبر، حيث تُقام الفعاليات الكبرى التي يدعمها الاتحاد نفسه وترتبط بأجندة الموئل العالمي للأمم المتحدة.
أسباب الاحتفال باليوم العالمي للهندسة المعمارية تواجه المدن الحديثة تحديات متسارعة مثل التضخم السكاني، واستنزاف الموارد، والتغير المناخي، ما يجعل العمارة اليوم أكثر من مجرد حلول جمالية، بل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. ويهدف هذا اليوم إلى إبراز دور المهندسين المعماريين في تقديم حلول مبتكرة توازن بين احتياجات الإنسان وحقوق البيئة، وتشجيع التوسع الحضري المتوازن، ومكافحة العشوائيات، وتحسين نوعية الحياة داخل المدن. كما يركّز الاتحاد الدولي للمعماريين كل عام على قضية محورية جديدة مثل التحول الرقمي في التصميم، أو دور العمارة في الحد من انبعاثات الكربون، أو تشجيع مشاركة المجتمعات المحلية في وضع رؤى المدن المستقبلية.
أهداف اليوم العالمي للهندسة المعمارية يطرح اليوم العالمي للهندسة المعمارية عدة أهداف رئيسية، من أبرزها تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية العمارة في التنمية المستدامة. دعم تبادل الخبرات بين المهندسين من مختلف الدول والمدارس المعمارية. إبراز المشاريع الرائدة عالميًا كنماذج ملهمة للمدن الذكية والصديقة للبيئة. تحفيز الأجيال الشابة على دراسة العمارة والانخراط في التحديات العمرانية. خلق حوار مفتوح بين المعماريين وصنّاع القرار والمجتمع المدني حول مستقبل التخطيط العمراني.
الدول التي تحتفل باليوم العالمي للهندسة المعمارية تحتفل معظم دول العالم بهذا اليوم عبر اتحادات المعماريين، والنقابات المهنية، والكليات الجامعية، وتشهد الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا فعاليات موسعة تشمل معارض لتصاميم مبتكرة وجولات مفتوحة للمباني الأيقونية. وتحرص الولاياتالمتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة على تنظيم ندوات وورش عمل تناقش آخر الاتجاهات في العمارة الذكية والاستدامة، أمّا في الوطن العربي، فقد أصبحت دول مثل مصر والإمارات والسعودية تولي هذا اليوم أهمية خاصة ضمن رؤاها التنموية الطموحة.