تستمر التوترات بين الجارتين النوويتين الهندوباكستان في التصاعد، بعد الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الحدودية بين البلدين في منطقة كشمير. وأعلن الجيش الباكستاني، اليوم الخميس، أنه أسقط 25 طائرة مسيرة إسرائيلية الصنع أطلقتها الهند منذ مساء أمس الأربعاء، فيما أعلنت الهند أنها استهدفت أنظمة الدفاع الجوي في عدة مواقع بباكستان. وقال وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، إن جيش بلاده استخدم طائرات صينية الصنع لإسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، حيث قال متحدثًا في البرلمان: «كانت طائراتنا المقاتلة من طراز J-10C هي التي أسقطت طائرات رافال الفرنسية الثلاث وطائرات أخرى»، وفقا لشبكة «سي إن إن». من جهته، قال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إنه تحدث مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصفه ب الأخ العزيز«، شاكرا إياه على»تضامنه ودعمه لباكستان في هذا الوقت الحرج«، وكتب على منصة»إكس«أنه أطلع»أردوغان«على»الجهود الشجاعة«التي يبذلها الجيش الباكستاني. بدوره، حذر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، من أن ضربات الهند تمثل «دعوة لتوسيع الصراع» بين الجارتين، لكنه حذر من أن إسلام أباد «تحاول تجنب» حرب شاملة، وقال إن باكستان ستضرب أهدافا عسكرية فقط في الهند، ولن تستهدف المدنيين. في المقابل، أعلنت الهند أنها استهدفت أنظمة دفاع جوي في عدة مواقع في باكستان، ويمثل هذا الإعلان، في بيان حكومي، أول مرة تؤكد فيها الهند استهدافها منشآت عسكرية باكستانية، وقالت الهند إن ردها الأخير جاء بعد أن حاولت باكستان مهاجمة عدد من الأهداف العسكرية في شمال وغرب الهند. واتهمت الهندباكستان باستهداف أراضيها، اليوم الخميس، باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ، مشيرة إلى أنها ردت بتدمير أنظمة للدفاع الجوي في لاهور بشمال باكستان. من جهته، حذر وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، من أن بلاده سترد على أي هجوم قد تشنه إسلام آباد، ردا على ضربات نفذتها نيودلهي في الأراضي الباكستانية. وقال «جايشانكار»، خلال استقباله نظيره الإيراني عباس عراقجي: «ردنا كان محددا ومدروسا. تصعيد الوضع ليس نيتنا... لكن في حال وقعت أي هجمات عسكرية علينا، يجب ألا يكون ثمة مجال للشك بأننا سنواجهها برد حازم للغاية«. وأعلنت الحكومة الهندية، مقتل 13 مدنيا بنيران المدفعية الباكستانية على طول خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، في أعقاب تصاعد العنف إلى تبادل للقصف المدفعي بعد سلسلة ضربات هندية. وشهد مساء أمس الأربعاء، على طول خط الحدود الفاصل بين الهندوباكستان، اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الرشاشة بين البلدين في منطقة كشمير. إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان، أنه يراقب عن كثب وبقلق بالغ التوترات المتصاعدة بين الهندوباكستان، داعيا الطرفين إلى ضبط النفس، وتبني لغة الحوار. وذكر البيان الصادر عن ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، أن من الضروري أن تفي الهندوباكستان بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، وأن تتخذا جميع التدابير الممكنة لحماية أرواح المدنيين. وحث الاتحاد الاوروبي كلا من الهندوباكستان على تهدئة التوترات، والكف عن شن مزيد من الهجمات، مشيرا إلى أنه سيعمل مع جميع الأطراف من أجل تهدئة الوضع.