خلال حلقة القاهرة النقدية.. كُتاب ونُقاد: يسري عبدالله صاحب مشروع نقدي وفكري متميز

انطلقت مساء اليوم الأحد حلقة القاهرة النقدية في بيت الشعر العربي "بيت الست وسيلة التاريخي"، لمناقشة مشروع الكاتب والناقد الكبير الدكتور يسري عبدالله في إطار سلسلة ندواتها المعنونة باسم ( ناقد ومشروع)، والتي يقيمها بيت الشعر العربي، التابع لصندوق التنمية الثقافية، وتحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.
ناقش مشروع الناقد الدكتور يسري عبدالله كلا من: الدكتور خيري دومة أستاذ الأدب العربي الحديث في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ونائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والناقد والشاعر الكبير عاطف عبدالعزيز، والكاتب والمفكر الأردني حسين دعسة، وأدار الندوة وتحدث خلالها الشاعر والناقد أحمد حسن.
أحمد حسن: مفهوم يسري عبدالله للنقد انتخابي وجمالي

وفي البداية قال الناقد والشاعر أحمد حسن، مفهوم د يسري عبدالله للنقد أنه انتخاب جمالي وإبداع موازي.
أضاف حسن، يسري عبدالله لا يلجأ للقيمة والتقييم ولكنه يختار العمل الذي يرى أنه جدير بالمناقشة، ويدفع المبدع للاجادة وهذه الندوات الفاعلة دفعت الكثير من الكتاب للجديدة.
وواصل، ينحاز الدكتور يسري عبدالله للكتابات الجديدة ويبعد عن النمطية ويجمع بين الصرامة المنهجية والتحرر في التناول، فلا يميل إلى الاقتباسات التقليدية لصغار النقاد، ولكنه يمنح النقد مذاقه الخاص ويمنح العمل الأدبي من روحه وتجربته الشخصية.
يناقش مشروع الناقد الدكتور يسري عبدالله كلا من: الدكتور خيري دومة أستاذ الأدب العربي الحديث في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ونائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والناقد والشاعر الكبير عاطف عبدالعزيز، والكاتب والمفكر الأردني حسين دعسة، ويدير الندوة ويتحدث فيها الشاعر والناقد أحمد حسن.

حسين دعسة: تقديم يسري عبدالله بوصفه ناقدا فقط ظلم له
ومن جانبه قال الكاتب والمفكر الأردني حسين دعسة، تقديم الدكتور يسري عبدالله بوصفه ناقدا فقط فيه ظلم له دون النظر للأمر نظرة ثقافية استراتيجية مختلفة.
أضاف دعسة: يجب على الناقد أن يكون صاحب قوة أيديولوجية نابعة من تقييمه للعمل الإبداعي وهذا نجده عند دكتور يسري في مناقشته للعمل الأدبي كأكاديمي متمرس يعاين العمل الأدبي بعين حصيفة قوية بحيث يفرز حالة قوية في التعاطي والتقبل لخلق حالة أدبية تتسع مع قيمة المبدع الجاد.
وواصل دعسة، د يسري عبدالله صنع ما يمكن أن نسميه تجربة التحول والتغيير، مفادها أن الفن ليس في الكمال بقدر ما هو في الشعور والإحساس أو التحول الذي يُترك فينا.
وأضاف المفكر الأردني، هناك اهتمام لدي د يسري يتمثل في رصد التجليات الحقيقية فيما ينشر من إصدارات عربية سواء في القطاه العام أو الخاص، وهو ما أفاد الحركة الأدبية العربية.

خيري دومة: يسري عبدالله قيمة نقدية كبيرة تستحق الاحتفاء
وبدوره قال الناقد الدكتور خيري دومة، يسري عبدالله قيمة نقدية كبيرة تستحق أن نحتفي بمشواره.
أضاف دومة: العنصر المهم في مشروع د يسري عبدالله أنه يتحرك ويتحدث ويكتب، وهو ما يمكننا أن نقول عنه أنه مثقفا عضويا، استطاع أن يصنع جدارية ثقافية لما سطره المبدعون المصريون.
وواصل دومة، حينما تقرأ مقالات وكتب يسري عبدالله ستكتشف إلى أي مدى ما قدمه لكتاب جيل السبعينات.
وأضاف الدكتور دومة، كتب يسري عبدالله مجموعة من الكتب النقدية المهمة، ومئات المقالات النقدية التي لن يسعفنا الوقت لتناولها جميعا، ولكنها جميعها أعمالا وكتابات مهمة.
وواصل دومة، كتاب جيل السبعينيات ليسري عبدالله يتناول عدد كبير من كتاب الجيل تحت فكرة المسائلة للذات والواقع والآخر.
وقال الناقد الدكتور خيري دومة، يسري عبدالله لديه مشروع وطريق قرأ فيه جيدا وهذا الطريق يسمح له بأن يتناول الأعمال الأدبية بالنقد والتحليل.
أضاف دومة: حين أنظر إلى مجمل مقالات يسري عبدالله النقدية أجدها تمثل فنا رفيعا، وليست مجرد أعمال جوار بعضها البعض.
وواصل خيري دومة خلال الندوة، المدخل الأساسي لقراءة مشروع يسري عبدالله يتضح في إهداء كتاب الأول وهو يقول فيه: "إلى هؤلاء المقموعين والمنسيين في بر المحروسة".
واختتم دومة قائلا: هناك طموح كبير لدى يسري عبدالله يقوم من خلاله بدور عشرات النقاد، وأقول له أن عمله هذا بحتاج إلى تنمية أساس أكثر يسمح بسرد هذا الواقع الأدبي.

