عرض برنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز" تقريرًا خاصًا بعنوان: "ذاكرة النكبة لا تموت.. ودرويش شاهدها الشعري الأعظم"، في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، التي تعود كل عام في 15 مايو لتفتح جرحًا لم يندمل منذ 77 عامًا. وأكد التقرير أن النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، بل وجع متجدد، يحمل ذكرى اقتلاع شعب من أرضه، وتشريده في المنافي، وحرمانه من حق العودة والكرامة، وفي خضم هذا الألم المزمن، ينهض صوت الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الحاضر رغم الغياب، ليظل شاهدًا وشاعرًا للقضية. وُلد درويش عام 1941 في قرية البروة بالجليل، وتهجّرت عائلته إلى لبنان بعد نكبة 1948، قبل أن تعود خلسة إلى فلسطين، ليعيش لاجئًا على أرض وطنه. من هذا التهجير المبكر، بدأ يتكوّن وعيه الشعري والسياسي. لم يكن درويش شاعرًا عابرًا، بل كتب فلسطين بالكلمات، وسكنها في الشعر والهوية. وفي قصيدته الشهيرة "سجل: أنا عربي"، لم يكتب بطاقة تعريف شخصية، بل أطلق صرخة وجود في وجه محوٍ ممنهج. وأعاد درويش تشكيل الوجدان الفلسطيني، جعل من القصيدة بيتًا، ومن الكلمة وطنًا بديلاً، عبّر عن المنفى، والحنين، والانتماء، والمقاومة بلغةٍ سامية، إنسانية، تتجاوز الخطاب السياسي المباشر إلى جوهر الإنسان في معاناته وكرامته. ورغم رحيله في 2008، لا يزال محمود درويش حيًّا في كتبه، وفي ذاكرة الوطن، يُستعاد كل عام في ذكرى النكبة، لا لأننا نتمسّك بماضٍ جميل، بل لأنه الشاهد الذي قال ما لم تقله البنادق والسياسة.