السيدات يتصدرن المشهد أمام لجان انتخابات مجلس النواب بدائرة الهرم والعمرانية    بدء التصويت بالداخل في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-11-2025 بالصاغة بعد آخر ارتفاع    الإحصاء: ارتفاع أسعار قسم الرعاية الصحية بنسبة 27.7% خلال عام    سعر الفراخ البيضاء بالمحال والمزرعة بعد الانخفاض.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 10-11-2025 الآن    31 قتيلا وإصابة العشرات في أعمال عنف داخل سجن بالإكوادور    شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة ببلدة البيسارية جنوبي لبنان    وزير الخارجية يطالب نظيره المالي ببذل أقصى الجهود للعمل على إطلاق سراح المصريين الثلاثة المختطفين    بعد تتويج الأهلي بالسوبر.. توروب يسافر إلى الدنمارك لقضاء إجازة    مازن المتجول: أجزاء فيلم «ولاد رزق» مثل أبنائي.. ولا يوجد تأكيد لجزء رابع    منيرة ثابت وفتحي رضوان يوجهان رسائل ساخنة إلى الناخبين ليلة الانتخابات    اللجان الانتخابية بدائرة الهرم والعمرانية تستعد لاستقبال الناخبين في انتخابات مجلس النواب 2025    بعد 40 يوما .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    أسعار البيض اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    وزارة الرياضة تقوم بحملات رقابية على مراكز الشباب بمحافظة البحيرة    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 والقنوات الناقلة    عاجل- الهرم تتأهب لانتخابات مجلس النواب وسط تأمين مكثف من الداخلية    اليوم.. طقس مائل للحرارة نهارا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 28 درجة    التعليم تحدد مواعيد امتحان شهر نوفمبر لصفوف النقل والدرجات المخصصة .. اعرف التفاصيل    «العمل» تواصل اختبارات المتقدمين للفرص في مجال البناء بالبوسنة والهرسك    6 ملايين مشاهدة لأغنية "سيبتلي قلبي" ل أنغام على يوتيوب (فيديو)    ارتفاع أسعار النفط مدعومًا بتفاؤل بإعادة فتح الحكومة الأمريكية    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    الرئيس اللبنانى يؤكد ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على البلاد    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    «محدش كان يعرفك وعملنالك سعر».. قناة الزمالك تفتح النار على زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف يفتح قلبه ل"البوابة نيوز" ويرد على القضايا والملفات الشائكة.. هناك 10 حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل.. قانون الفتوى الجديد هدفه التنظيم لا التقييد
نشر في البوابة يوم 05 - 06 - 2025

في قلب مصر، منارة الحضارة العريقة، تتجسد رسالة الدين في أبهى صورها نورًا يهدي، وقيمًا تسمو، ووعيًا يبني؛ ومع التحديات المتجددة التي يفرضها عصرنا، يظل دور المؤسسات الدينية محوريًا في صياغة الفكر الهادف وحماية المجتمع من تيارات التطرف والجهل.
في هذا الصدد التقت «البوابة نيوز» الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي أكد في حواره، أن القاهرة ستظل دائمًا رائدة في حمل لواء الإسلام الوسطي المستنير.
في هذا الحوار، نغوص في عمق استراتيجية «الأوقاف» الطموحة لتأهيل جيل جديد من الأئمة والدعاة والواعظات، مزودين بالعلم الشرعي والفكر المستنير، والقدرة على مواجهة تحديات العصر.
ونتناول جهود تطوير الخطاب الديني ليتناسب مع متطلبات المرحلة، وتعزيز دور المرأة في العمل الدعوي، ومواجهة فوضى الفتاوى التي تهدد الأمن الفكري للمجتمع.
كما نفتح ملفات شائكة حول دور الدين في مواجهة المشكلات الاجتماعية، نكشف الرؤى ونضيء المسارات، ونوضح كيف يمكن للمؤسسات الدينية أن تكون خط الدفاع الأول ضد الأفكار المتطرفة، مع التأكيد على قيم المواطنة والانتماء الوطني.
بالإضافة إلى هذا؛ نكشف الجدل الدائر مؤخرًا، حول أموال «الوقف» الخيري الذي وجهت الدولة المصرية بتعظيم أوجه الاستفادة منه.
محمد غنوم يحاور وزير الأوقاف
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
في البداية نود أن تحدثنا عن جهود الأوقاف لتأهيل الأئمة والدعاة؟
تعتبر وزارة الأوقاف الأئمة والدعاة والواعظات القوةَ الحقيقية للوزارة، وتقع على عاتقهم مهمة كبرى لتنفيذ استراتيجيتها. لذا، تحرص الوزارة على دعمهم ومساندتهم وتشجيعهم بكل السبل، وتسعى للارتقاء بأحوالهم العلمية والمهارية والوجدانية والمالية.
