بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أسابيع على نهاية الحرب القصيرة ولكن الوحشية بين الهندوباكستان، حذرت نيودلهى يوم الإثنين الماضي، من أن الأسباب الجذرية للصراع لا تزال دون تغيير - وأن الهند مستعدة لضرب أى مكان فى باكستان إذا استفزتها هجمات إرهابية، فيما قررت باكستان رفع ميزانية الدفاع بنسبة 20٪. وقال وزير الخارجية الهندى سوبراهمانيام جايشانكار لصحيفة "بوليتيكو" خلال زيارة إلى بروكسل: "إنها [باكستان] دولة غارقة فى استخدام الإرهاب كأداة لسياسة الدولة. هذه هى القضية برمتها". أسباب الحرب قائمة وعندما سُئل عما إذا كانت الظروف التى أدت إلى اندلاع الحرب الشهر الماضى لا تزال قائمة، قال: "إذا كنت تعتبر الالتزام بالإرهاب مصدراً للتوتر، فهو كذلك بالتأكيد". ووفقًا ل"بوليتيكو"، فعندما سئل عما حدث، لم ينكر جايشانكار تدمير طائرات تابعة للقوات الجوية الهندية، لكنه قال إن السلطات المختصة ستتواصل بشأن الأمر عندما تكون مستعدة. وفى أكثر التعليقات التى أدلى بها مسئول هندى منذ إعلان وقف إطلاق النار، زعم أن الطائرات المقاتلة والصواريخ الهندية ألحقت أضرارًا أكبر بكثير بالقوات الجوية الباكستانية مقارنة بالعكس، مما أجبر باكستان على اللجوء إلى السلام. وقال: "بالنسبة لي، فإن مدى فعالية طائرة رافال أو بصراحة مدى فعالية الأنظمة الأخرى - بالنسبة لى فإن الدليل على ذلك هو المطارات المدمرة والمعطلة على الجانب الباكستاني". توقف القتال وتابع: "توقف القتال فى العاشر من الشهر لسبب واحد فقط، وهو أننا فى صباح العاشر من الشهر ضربنا ثمانية مطارات باكستانية رئيسة، وقمنا بتعطيلها". وأضاف: "ولا تعتمدوا على كلامي، فهذه صور متاحة على جوجل. يمكنكم رؤية تلك المدرجات وحظائر الطائرات التى تضررت". وأكد "جايشانكار"، الذى كان فى بروكسل لحضور محادثات تجارية رفيعة المستوى مع الاتحاد الأوروبي، أن باكستان تدرب "آلاف" الإرهابيين "فى العراء" و"تطلقهم" على جارتها الجنوبية. وأكد: "لن نتسامح مع هذا. لذا، رسالتنا لهم هي: إذا استمررتم فى ارتكاب الأعمال الوحشية التى ارتكبوها فى أبريل، فسيكون هناك انتقام، وسيكون هذا الانتقام ضد المنظمات الإرهابية وقياداتها". وأضاف "لا يهمنا أين هم. إذا كانوا فى عمق باكستان، فسوف ندخل إلى عمق باكستان". زيادة الإنفاق وفى أعقاب هذا الصراع الدامي، قررت باكستان يوم الثلاثاء الماضي، زيادة إنفاقها الدفاعى بنسبة 20٪، وأعلنت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن الزيادة كجزء من ميزانية السنة المالية 2025-2026، والتى سيتم فيها خفض الإنفاق الإجمالى بنسبة 7٪ إلى 17.57 تريليون روبية (62 مليار دولار). وقال وزير المالية الباكستاني، محمد أورنجزيب إن الحكومة خصصت 2.55 تريليون روبية (9 مليارات دولار) للدفاع مقارنة ب 2.12 تريليون روبية فى الميزانية السابقة. فيما زادت الهند فى فبراير إنفاقها الدفاعى بنسبة 9.5٪، وقال "شريف" لمجلس الوزراء: "جميع المؤشرات الاقتصادية مُرضية، بعد هزيمة الهند فى حرب تقليدية، علينا الآن أن نتجاوزها فى المجال الاقتصادى أيضًا". وهاجم أعضاء المعارضة فى الجمعية الوطنية "أورنجزيب" لفظيا، ورددوا الشعارات، وألقوا عليه نسخا ممزقة من الميزانية، وأطلقوا صافرات الاستهجان، وضربوا مكاتبهم أثناء إلقائه خطابه. إن مخصصات الدفاع للعام المقبل أكبر بكثير من إنفاق الحكومة على التعليم العالي، والتنمية الزراعية، وتخفيف المخاطر المرتبطة بالمناخ ، والتى تتعرض لها باكستان بشكل خاص. اندلاع الصراع واندلع الصراع فى أوائل مايو بعد أن اتهمت الهندباكستان برعاية هجوم إرهابى أودى بحياة 26 مدنيًا، معظمهم من الهندوس، فى منطقة خاضعة للإدارة الهندية. ونفت باكستان دعمها للإرهاب. بعد أيام من تبادل إطلاق الصواريخ والضربات الجوية، والتى أثارت قلقا واسع النطاق بشأن احتمال حدوث المزيد من التصعيد بين القوتين النوويتين، أعلنت الهندوباكستان وقف إطلاق النار فى 10 مايو الماضي. وأعلن كلا الجانبين النصر، لكن تباينت تقاريرهما حول مجريات الحرب. نفت الهند فى البداية مزاعم إسقاط باكستان ما يصل إلى ست طائرات مقاتلة هندية، لكن مسئولًا عسكريًا هنديًا رفيع المستوى أقر لاحقًا بأن الهند خسرت بالفعل طائرات - دون تحديد عددها أو نوعها. وأشارت صور الحطام المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعى إلى تدمير طائرة ميراج وأخرى رافال، وكلتاهما مقاتلتان فرنسيتا الصنع. وصرح مسئولون أمريكيون وفرنسيون لعدة وسائل إعلام بأن باكستان تمكنت من إسقاط طائرة فرنسية الصنع واحدة على الأقل مزودة بتكنولوجيا صينية.