عاطف عبدالعزيز: يسري عبدالله ظاهرة استثنائية
ومن جانبه قال الشاعر عاطف عبدالعزيز، شرفت بأن أكون ضمن الباقة الرائعة من الأساتذة المشاركين في الاحتفاء بالمنجز العلمي للدكتور يسري عبدالله.
أضاف عبدالعزيز: سأتحدث عن يسري عبدالله بوصفه ظاهرة استثنائية، وكذلك كناقد أدبي ونشاط اجتماعي وسياسي لا سيما حينما يكون مصير الوطن على المحك إبان ثورة يناير، وهو ما يفسر كونه مثقفا عضويا فاعلا في المجتمع العربي.
وواصل عبدالعزيز، يسري عبدالله انتبه من الوهلة الأولى لأمر هام وهو صناعة خطاب نقدي مغاير يتسم بالموضوعية والقدرة على الوصول، إضافة لإصراره على استخدام الكلمة بدقة كبيرة.
وأضاف الشاعر الكبير، لم يكن مدهشا أن نجد بعضا من المبدعين الشبان الذين كانوا في دائرة تأثير يسري عبدالله أصبحوا من الأسماء الكبيرة التي تقدم خطابا أدبيا متوازنا وفاعلا، وأصبحوا مصابيح تزين المنصات النقدية والإبداعية.
واختتم عبدالعزيز قائلا: شهرة يسري عبدالله تخطت حدود الوطن، وله رصيد كبير من الدراسات الأدبية والمقالات النقدية الفاعلة الأمر الذي رشحه ليكون واحدا من كتاب الأهرام البارزين.

خالد أبو الليل: يسري عبدالله ناقد مفكر ينطلق لعوالم أكثر رحابة
أمّا الناقد الدكتور خالد أبو الليل قال: نحن اليوم لا نحتفي بمشروع نقدي فقط، فنحن الآن أمام الناقد المفكر، فالدكتور يسري عبدالله يتجاوز النص الأدبي منطلقا إلى عالم أكثر رحابة.

أضاف أبو الليل: ربما يتهمني البعض بالمبالغة في الحديث عن موسوعية يسري عبدالله ولكنها الحقيقة التي تطل علينا واضحة دون مواراة.
وواصل أستاذ الأدب الشعبي الكبير، يسري عبدالله محسوب على الوسط الثقافي أكثر من حسابه على الوسط الأكاديمي وإن كان له منتزه هنا وهناك.
المبدعين الجدد
وأضاف أبو الليل، ربما يشعر بعض الكتاب والمبدعين أنهم ينالون حق الإعتراف حينما يناقش لهم يسري عبدالله ديوانا أو مجموعة قصصية أو رواية، ونجد يسري عبدالله لا يبخل على جيل المبدعين الشباب ويتعامل معهم وكأنه ما زال في بدايات حياته الأكاديمية والنقدية، رغم ما يحيط به وبنا من مسؤوليات ومشاغل.
وأكد خالد أبو الليل أن الدكتور يسري عبدالله ينطبق عليه مقولة الناقد المبدع والمبدع الناقد، فالدكتور يسري عبدالله لديه إلمام كبير بالنظريات النقدية الغربية، ولكنه ينطلق منها للغوص في النص، فهو صاحب طريقة خاصة في التعامل مع النص، إضافة إلى أن النص يفرض قراءة خاصة على الناقد.

هذا ويعد الناقد والمفكر الدكتور يسري عبدالله أحد أبرز النقاد في المشهد الثقافي المصري والعربي الراهن، عبر كتبه، ومؤلفاته العلمية، ومقالاته في صحف ( الأهرام)، و( النهار اللبنانية)، و( البوابة)، و( حرف)، وغيرها، وإسهامه الدوري في الكتابة النقدية لمدة تزيد على العشر سنوات في صحيفة ( الحياة اللندنية) قبل توقف صدورها.
فضلا عن مشاركاته الواسعة في المنتديات الأدبية والنقدية، ومبادراته في تأسيس عدد منها، والدكتور يسري عبدالله أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد بكلية الآداب بجامعة حلوان، فضلا عن تدريسه الأدب العربي في كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في القاهرة.
وحلقة القاهرة النقدية هي سلسلة لقاءات شهرية ينظمها بيت الشعر العربي الذي يديره الشاعر الكبير سامح محجوب بهدف مناقشة مشاريع نقدية مختلفة وإبراز دور النقد في قراءة التحولات الأدبية والفكرية. وتسليط الضوء على التجارب المؤثرة للنقاد العرب.

IMG-20250629-WA0053 IMG-20250629-WA0051 IMG-20250629-WA0050 IMG-20250629-WA0049 IMG-20250629-WA0044 IMG-20250629-WA0048 IMG-20250629-WA0041 IMG-20250629-WA0043 IMG-20250629-WA0037 IMG-20250629-WA0034 IMG-20250629-WA0036 IMG-20250629-WA0032