ولدينا توجيه متجدد من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدعم الدعاة والأئمة انطلاقًا من رسالة مصر السامية والمتفردة في تقديم الخطاب الديني المستنير. ذلك لأن الوزارة تتحمل مسئولية المساجد والخطاب الديني الموجه عبرها وعبر وسائل الإعلام الأخرى إلى المخاطبين به.
ولذلك تتبنى استراتيجية لتطوير الخطاب الديني وتجديده بما يناسب العصر وفق محاور أربعة؛ هي مواجهة التطرف الديني، ومواجهة التطرف اللا ديني، وبناء الإنسان، وصناعة الحضارة. فلا بد من صقل مهارات الأئمة وتعزيز قدراتهم العلمية والفكرية والفقهية والتواصلية لتمكينهم من أداء رسالتهم. ومن هنا يتجلى حرصنا على حُسن التأهيل الذي يتضمن:
تطوير الخطاب الديني: تطوير الخطاب ليكون أكثر تأثيرًا وفاعلية، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية لرصد القضايا الملحة. يعتمد نموذج جديد للخطبة على وحدة الموضوع والتنوع في الطرح، حيث تكون الخطبة الأولى موحدة وتركز على قضية دينية عامة، بينما تكون الخطبة الثانية مرنة وتخصص لمعالجة القضايا الملحة في كل محافظة وفقًا لاحتياجاتها الخاصة.
الدورات التدريبية المتخصصة: إطلاق العديد من الدورات التدريبية المتخصصة لتأهيل الأئمة والدعاة في مجال تفنيد الشبهات الفكرية. تزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من مناقشة الأفكار المتطرفة وتفنيدها بأسلوب علمي رصين يخاطب العقول.
برامج التأهيل العلمي والمنهجي: المشروع يركز على تأهيل الأئمة والخطباء علميًا ومنهجيًا من خلال توفير برامج تدريبية متكاملة. تشمل هذه البرامج دراسة علوم القرآن والتفسير والحديث الشريف وأصول الفقه والعقيدة، إلى جانب علوم اللغة العربية.
توسيع نطاق التأهيل: لا يقتصر التأهيل على العلوم الشرعية فقط، بل يشمل أيضًا دراسة الفلسفة والتاريخ والفكر الإنساني لتمكين الداعية من إدراك أبعاد القضايا الفكرية المعاصرة والتعامل معها برؤية واعية.
تطوير مهارات التواصل: تعزيز قدرة الأئمة والخطباء على التواصل الفعال مع المجتمع من خلال تطوير مهاراتهم في الإلقاء والتأثير وصياغة خطاب ديني يتسم بالوضوح والاعتدال. يشمل ذلك تدريبهم على أساليب الحوار وإدارة النقاشات الفكرية بأسلوب هادئ ورصين.
تصحيح المفاهيم المغلوطة: يولي المشروع اهتمامًا خاصًا بتصحيح المفاهيم المغلوطة، بتقديم تفسير علمي دقيق للنصوص الشرعية التي أسيء فهمها وتفنيد الأفكار المتطرفة.
التعامل مع القضايا المستجدة: إكساب الأئمة والخطباء القدرة على التعامل مع القضايا المستجدة التي يفرضها العصر الحديث، مثل القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا والأخلاق الرقمية، وتدريبهم على دراسة النوازل المعاصرة وفق منهجية علمية.
التعاون مع المؤسسات البحثية: التعاون المستمر مع الجامعات والمراكز البحثية يتيح للأئمة والدعاة الاطلاع على أحدث القضايا الفكرية والمجتمعية.
إصدار أدلة إرشادية: وذلك في شتى مجالات الاستزادة العلمية، ومنها ما يتجدد أسبوعيا تحت مسمى "زاد الخطيب" وهو مختص بموضوع خطبة الجمعة؛ ومنها ما هو أدوم وأعم.
إحياء موسوعات الأوقاف الرصينة: وذلك لتقديم مراجع علمية ذات شأن رفيع ليتمكن أبناء الوزارة من النهل من علومها في سبيل أداء رسالتهم.
أما الارتقاء بالجوانب المادية فيدخل فيها جهود مباشرة من قبيل زيادة المخصصات المالية، وقد كانت البداية بالفئات الأقل دخلًا؛ ثم تقريب بعض الفئات إلى مستوى الحد الأدنى للأجور. ويدخل في ذلك أيضًا تطوير مصنع زي الأئمة ليقدم إنتاجًا أليق بحملة أمانة الفكر والرسالة؛ إلى غير ذلك مما قيد الدراسة من أوجه التطوير.
