أشعة الشمس بين الفوائد والمخاطر.. كيف نحصل عليها بأمان

تمدّنا الشمس بدفئها ونورها مع بداية كل صباح، فهي عنصر حيوي لصحة الإنسان الجسدية والنفسية، وليست مجرد مصدر طبيعي للضوء والحرارة فحسب، ورغم التحذيرات المستمرة من مخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس، فإن الفوائد الصحية للتعرض المعتدل لها لا يمكن إنكارها، وتقدم لكم "البوابة نيوز" في هذا التقرير، أهمية أشعة الشمس للجسم، وكيفية الاستفادة منها بأمان، وفقًا لما تم نشره بموقع "Health" الطبي.

فيتامين د.. الهدية الأهم من الشمس
يُعدّ فيتامين د من أبرز الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، وتُعتبر الشمس المصدر الطبيعي الأول لإنتاجه، فعند تعرض الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية من النوع B، يبدأ الجسم بإنتاج هذا الفيتامين الحيوي الذي يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز صحة العظام والأسنان، وامتصاص الكالسيوم والفوسفور، ويرتبط نقص فيتامين د بالعديد من المشكلات الصحية، مثل هشاشة العظام، وضعف المناعة، واضطرابات المزاج، وحتى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
فوائد فيتامين د للصحة والمناعة
1- تعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات
أشعة الشمس تساهم بشكل غير مباشر في تقوية جهاز المناعة، فإلى جانب دورها في إنتاج فيتامين د، تساعد الشمس في تحسين وظائف الخلايا المناعية، مما يُعزز من قدرة الجسم على مواجهة الفيروسات والبكتيريا، كما أظهرت دراسات طبية أن التعرض المعتدل لأشعة الشمس يُقلل من معدلات الالتهابات المزمنة، ويُساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.
2- تحسين المزاج والتوازن النفسي
التعرض لضوء الشمس يزيد من إنتاج هرمون السيروتونين المعروف بهرمون السعادة، مما يُحسن المزاج ويُخفف من أعراض الاكتئاب، خصوصًا في فترات الشتاء أو لدى من يعانون من اضطراب الاكتئاب الموسمي، كما يُساعد ضوء الشمس على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، وتحسين جودة النوم من خلال تنظيم إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن دورة النوم والاستيقاظ.
3- أهمية أشعة الشمس للأطفال وكبار السن
الأطفال يحتاجون إلى أشعة الشمس لنمو عظامهم وتطور جهازهم المناعي، بينما يعاني كبار السن غالبًا من نقص في فيتامين د بسبب ضعف إنتاجه في الجلد مع التقدم في العمر، لذا يُوصى بتعريض كلا الفئتين للشمس باعتدال وتحت إشراف، مع توفير سبل الحماية المناسبة.

ما هو الوقت المثالي للتعرض للشمس؟
ينصح الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة يوميًا، ويُفضل أن يكون ذلك خلال ساعات الصباح الباكر أو قبل الغروب لتجنب الأشعة فوق البنفسجية الضارة في أوقات الذروة (من الساعة 10 صباحًا حتى 4 عصرًا)، ويجب أن يكون التعرض مباشرًا للجلد، دون حواجز مثل الزجاج أو الملابس الثقيلة، مع التركيز على تعريض الذراعين والوجه والساقين عند الإمكان.

التعرض الآمن للشمس.. كيف نحمي أنفسنا؟
الإفراط في التعرض لأشعة الشمس دون حماية قد يؤدي إلى أضرار جسيمة، مثل حروق الجلد، والشيخوخة المبكرة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، لذلك، من الضروري اتباع خطوات الوقاية عند التعرض للشمس:
1- استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية لا يقل عن SPF 30، وتجديده كل ساعتين.
2- ارتداء نظارات شمسية لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية.
3- استخدام قبعة واسعة للحماية من ضربات الشمس.
4- شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف.
5- تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة دون حماية، خاصة في الصيف.