على وقع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، لجأ الرئيس الروسي إلى تصعيد جديد في حربه ضد أوكرانيا، حيث أكدن وسائل إعلام أوكرانية مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين في هجوم روسي كبير على أوكرانيا، بعدما تعرضت كييف لقصف ب 440 طائرة بدون طيار و32 صاروخا، فيما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "أحد أفظع الهجمات" على بلاده. نقلت صحيفة ذا ناشيونال عن زيلينسكي قوله: " حدث الهجوم الروسي بعدما غض العالم الطرف عن حربنا، وبات تركيز المجتمع الدولي إلى الصراع بين إسرائيل وإيران". استهداف مواقع فى كييف استُهدف ما لا يقل عن 27 موقعًا في كييف، بما في ذلك مبانٍ سكنية ومؤسسات تعليمية وبنية تحتية، في واحدة من أعنف الهجمات خلال الحرب التي استمرت ثلاث سنوات، واضطر السكان إلى الفرار إلى الملاجئ تحت الأرض خلال الهجوم الروسي الذي استمر تسع ساعات، وبدأ قبيل منتصف الليل. وقالت الصحيفة إن صاروخًا باليستيًا أصاب مبنى سكني من تسعة طوابق في حي سولوميانسكي بالعاصمة الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير جزء كامل منه. وسُمع دوي انفجارات في جميع أنحاء المدينة، إلى جانب دوي نيران رشاشات أطلقتها وحدات الدفاع الجوي المتنقلة بهدف إسقاط طائرات دون طيار. أعاقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية جهود فرق الطوارئ لانتشال الناجين من تحت الأنقاض، وأكد تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، مقتل 14 شخصًا وإصابة 99 آخرين. كما استهدفت غارات جوية روسية ليلية مدينة أوديسا الساحلية جنوبأوكرانيا، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 17 آخرين، وفقًا لأوليه كيبر، رئيس الإدارة الإقليمية. ووصف زيلينسكي الهجمات بأنها "إرهاب محض". وأضاف زيلينسكي أن "العالم أجمع والولايات المتحدة وأوروبا يجب أن يستجيبوا في النهاية كما يستجيب المجتمع المتحضر للإرهابيين"، وتابع: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفعل هذا فقط لأنه قادر على تحمل تكاليف مواصلة الحرب". قمة الدول السبع وكان زيلينسكي في كندا لحضور قمة مجموعة السبع، على أمل حشد المزيد من الدعم لفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا واستمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا. كما أعرب عن أمله في لقاء دونالد ترامب لمناقشة مشتريات الأسلحة، لكن الرئيس الأمريكي غادر القمة قبل يوم من موعدها بسبب التوتر في الشرق الأوسط، بحسب البيت الأبيض. وانتقد مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك ما وصفه ب"رد فعل عالمي غير كاف" على الضربات الروسية القاتلة، معتبرًا أن روسيا - تقتل المدنيين في المنازل عمدًا، وقال: "لأنها قوة نووية تقتل المدنيين، وترفض وقف إطلاق النار، ولا تتلقى رد الفعل اللازم من العالم المتحضر. لماذا؟ وكم من شعبنا وأطفالنا يجب أن يموتوا؟". قام عمال الطوارئ بتفتيش الأنقاض وإخماد الحرائق باستخدام خراطيم المياه، واستخدموا رافعةً ونقالةً لإنزال امرأة مسنة مصابة من نافذة أحد المباني التي تضررت في الهجمات. وكانت وسائل إعلام أوكرانية أبرزها قناة "أوبشتشيستفينويه" قد أكدت أن العاصمة كييف تعرضت لضربات مكثفة أسفرت عن وقوع انفجارات كبيرة في عدة مناطق، فيما كشفت صحيفة "سترانا" الأوكرانية أن الحرائق امتدت في عدة مناطق أخرى من العاصمة كييف وهي منطقتي دارنيتسكي وسولوميانسكي، وهو ما تسبب في حالة فوضى عارمة في العاصمة الروسية كييف. مصير المفاوضات الروسية الأوكرانية تجدر الإشارة إلى أن روسياوأوكرانيا كانا قد اتفقا على عقد اجتماع بين مندوبي البلدين في إسطنبول بداية شهر يونيو الجاري، بعد يوم من شن كييف هجوما مفاجئا بطائرات بدون طيار أصاب قاذفات ثقيلة وطائرات مراقبة روسية. وكانت قد أرسلت أوكرانيا 117 طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات إلى قواعد عسكرية في أنحاء روسيا، بما في ذلك قواعد بعيدة مثل إيركوتسك، على بُعد حوالي 4000 كيلومتر من كييف، فيما انتهت محادثات الطرفين دون أن يبدو أن الجانبين يقتربان من إنهاء الحرب، لكن الحوار مهد الطريق لتبادل جديد للأسرى وفق اتفاقية بين الجانبين. وقد أدت الهجمات إلى إجهاد الدفاعات الجوية الأوكرانية وإرهاق المدنيين الأوكرانيين ، حيث يقضي العديد منهم الآن عدة ليالٍ في الأسبوع نائمين في ممرات الشقق أو محطات المترو أو الملاجئ في محاولة للبقاء آمنين. توسع عسكرى روسى وذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن تلك الضربات الروسية عززت الاعتقاد السائد في أوكرانيا بأن روسيا ليست مهتمة بوقف إطلاق النار، على الرغم من مشاركتها في المفاوضات التي لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج تذكر باستثناء تبادل محدود لأسرى الحرب وعودة جثث الجنود. وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الروسية عبر الجبهة الشرقية، متجهةً نحو مدن سومي وكوستيانتينيفكا وبوكروفسك. في الشهر الماضي، استولت روسيا على أكثر من 200 ميل مربع من الأراضي في أوكرانيا، أي أكثر من ضعف مكاسبها في أبريل، وهو ثاني أعلى تقدم شهري منذ السنة الأولى للحرب، وفقًا لمجموعة بلاك بيرد، وهي منظمة أبحاث فنلندية تتابع تطورات ساحات المعارك.