حدثنا عن دور الوزارة في تعظيم أوجه الاستفادة من الوقف الخيري؟
الوقف ثروة مصرية وإرث مصري متوارث وثقافة دينية مصرية عظيمة؛ وقد آن الأوان لحسن استغلال الأعيان الوقفية واستثمارها بما يعظم دورها وعوائدها ويحقق طفرة حقيقية في رسالتها التي تحوم حول خدمة المجتمع وبر الناس.
من هنا جاء اهتمام فخامة رئيس الجمهورية واجتماع دولة رئيس الوزراء لمواصلة جهود الحصر الدقيق للأعيان الوقفية، وتعظيم الاستفادة منها، والخروج من عقلية جني الريع إلى عقلية الاستثمار، وهذا ما نعكف عليه في إطار دور الوزارة بوصفها «ناظر الوقف»، لا «مالك الوقف»، وشتان بين المصطلحين.
ما هي رؤيتكم لأهمية دور المرأة في المجتمع، وكيف يمكن تعزيز مشاركتها الفعالة؟
تولي الوزارة اهتمامًا بتعظيم دور المرأة وإشراكها في الأنشطة الدعوية والعلمية والتثقيفية، وتنسيق ذلك مع عدد من الجهات لتوعية المرأة المصرية بالعديد من القضايا المهمة. وتباشر الوزارة في هذا الصدد عددًا من الأنشطة والبرامج الداخلة في صميم عمل الوزارة، من بينها:
برامج دعوية خاصة بالنساء: إذ أطلقت الوزارة العديد من البرامج الدعوية الخاصة بالنساء، مثل درس السيدات في المساجد الكبرى وملتقى الواعظات الذي يجمع نخبة من الواعظات المؤهلات للحديث في القضايا المجتمعية المعاصرة. كما تُنظم سلسلة من الندوات للواعظات في مختلف المحافظات لتعزيز الوعي الديني الصحيح لدى النساء والفتيات. وقد شهد رمضان الماضي تخصيص ملتقى كامل لأول مرة للواعظات في عدد كبير من المساجد.
تأهيل الواعظات: تعمل الوزارة على تأهيل مزيد من الواعظات من خلال برامج تدريبية متخصصة تشمل الفقه والتفسير وعلوم الحديث وأصول الدعوة وغيرها من التخصصات المطلوبة لأداء رسالتهن.
توسيع نطاق عمل الواعظات: تسعى الوزارة لتوسيع نطاق عمل الواعظات ليشمل الندوات الثقافية والملتقيات الفكرية والمدارس والجامعات بهدف نشر قيم التسامح والاعتدال ومواجهة الفكر المتطرف؛ فهذا التوسع كمي وكيفي وجغرافي في آن واحد.
استراتيجية تمكين المرأة: يأتي ذلك في إطار استراتيجية متكاملة لتمكين المرأة في المجال الدعوي وترسيخ دورها في بناء وعي ديني قائم على الفهم الصحيح للإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف. ويدخل في عداد ذلك أيضًا تمكين الموظفات بالوزارة من شَغل المناصب التي تليق بقدراتهن ومهاراتهن.
دور الواعظات في المناسبات الدينية: يتم تكليف الواعظات المعتمدات بالإشراف على ترتيب المصليات النسائية والإجابة عن أي استفسارات خلال مناسبات مثل صلاة العيد، لتعزيز دور المرأة في نشر الفهم الصحيح للقيم الدينية الإسلامية.
التأهيل المستمر للواعظات: وذلك بالإعداد المكثف والمستمر للواعظات ليكن مؤهلات لحمل رسالة الوعي الديني المستنير، عن طريق برامج التدريب والتوعية المستمرة.
استخدام وسائل الاتصال الحديثة: لا يخفى أن التركيز على إيصال صوت الواعظات ورسالتهن عبر وسائل الاتصال الحديثة أهم وأفضل من مجرد الزيادة العددية، وقد أصبح لبعضهن متابعات بالملايين.
ما تقييم فضيلتكم للجدل الذي صاحب قانون الإفتاء الجديد؟
الجدل أغلبه مفتعل، بدليل أن الأمور بمآلاتها، وقد آلت الأمور إلى خير ما يكون والحمد لله. ولنعلم جميعًا أن أركان المؤسسة الدينية على توافق، وفي تشاور دائم، وبينها برامج عمل مشترك مستمرة تجوب ربوع مصر كلها والحمد لله.
