بمجرد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، حتى 9 يوليو 2025، بعد مكالمة وصفها ب "اللطيفة جدًا" مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، انتعشت الأسواق الأوروبية والأمريكية، وشهدت ارتفاعا ملحوظا حيث ارتفع مؤشر DAX الألماني بنسبة 1.7% ومؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 1.2%. كما ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني، مقابل الدولار، ما عكس تفاؤل المستثمرين بانفراج الأزمة بينما انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.6% مع تراجع الطلب عليه كملاذ آمن. وحسب الغرفة التجارية الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي، فإن تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبروكسل، يشكل تهديدا خطيرا على الأعمال الاقتصادية العابرة للأطلسي، حيث يبلغ التبادل التجاري والاستثماري بينهما 9.5 تريليون دولار سنويا.. وفي عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين تريليوني دولار. وتطالب واشنطن بتقليل العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي، الذي يبلغ حوالي 200 مليار يورو، وتطالب بإزالة الحواجز غير الجمركية مثل الضرائب على الخدمات الرقمية والمعايير الغذائية، وتشير التقديرات إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي بنسبة 0.3% وهو تأثير محدود نسبيًا نظرا لاعتماد الاقتصاد الأوروبي بشكل أقل على الصادرات إلى الولاياتالمتحدة وقد تتأثر دول مثل ألمانيا وإيرلندا بشكل أكبر نظرًا لاعتمادها الكبير على الصادرات إلى الولاياتالمتحدة. وأعربت المفوضية الأوروبية، عن استعدادها للتفاوض مع التركيز على اتفاقية "صفر مقابل صفر" لإلغاء الرسوم الجمركية على السلع الصناعية في حين حذرت فون دير لاين، من أن الاتحاد الأوروبي قد يتخذ إجراءات مضادة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي الجديد وبينما يوفر التأجيل فرصة للتفاوض وتجنب تصعيد الحرب التجارية يظل عدم اليقين قائمًا مما يؤثر على خطط الشركات والإستثمارات. وتؤثر الرسوم الجمركية "الترامبية"، على الاقتصاد العالمي سلبا من خلال تباطؤ النمو، وارتفاع الأسعار، وتعطيل سلاسل التوريد، وتقلبات الأسواق، وخلل الميزان التجاري. فالرسوم الجمركية تؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي ما يؤثر على الاستثمارات العالمية وتباطؤ الاقتصادات الكبرى وعندما تفرض رسوم جمركية يزيد سعر السلع المستوردة مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار المستهلكين والشركات تعتمد على سلاسل توريد عالمية معقدة والرسوم الجمركية تعرقل هذه السلاسل ما يدفع الشركات إلى إعادة تقييم مواقع الإنتاج والتوريد وهذا قد يؤدي إلى زيادة التكاليف وتأخير في التسليم، كما أن التوترات التجارية تؤثر على ثقة المستثمرين ما يؤدي إلى تقلبات في الأسواق المالية على سبيل المثال في مارس 2025 أدت التهديدات بفرض رسوم جمركية إلى انخفاض مؤشر الاسواق الأمريكية والأوروبية، فضلا عن تعطيل سلاسل التوريد وتقلبات الأسواق. وأثار إعلان فرض رسوم جمركية متبادلة مخاوف واسعة بالاتحاد الأوروبي، بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، ومن شأنها أن تؤدي إلى تداعيات اقتصادية وسياسية كبيرة، خاصة في ظل حجم التبادل التجاري الضخم بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط تحذيرات من أن الحروب التجارية قد تتسبب في امتداد اضطراب صناعة الشحن البحري إلى آسيا والولاياتالمتحدة، ما سيدفع نحو ارتفاع أسعار الشحن. وخلال الأشهر الأخيرة، فرض الرئيس الأمريكي، ثلاث مرات رسوما جمركية على سلع الاتحاد الأوروبي، باشرها بوضع 25% على الصلب والألومنيوم والسيارات وتبعتها 20% على جميع المنتجات الأوروبية الأخرى قبل أن يتم تعليقها بانتظار نتيجة المفاوضات، لكن نسبة 10% لا تزال سارية. وقبل ساعات، أكد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، أن المفوضية الأوروبية ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولاياتالمتحدة. وتظل أسواق الدولار والسندات والذهب والأسهم، تشهد تقلبات حادة بسبب تضارب الأخبار الاقتصادية والسياسية، ما يثير قلق المستثمرين.