في كتابه الشهير “,”سر المعبد“,” يقول ثروت الخرباوى القيادي الإخوانى المنشق عن الجماعة، إن سالم عبدالجليل إمام مسجد قاهر التتار بمصر الجديدة في منتصف التسعينيات ، ووكيل وزارة الاوقاف في وقت لاحق، كان احد ابرز الرموز الدعوية لجماعة الاخوان المسلمين، لكنه تركها ليتفرغ للعمل الدعوى بعيدا عن التحزب والانتماءات السياسية، وهذه الحقيقة التي لم ينكرها عبدالجليل نفسه عندما سئل عنها في حوار تليفزيوني مؤخرا. قصة الداعية الإخواني السابق، والذى أصبح الآن مستشارا دينيا للمجلس الاعلى للقوات المسلحة، وهو منصب لم يسمع عنه المصريون من قبل، تستحق الوقوف أمامها في اكثر من محطة، فبداية هو ازهري تخرج من كلية الدعوة الاسلامية وحصل على الليسانس عام 1988، وعلاقته بالقوات المسلحة لا تختلف عن اى شاب مصري، حيث أنهى الخدمة العسكرية بسلاح الشئون المعنوية في عام 1990 . وفى عام 1997 حصل على الماجستير في الدعوة ومقارنة الأديان، من كلية الدعوة جامعة الازهر. وموضوع الرسالة “,”الجماعات الإسلامية دراسة تحليلية نقدية“,”، وتقريبا في ذلك التوقيت كان هو قد بدأ يشق طريقه بعيدا عن جماعة الاخوان المسلمين، حتى يتفرغ للدعوة مثلما قال هو بنفسه فيما بعد، وقد عمل خطيبا وإماما في مساجد الاوقاف لمدة 13 عاما ، واكتسب شهرة واسعة من عمله إماما لمسجد قاهر التتار “,”قطز“,” في مصر الجديدة، لمدة 10 سنوات متواصلة. داخل وزارة الاوقاف شغل سالم عبدالجليل، عدة مناصب منها مدير عام الارشاد الديني والمكتبات، في الفترة من 2003 الى 2007 ، وكذلك عمل رئيسًا للإدارة المركزية لشئون الدعوة بوزارة الأوقاف، في الفترة من 2007م حتى سبتمبر 2012. وبعد تمكن الاخوان من الوزارة بشكل تام، التفتت الجماعة إليه وبدأت في تصفية حسابات تنظيمية قديمة معه، فوجد نفسه منقولا الى احدى المحافظات، فلم يقبل بهذا وقدم طلبا للحصول على اجازة بدون مرتب، وتعاقد مع جامعة خاصة للعمل بها، ووفقا لتصريحات عبدالجليل بعد ابعاده عن منصبه في الوزارة، فانه ضد أن يكون هناك تحزب بين صفوف الأئمة، ويرى ان كلا منهم حر في ثقافته لأن المساجد لله، والمنبر للدعوة لا السياسة, ويعتقد أن هذا لم يعجب التيارات الإسلامية التي هي بشكل عام ضده، وربما تكون هي وراء قرار نقله. هذه العلاقة المعقدة بينه وبين الاخوان والجماعات الاسلامية والازهر، ربما كانت سببا رئيسيا في حصوله على منصبه الجديد، واتجاه القوات المسلحة للاستعانة به.