كما أن تعدد الآراء فيه استشراف واستفادة من وجهات النظر المختلفة؛ وهو ما حدث بالفعل – فقد وجدت الأوقاف جوانب تستحق المراعاة في تعديلات الأزهر الشريف على القانون.
وقد كنا حريصين منذ اللحظة الأولى على مقاربة وسائل الإعلام بالشكل الذي يحفظ صورة أركان المؤسسة الدينية في مصر، ويقدم نموذجًا متحضرًا يقتدى به في إدارة الاختلاف.
وكل هذا في سبيل تحقيق الغايات التي لا خلاف عليها ولا اختلاف فيها، من قبيل تمييز الإرشاد عن الإفتاء، وحماية الاجتهادات الفقهية والعلمية في الأوساط الأكاديمية والبحثية، وحماية الدعاة والجمهور، ومواجهة فوضى الإفتاء، وحماية الأمن الفكري، وتقديم النموذج المصري الراقي الرائد للدول الأخرى في هذا الصدد.
محمد غنوم يحاور وزير الأوقاف
هل تعتقد أن حصر الفتوى في المؤسسات الرسمية كافٍ لردع التيارات المتشددة من ممارسة سلطة دينية موازية؟
حصر الفتوى في المؤهلين وفق معايير الأزهر الشريف هو جزء من جهود أوسع لمواجهة التطرف وحفظ الأمن الفكري. ومواجهة الفكر المتطرف لا تكون بالمواجهة الأمنية وحدها، وإنما تحتاج إلى معالجة فكرية جذرية.
وصنعة الإفتاء علم قائم على علوم اللغة والشريعة والمنطق وغيرها من علوم العصر، فاشتراط التأهيل المناسب، والتحقق من وجود الملَكات الشخصية المناسبة، وحسن التمييز بين الفتوى الشرعية العامة والفتوى الشرعية الخاصة.
إلى غير ذلك من المعايير والاعتبارات إنما جدير بأن يضبط المشهد الإفتائي بعيدًا عن اتهامات التقييد وشطحات التبديد – فلا إفراط ولا تفريط.
هل تقنين الفتوى يصادر حرية الرأي الديني؟
لسنا بصدد تقنين للفتوى، بل تنظيم لشأنها كله – بداية من التأهيل والإعداد والانتقاء، وإعداد المرجعيات والمعتمدات الفقهية والإفتائية، وتوزيع الأدوار، والتمييز بين الفتوى العامة المعنية بالشأن العام والفتوى الفردية الخاصة؛ والقانون ينص صراحةً على تنظيم أن الجهود البحثية والعمل بالأوساط الأكاديمية لا يعد تصديًا للفتوى.
يرى البعض أن هناك تقاعسًا في مواجهة دعاة التطرف الجدد على منصات التواصل.. فما تعليقكم؟
لا شك في أهمية مواجهة التطرف بكل أشكاله وفي كل ساحاته، وللوزارة جهود في هذا الصدد. فالساحة الرقمية أو الفضاء الإلكتروني مفتوحان لتلقي كل شيء وعرض كل شيء، وعلينا أن نسعى إلى إغراق تلك الساحات المفتوحة بمادة علمية رصينة وعصرية وآمنة فكريًا لدرء التطرف بصوره الدينية واللادينية، وبلغة وطرق تجتذب الشباب بمحتوى رقمي مؤثر، فلابد من تعزيز الحضور الرقمي.
وهذا ما عكفت عليه الوزارة من خلال حسابات متخصصة على وسائل التواصل الاجتماعي ذات محتوى مختلف لاقى استحسانًا واجتذب الجمهور، بما يناسب العقل المعاصر ويواجه الفكر بالفكر والحجة بالحجة.
كما سعت الوزارة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في نشر رسالتها الدعوية، مع الاجتهاد في بث صحيح العلم والرأي عبر شتى الوسائط الإعلامية – الحديثة منها والتقليدية.
يضاف إلى ذلك قرب إطلاق منصة الأوقاف، التي ستكون منبرًا علميًا قويًا يحوي آلاف العناوين، ويضم آلاف الصفحات، ويقدم خدمات عصرية بطرق متنوعة، ويخصص تبويبًا للذكاء الاصطناعي المغذى بمحتوى ديني وفكري آمن حرصًا على استخدام لغة العصر والقرب من الشباب.
