أكد المستشار «نزار السيسي »، المحلل السياسي والاستراتيجي، أنه بعد صدور التقرير الرسمي الفرنسي الذي حذّر من تهديد الجماعة ل"تماسك المجتمع الفرنسي"، أُعرب عن تأييدي الكامل لضرورة مواجهة هذا التنظيم، الذي لم يعد خطره مقتصرًا على دولة بعينها، بل أصبح ظاهرة دولية تسعى للتغلغل داخل المؤسسات والتأثير على الوعي الجمعي بأساليب ناعمة تارة، وتنظيمية صارمة تارة أخرى، مشيرا إلى أنه قد واجهت مصر جماعة الإخوان المسلمين بأسلوب متكامل، تجاوز المواجهة الأمنية إلى تفكيك الخطاب والفكر، وكشف التناقضات البنيوية التي تقوم عليها عقيدة الجماعة. وأضاف «السيسي»، بعد أن حاولت فرض مشروعها الإقصائي باسم الدين، أدرك الشعب المصري حجم الخطر، في لحظة وعي تاريخية متمثلة في ثورة 30 يونيو 2013، التي أنقذت البلاد من فوضى كانت وشيكة، مضيفا أن المواجهة المصرية أظهرت أن التنظيم لا يسعى فقط إلى السلطة، بل إلى احتكار الحقيقة، وتفكيك مؤسسات الدولة لصالح تنظيم فوقي عابر للحدود. خلق عزلة ثقافية واجتماعية داخل المجتمعات الغربية وأوضح المحلل السياسي والاستراتيجي، أن التقرير الفرنسي الصادر يُعبّر عن تحوّل مهم في الإدراك السياسي الأوروبي لطبيعة الجماعة، إذ بات واضحًا أن الإخوان ليسوا مجرد تيار ديني، بل مشروعا سياسيا متكاملا يستخدم الدين كغطاء لخطاب موازٍ، يستهدف خلق عزلة ثقافية واجتماعية داخل المجتمعات الغربية، ولعل خطورة هذا النهج تتجلى في سعيهم إلى بناء كيانات موازية للمؤسسات الرسمية، تُعيد إنتاج خطاب الجماعة، وتمارس النفوذ باسم "التمثيل الإسلامي"، في حين أنها تمثّل فكرًا اقصائيًا لا يؤمن بالتعددية أو الدولة المدنية. محاولات الجماعة لاختراق المجتمعات المدنية وقال، إن السرية والازدواجية ليستا استثناءً في سلوكها، بل جوهر تكوينها، فهي تتحدث بلغة دينية معتدلة علنًا، وتحتفظ بخطاب داخلي تعبوي يتسم بالعداء للآخر، ورفض الدولة الحديثة، وتقديس التنظيم كمرجعية فوق مؤسسات المجتمع، أما في أوروبا، فتعتمد على التمويه، واستخدام الجمعيات والمنصات الثقافية كستار لأجندة تنظيمية طويلة المدى، تسعى لاختراق المجتمعات لا الاندماج فيها، مطالبا بضرورة المواجهة الحقيقية لهذا الفكر تبدأ من الوعي، وكشف تناقضاته وازدواجيته، وتحصين المجتمعات بمفاهيم المواطنة، والدولة، وسيادة القانون، مشددا على أن ما فعلته مصر يجب أن يُدرس كنموذج في كيفية التصدي لظاهرة عابرة للحدود ترتدي قناع الدين، بينما تحمل مشروعًا سياسيا مغلقًا يُهدد أسس الدولة الوطنية في أي مكان.