يأتي عيد الأضحى المبارك حاملًا معه أجواء خاصة من الفرح والتكافل الاجتماعي، وتتجلّى أبرز ملامحه في ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم، حيث تتحوّل البيوت المصرية إلى ورش طهي عامرة بالأكلات التقليدية التي توارثتها الأجيال، والتي تزيّن موائد العيد بنكهاتها الغنية وارتباطها الوثيق بالموروث الشعبي، وتُعدّ أكلات عيد الأضحى في مصر جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال، بل يمكن اعتبارها طقسًا لا يكتمل العيد بدونه. أشهر أكلات عيد الأضحى المبارك الكبدة.. فطور أول يوم العيد لا يكتمل صباح أول يوم من عيد الأضحى دون طبق الكبدة الطازجة، الذي يُحضَّر فور الانتهاء من ذبح الأضحية، حيث تُقطع الكبدة إلى شرائح صغيرة، وتُطهى سريعًا مع الثوم، والخل، والكمون، والفلفل الحار، وتُقدّم ساخنة مع الخبز البلدي والمخللات، ويُعد هذا الطبق وجبة أساسية لدى الكثير من الأسر المصرية، لما يحمله من نكهة مميزة وارتباط مباشر بتقاليد العيد. الفتة المصرية.. الطبق الملكي على المائدة تتربّع الفتة على عرش أطباق عيد الأضحى في مصر، ولا يكاد يخلو منها بيت في هذا اليوم، وتتكوّن الفتة من طبقات من الخبز المحمّص أو المقلي، مغمورة بمرق اللحم، تعلوها طبقة من الأرز الأبيض، وتُزيَّن بصلصة الطماطم الممزوجة بالخل والثوم، مع قطع من لحم الضأن أو العجل، وتُعد الفتة رمزا للكرم والتقاليد، حيث يُجمع حولها أفراد العائلة في جو احتفالي بهيج. اللحوم المسلوقة والمشوية تتنوع طرق تحضير اللحوم خلال عيد الأضحى، لكن تبقى اللحوم المسلوقة مع البهارات، أو المشوية على الفحم، من أبرز ما يُقدّم. وتُستخدم اللحوم المسلوقة غالبًا في تحضير الفتة، بينما تُقدّم المشاوي مع السلطات والخبز والمقبلات، حيث يجتمع الأحبة حولها في أجواء عائلية حميمية. لحمة الرأس والممبار والكرشة.. نكهات شعبية لا تُنسى في كثير من البيوت المصرية، لا يمر العيد دون تحضير أطباق مثل لحمة الرأس والممبار والكرشة، وهي من "أجزاء الأضحية" التي تتطلب تنظيفًا وتحضيرًا خاصًا، لكنها تُعد من الأكلات الشعبية المفضّلة، ويُحشى الممبار بالأرز والتوابل ويُطهى ثم يُقلى حتى يصبح مقرمشًا، أما لحمة الرأس فتُطهى في المرق أو تُحمّر مع التوابل، وتُقدّم بجانب الأرز أو الفتة. الحلويات والختام السكّري رغم أن اللحوم تتصدّر مائدة عيد الأضحى، إلا أن الحلويات تحتفظ بمكانها الخاص، ففي بعض البيوت تُحضّر "أرز باللبن"، أو "مهلبية"، أو "كنافة" خفيفة لتكون ختامًا شهيًا لوجبات دسمة.