محمد غنوم يحاور وزير الأوقاف
أثيرت مؤخرًا قضايا حول مساواة المرأة بالرجل في الميراث.. كيف ترى هذه الأطروحات من منظور شرعي واجتماعي؟
يقول سبحانه: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا». والحق الساطع والحقيقة العلمية أنه توجد 30 حالة ترث فيها المرأة مثل الرجل، و10 حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل.
والقيمة الأولى التي ترسخها الآية في نفوس المؤمنين هي عدم الحقد على أصحاب النعم، وأن الله لم يفضل أحدًا على أحد، بل أعطى كل شخص مجموعة من النعم؛ تتطلب من الإنسان أن يشكر ربه عليها. والتوزيع القائم على حكمة ربانية يمكننا أن نُعمِل فيه عقل التعلم والاستفادة، لا عقل النقد والتعالي.
ولمن يتساءل عن سبب حصول المرأة على نصف ما يرثه الرجل، نقول له إن هذا الحكم الإطلاقي والفهم التعميمي غير صحيح بالمرة، فهناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل، وهناك 30 حالة ترث فيها مثله، كما أن هناك 10 حالات ترث أكثر منه، بينما في بعض الأحيان ترث المرأة ولا يرث الرجل أصلًا.
هل تعتقد أن هناك حاجة إلى تجديد أدوات الدعوة الدينية لمواكبة العصر ومحاربة الفكر المتطرف بلغته وأساليبه؟
إن أخطر ما نواجهه جميعا وما تواجهه دولنا وأوطاننا هو الفكر المتطرف، وانتشار تيار متطرف يتبنى فكر التكفير وحمل السلاح جراء منظومة فكرية عامرة بالأفكار المغلوطة، ونحن في حاجة إلى أن نقدم أطروحة ناجحة لمكافحة التطرف، وأن نسهم مع العالم في قضية التنمية المستدامة وقضية المرأة والطفولة وصناعة القيم وبناء الحضارة.
وعلى ذلك، فمواجهة التطرف تكون من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات، والوزارة تعمل على حسن إعداد وتأهيل الأئمة، لأنهم العنصر الأكبر فى أداء الوزارة.
إن نجاح الوزارة فى تأهيل ورفع كفاءة الأئمة وتزويدهم بالوعي، والقدرة على مواجهة الخطر، والتصدى له، هو فى الحقيقة نجاح للوزارة، وستظل مصر حاملة للواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف.
أما المواكبة فتكون على المستوى اللغوي بحُسن اختيار الألفاظ والكلام، ومراعاة مقتضيات السياقات، والاجتهاد في إسقاط الحكم الشرعي على الواقع بما يحقق المصلحة العامة، وفي طريقة العرض، وفي أسلوب العرض – ولهذا نطلق منصتنا الإلكترونية الضخمة مزودة بكل هذه الوسائل التجديدية على كل الأصعدة.
محمد غنوم يحاور وزير الأوقاف
خلال السنوات الماضية وجدنا الكثيرين من أعداء الدولة الوطنية.. فهل هناك أعداء للدين الوسطي؟
نعم، توجد تيارات تمثل تهديدًا للدين الوسطي، فالوزارة تواجه كلا من التطرف الديني (كالإرهاب والتكفير والعنف) والتطرف اللا ديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق (مثل الإلحاد والإدمان والانتحار والتنمر والتحرش وفقدان الثقة).
كلاهما خطر كبير على المجتمع، وكذلك جماعات التطرف والتشدد: هذه الجماعات شوهت صورة الدين وقدمت صورة مشوهة عن الإسلام، ما دفع بعض الشباب للنفور، ودعاة الإلحاد والتطرف اللا ديني: هؤلاء ينطلقون من محددات ثلاثة هي: الاستفزاز، والافتخار، والانتشار.
لذا تعمل الأوقاف لحماية المجتمع من مختلف التيارات المنحرفة. ولأن الوطنية قيمة سامية، ولأن التدين الذي يجعل حب الوطن في صميم فهمه وعمله هو المرتجى والصواب؛ فستجد على الدوام من يصطنع ثنائية تضعك أمام اختيار مختلق: إما الوطنية وإما التدين... وهذا محض كذب وافتراء.
وهذه الذهنية المعيبة المنافية للعلم الشرعي والواقعي تجعل أصحابها في حال من التطرف الذي يدفعه بعيدًا عن الوطن وعن الدين معًا.
من يحاولون إحداث وقيعة بين الأزهر والأوقاف.. بماذا ترد عليهم؟
التكامل والوحدة بين أركان المؤسسة الدينية في تطور دائم، وهناك عمل مستمر لتعضيد الأواصر الراسخة بين تلك الأركان ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، وكل ذلك للتعاون على البر والتقوى وخير المجتمع والدنيا كلها، لصياغة برامج عمل مشتركة، وتعظيم جسور التعاون.
