سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإندبندنت: أيدي المخابرات الأمريكية والبريطانية والتركية تحرك خيوط الصراع السوري.. الأتراك دربوا تنظيم جبهة النصرة على استخدام غاز السارين في دمشق.. والبريطانيون قدموا التمويل عن طريق قطر
نشرت صحيفة ال"إندبندنت" تقريرا اليوم عن الأزمة السورية، قالت فيه إن المتابع للأزمة السورية سيلحظ عدم خلو الساحة السورية من دور خفي لأجهزة المخابرات العالمية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الدور ظهر جليا في دفع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بالتعاون مع السفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة "سيمنتثا باور" في اتجاه تقديم المزيد من المساعدات للمتمردين في سوريا من جنسيات مختلفة، في إشارة قوية إلى سيطرة المعارضة المسلحة بقيادة المقاتلين الجهاديين الذين يؤمنون بمبادئ القاعدة في سوريا أكثر من أي وقت مضى، متابعة: "فالهجوم الأخير على اللاذقية والذي حقق نجاحا جزئيا، كان بقيادة جهاديين شيشانيين ومغاربة". وحسب ما نشرته الصحيفة فإن الولاياتالمتحدة فعلت ما في وسعها للحفاظ على سرية دعمها للمعارضة المسلحة السورية، حيث عملت من خلال وكلاء وشركات وهمية، كما قال الكاتب "سيمور هيرش" الأسبوع الماضي في مقال له ب"لندن ريفيو أوف بوكس" تحت عنوان "خط الهجوم وخط الانسحاب.. أوباما – أردوغان- المتمردون السوريون). وبحث هيرش حول ما إذا كانت المخابرات التركية دعمت الجماعات الجهادية بسوريا والمعروفة باسم "جبهة النصرة"، حيث كانت هذه الجبهة وراء إطلاق غاز السارين بدمشق أغسطس الماضي، في محاولة من المخابرات التركية لاستفزاز الولاياتالمتحدةالأمريكية ودفعها إلى التدخل العسكري في سوريا بشكل مباشر للإطاحة بالرئيس السوري "بشار الأسد". وأشارت الصحيفة إلى ما قاله عميل المخابرات الأمريكية السابق: "نعلم الآن، أنها كانت عملية سرية من تخطيط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدفع أوباما لخط المواجهة في سوريا". وهاجم النقاد بقوة هذا التحليل مؤكدين أن النظام السوري هو من قام بالهجوم الكيميائي، مبررين ذلك بعدم قدرة جبهة النصرة على استخدام غاز السارين وهو ما نفته تقارير اللجنة الدولية التي أثبتت تورط كل من النظام والمعارضة في الهجوم الكيميائي. ووفقا لهيرش، فإن خط الانسحاب الذي حددته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، هو التعاون الاستخباري السري بين الولاياتالمتحدة وكل من استخبارات تركيا وقطر ودول خليجية أخرى. ويكشف عن تلك العلاقات الملفات المصنفة بالسرية، والتي تسرب منها تقرير عن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي حول هجوم الميليشيات الليبية على القنصلية الأمريكية ببنغازي في 11 سبتمبر 2012 والذي نتج عنه قتل السفير الأمريكي هناك "كريستوفر ستيفنز". وقالت الصحيفة إن توريد أسلحة القذافي إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا عبر 500 ميل جنوب الحدود التركية السورية، تم بالتعاون بين المخابرات الأمريكية والبريطانية، حيث تم التوقيع على اتفاقية مطلع 2012 بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتركيا وقطر ودول خليجية أخرى حيث تقاسمت الأدوار ما بين التمويل والنقل والتدريب العسكري. وأوضح هيرش أن المخابرات البريطانية كانت في الواجهة حتى لا يتمكن الكونجرس من كشف الأعيب المخابرات الأمريكية، التي يمكن أن تعرضها للمساءلة القانونية. وقالت الصحيفة إن التورط الأمريكي انتهى بشكل مؤسف في ليبيا بعد حادثة اقتحام القنصلية الأمريكية، حدث هذا في ليبيا بينما كانت قوات الأسد في سوريا تتقدم على حساب الثوار السوريين، حيث ظهرت جماعات القاعدة على رأس المتمردين المسلحين في مواجهة النظام، وجاء سقوط القذافي أمام الميليشيات المسلحة من الجهاديين التابعين للقاعدة يمتلئون بالثقة في أنفسهم ووسعوا ساحة القتال إلى سوريا، لقتال نظام الأسد الذي كان ولايزال مسيطرا. تمثل دور المخابرات أيضا في دعم المخابرات القطرية بالتعاون مع دولة جارة لها لتمويل وتجنيد الجماعات الجهادية المقاتلة في سوريا، وغضوا الطرف عن نقد الجهاديين وخطاباتهم المحرضة ضد الشيعة. أما في تركيا فقد كان وضعها أسوأ حيث تعثرت محاولاتها لفرض السيطرة بدءا من مصر وحتى العراق، وأصبحت هى الأخرى في مشكلة، فلقد كانت هناك مؤشرات قوية للتعاون بين جبهة النصرة وتنظيم دولة العراق الإسلامية، حيث أعلنا اتحادهما في تنظيم واحد تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، بينما كان تنظيم أحرار الشام يعتمد بالكامل على المخابرات التركية في تلقى الدعم والتمويل عبر الحدود التركية، ما أسفر عن أبشع الحروب الداخلية بين التنظيمات الإسلامية في سوريا للسيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا. وقالت الصحيفة إنه بناء على مقال هيرش، فإن المخابرات التركية هي التي دربت مجاهدي جبهة النصرة على استخدام غاز السارين، وإن الجبهة هي التي قامت بمجزرة الكيميائي بدمشق، وهو الأمر الذي سعى إليه أردوغان للدفع بأوباما إلى خطوط المواجهة مع النظام السوري.