إن العمل المشترك بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ليس مجرد تعاون إداري أو تنسيقي، بل هو تجسيد لوحدة الرسالة الدينية وترسيخ لرؤية موحدة تهدف إلى نشر الفهم الصحيح للإسلام وحماية المجتمع من التيارات المنحرفة وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال.
وتقدر الوزارة دور الأزهر وشيوخه الأجلاء وتعتبره أقوى منارة للوسطية والاعتدال، فهو -ولا شك- المظلة الجامعة لكل نشاط ديني توعوي تثقيفي منير. والتقدير والإجلال كبيران لفضيلة الإمام الأكبر على دوره الرائد وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز قيم السلام والتسامح وحمل هموم الأمة والدفاع عن قضاياها العادلة.
لو أعطيتك ورقة وقلم الآن لتكتب رسالة للرئيس السيسي.. فماذا تكتب؟
أكتب له: «سر على بركة الله؛ شعبك معك، والله يؤيد بنصره من يشاء، ولينصرن الله من ينصره»، ولا أجد من كلمات الشكر ما أوفي فخامته بها حقه، في الاهتمام بأبناء الأوقاف، وحسن إعداد أجيالهم الجديدة– فيا فخامة الرئيس: «لست وحدك، بل كلنا معك. امضِ في بناء هذا الوطن وحمايته، وكلنا لك عون وسند».
ولو أعطيتك ورقة أخرى فماذا تكتب لفضيلة شيخ الأزهر؟
أكتب له: «فضيلة الإمام الأكبر، والدنا وأستاذنا الأجلّ؛ أطال الله في عمرك ووفقكم إلى كل خير».
لو طلبنا منكم كتابة عبارة تصف بها حال الدين في مصر.. فما تقول؟
الدين في مصر يشهد جهودًا متواصلة نحو التجديد والوسطية، لمواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية، وتعزيز الوعي القائم على التسامح والانتماء الوطني.
ما دور المؤسسات الدينية في مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح والاعتدال؟
مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر مسئولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من مختلف فئات المجتمع، بدءًا من الدولة ومؤسساتها، مرورا بأركان المؤسسة الدينية والأزهر الشريف، وصولًا إلى المنظمات المدنية والأفراد.
فمن خلال التعاون يمكننا بناء مستقبل أكثر أمانا وتسامحا لجميع أبناء مصر، محافظين على هويتها الحضارية العريقة وقيمها النبيلة، ومقدمين بذلك القدوة لدول العالم.
وتتخذ وزارة الأوقاف خطا أساسيا وثابتا وواضحا في مكافحة الفكر المتطرف وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، وذلك من خلال العمل على محورين:
الأول: بناء نظرية فكرية في مواجهة التطرف، وذلك من خلال تصحيح المفاهيم ونشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح.
والثاني: العمل الميداني وذلك من خلال الدخول في صميم المواجهة، بتكثيف العمل الميداني والتحصين الفكري المباشر، ولا سيما ما يتصل بتحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف، من خلال مساجد الأوقاف والعلماء والأئمة المتميزين والواعظات المتميزات.
البعض يتهم المؤسسات الدينية بأنها دائما على يمين السلطة.. فهل هذه قاعدة مسلم بها؟
ليس هذا بالمعنى الصحيح.. فأركان المؤسسة الدينية في مصر لها دورها، ورسالتها وفق نصوص الدستور والقانون، ولا يصح أن يُفهَم أن الدولة والمؤسسة الدينية في تعارض؛ فلا الدولة تسعى للمساس بالدين، ولا المؤسسة الدينية تسعى لمجابهة الدولة؛ والصواب هو التعاون لخير الوطن وأبنائه، ولخير الرسالة المنتظرة من مصر للعالمين.
ومن يتصور أن المؤسسة -أية موسسة؛ دينية كانت أم لا- يلزم أن تكون في مواجهة سلبية مع الدولة كي تثبت استقلالها أو تفردها أو أي شيء من هذا القبيل فهذا محض تطرف فكري – الحق واضح، والمصلحة العليا هي الغاية، ومن فهم ذلك سعى بنية مخلصة في التقريب، لا في التباعد.
ما هي رؤيتكم لأهمية الحفاظ على التراث الإسلامي، وكيف يمكن تقديمه للأجيال الجديدة؟
تولي الوزارة أهمية كبيرة للحفاظ على التراث الإسلامي، فقد أشرفت الوزارة على العديد من مشروعات الترميم الكبرى للمساجد الأثرية ومساجد ساداتنا آل البيت في القاهرة والمحافظات.
هذه المواقع لا تُنظر إليها كمعالم أثرية جامدة، بل كمحاريب نابضة بالحياة تؤدي دورًا روحيًا وثقافيًا متجددًا، ويتجاوز الدور من الترميم إلى التنوير، ومن التجديد العمراني إلى إحياء المعاني والقيم التي تمثلها هذه المساجد (الرحمة، التسامح، الزهد، الصبر، العطاء).
كما يتم تقديم التراث للأجيال الجديدة من خلال ربطه بالقيم والمعاني الحية وتوظيفه في الأنشطة الدعوية والثقافية والسياحية، مع التأكيد على دوره في تشكيل الوعي والهوية.
وقد شكلنا لجنة موسعة من علماء الوزارة لاستخلاص أجمل ما في التراث وتنقيح المخطوطات التي لم تر النور، إلى غير ذلك من المهام التي نريد بها إحياء التراث وتحديث فهمه وحُسن الاستفادة منه على المستويات المادية والفكرية والعلمية.
وكيف يمكن توظيف الفنون والثقافة في نشر القيم الإسلامية السمحة؟
توظيف الفنون والثقافة يظهر من خلال عدة جوانب، فالمساجد الأثرية تُقدم كمعالم تعكس جمال الفن المعماري وروح الإسلام بعيدًا عن الصورة النمطية المشوهة. يُعتبر الجمال البصري للمساجد بمثابة "سفيرا صامتا" يحدث أثرًا في وجدان الزائر الأجنبي.
وإذا ارتبط الجمال البصري للمساجد بشرح واعٍ وهادئ من إمام مثقف ومتزن، فإن الرسالة تُكتب في القلوب، وتسعى الوزارة لتوظيف الجانب الجمالي والتاريخي للمساجد الأثرية كأداة تثقيفية ودعوية، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية المباشرة لنشر القيم.
ولا مانع البتة من توظيف كل أشكال الفنون والثقافة في نشر القيم الدينية الإنسانية النبيلة، بل ندعو إلى ذلك عن طريق الدراما والسينما الناجحة الهادفة؛ بما يحقق الغاية المأمولة من جهود التوعية بصفتها الأشمل والأعم.
فما لا يدركه المواطن من المسجد يمكن أن يستنبطه من الدراما، أو من وسائل الإعلام الحديثة النافعة؛ كما أن في ذلك مراعاة لاختلاف الفئات العمرية التي ينبغي أن تُخاطَب على قدر عقولها وأفهامها ووفق اهتماماتها.
كيف يمكن مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب؟
هذه الظاهرة في جوهرها هي عداء للمسلمين وفق توصيف المؤسسات الدولية المعتبرة، وقد باتت تشكل تهديدًا واضحًا للسلم الاجتماعي والتعايش الإنساني على المستويات المحلية والقارية والدولية.
وهذه ليست مجرد مخاوف فردية، بل اتجاه متنامٍ يرسخ الانقسام وينال من أسس الاحترام المتبادل بين الشعوب، وهذه الظاهرة حقيقتها ليست رهابًا مَرَضيًا؛ بل هي عداء مستتر وتمييز ظاهر يقترفهما أصحاب المصالح وينساق وراءهما من تنطلي عليهم خطابات الكراهية والإقصاء والتمييز.
إن تلك الظاهرة العدائية هي نتاج مباشر لغياب الوعي بحقيقة الإسلام وقيمه النبيلة، فضلًا عن الحملات الممنهجة التي تعمل على تشويه صورته من خلال ربطه بالإرهاب والتطرف، وهو ما يخالف الحقيقة التاريخية التي تثبت أن الإسلام كان على الدوام دين سلام وتعارف وتعاون بين الشعوب.
يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13]، والتنوع الديني والثقافي إرادة إلهية وسنة كونية يتعلمها المسلم من أول آية في القرآن الكريم بعد البسملة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2]، فيترسخ في يقين المسلم -الحق- أن الله أراد كونه عوالم متعددة الجهات والتوجهات، مختلفة المشارب والأديان، متنوعة الأعراق والحضارات، فيشب بذلك على احترام إرادة الله في خلقه.
ولا بد من إقرار القوانين وإنفاذها لمكافحة التمييز الديني والعنصري، مطالبًا بضرورة وضع تشريعات دولية تحظر أي شكل من أشكال التحريض على الكراهية ضد الأديان، وتجريم الخطابات التي تثير العداء ضد المسلمين، وأن الوقت قد حان لتطوير سياسات أكثر فاعلية لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، بدلًا من السماح باستمرار الخطابات المتطرفة التي تضر بالاستقرار العالمي.
كيف يمكن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة؟
تعمل الوزارة على نشر قيم التسامح والتعايش. تدريب الأئمة على أساليب الحوار وإدارة النقاشات الفكرية لترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش، وكذلك إيفاد الأئمة إلى الخارج يعزز التواصل الديني والثقافي.
كما يتم تعزيز الحوار من خلال التواصل المباشر مع ممثلي الأديان الأخرى حول قضايا تهم الإنسانية، ونشر قيم التسامح والتعايش في الخطاب الديني وتدريب الدعاة عليها، واستخدام المساجد في الخارج كوسيلة للتواصل الثقافي والديني.
ما هي رؤيتكم لدور الدين في مواجهة المشكلات الاجتماعية «مثل الفقر والبطالة والجريمة»؟
يركز المحور الثاني من استراتيجية الوزارة على مواجهة التطرف اللا ديني- المتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي، وهذه مشكلات يعالجها الخطاب الديني الرشيد.
وكذلك يركز المحور الرابع: صناعة الحضارة - من خلال الابتكار في العلوم والمساهمة في عالم الذكاء الاصطناعي وفي اختراق أجواء الفضاء وفي ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان وللإجابة عن الأسئلة الحائرة.
كما تولي الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بمشروع صكوك الأضاحي والإطعام كإحدى المبادرات الرائدة في تعزيز التكافل الاجتماعي وتوفير الغذاء للفئات الأكثر احتياجًا. هذا دور مباشر للدين في معالجة الفقر.
كيف يمكن تعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني من خلال الخطاب الديني؟
إن أحد أهم الأهداف التي نعمل عليها ونزكيها ونجتهد في إيصالها إلى الناس أجمعين قضية الوطن والانتماء الوطني والوطنية والمواطنة، وهذه القضية قضية شديدة الأهمية في ظل زمن وعقود مضت نشطت فيها جماعات الإرهاب والتطرف في تقديم خطاب يقزم شأن الوطن ويصغره.
فمن قائل إن الوطن حفنة تراب، وقائل إن الوطن مجرد حدود صنعها الاستعمار يريد التهجم على أحوال أوطاننا ودولنا القائمة، ومن قائل إن الوطن مقابل لفكرة الأمة فيرفض.
إن شأن الوطن شأن عظيم وقد جاء الشرع الحنيف ليعلم الإنسان أن يبجل شأن الوطن وفي تاريخ أئمتنا وعلمائنا ما يؤكد ذلك فالجاحظ ألف كتابًا عن حب الوطن، وصالح بن جعفر بن عبدالوهاب صنف كتابًا في الحنين إلى الأوطان.
ووجدنا الإمام الحافظ أبا سعد ابن السمعاني ألف كتابا في النزوع إلى الأوطان ووجدنا أبا حاتم سهلا ابن محمد السجستاني ألف كتابًا وغير ذلك كثير من المعاصرين.
إن علينا أن ننادي في آفاق الدنيا وفي سائر شعوبنا وبلادنا وأوطاننا بتعظيم قيمة الوطن وبتعزيز انتماء الإنسان إلى وطنه وبترسيخ قيمة المواطنة العادلة التي تحمي أبناء الوطن جميعًا.
ما هي رؤيتكم لدور الشباب في بناء مستقبل مصر.. وكيف يمكن توجيه طاقاتهم الإيجابية؟
ترى الوزارة أن للشباب دورًا مهمًا في بناء مستقبل مصر، وتركز على توجيه طاقاتهم. وندعو الشباب إلى التمسك بالثوابت الوطنية والعمل بإخلاص من أجل الوطن، فالوطنية ليست شعارات بل هي عملٌ جادٌّ وتفانٍ لبناء مصر القوية الحديثة، كما يركز المحور الثالث من استراتيجية الوزارة هو بناء شخصية الإنسان، ليكون قويًا شغوفًا بالعلم والعمران واسع الأفق مقدما الخير للإنسانية.
هذا يشمل الشباب، وتحرص الوزارة على تقديم برامج دينية وثقافية متكاملة تستهدف النشء والشباب، إيمانًا بأهمية غرس القيم وتعزيز الوعي الديني الصحيح في نفوس الأطفال.
والشباب عمر الفتوة وعمر النبوة، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَٰهُمْ هُدًى﴾، فامتدح الله فيهم الجمع بين الفتوة والإيمان، اللذين إذا اجتمعا وأنعم الله على صاحبهما بالهدى تحقق كل خير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.