لا تُذكر الحقوق المدنية والمطالبة بها خاصة للأمريكيين من أصل إفريقي والذين اتفق مؤخرا على وصفهم ب"الأفروأمريكان" إلا ويُذكر الحقوقي "مارتن لوثر كينج،" الذي تحل اليوم ذكرى اغتياله، وجهوده المبذولة في حصول الزنوج على حقوقهم المدنية كمواطنين أمريكيين بعيدا عن سياسات التمييز العنصري، التي كانت تنتهجها حيالهم الحكومات الأمريكية المتعاقبة، بل الشعب الأمريكي في أغلبه، للدرجة التي وصلت إلى تخصيص المقاعد الأخيرة من الحافلات لهم ٬ إلى بقية مظاهر التمييز على أساس اللون، كإنشاء مدارس، مستشفيات٬ كنائس خاصة لهم حتى لا يختلطوا بذوي البشرة البيضاء من الشعب الأمريكي. ولد مارتن لوثر كينج في 15 يناير عام 1929م من أصول إفريقية، ناشط سياسي، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود، وفي عام 1964م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من نالها ٬أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للزنوج الأمريكيين في المساواة، وراح ضحية قضيته. رفض كينج العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه للدرجة التي رفضتها جماعة " السوة الحربيين " التي كانت ترى أنه لا بديل عن التصدي للعنف وسياسات التمييز العنصرية إلا بالعنف المضاد . كانت حادثة " روزا باركس" السيدة السوداء التي رفضت التخلي عن مقعدها في الحافلة لراكب أبيض هي اللحظة التي بدأ فيها التحول التاريخي لكنج ، إثر هذا الحادث، وشرع في نضاله السلمي من أجل الحصول على حقوق الأمريكان من أصل أفريقي والتي يكفلها الدستور الأمريكي لكل مواطن يعيش على أرض الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ فنادى بمقاطعة شركة الحافلات، وقد استجاب له السود مما أثر بالسلب على إيرادات الشركة، ونتج عن المقاطعة إقرار أول حافلة مختلطة في ولاية ألاباما عام 1956م؛ مما أغرى كينج بمواصلة جهوده التي نتج عنها في العام التالي 1957م حينما أطلق صرخته الشهيرة "أعطونا حق الإنتخاب" في خطابه خلال مسيرة "الحج من أجل الحرية" أمام نصب لينكولن التذكاري الذى هاجم فيه السياسيين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين أمريكي أسود يحق لهم التصويت وذلك عام 1965م حينما وقع الرئيس نيكسون القانون الذي يمنح السود حق الاقتراع في الانتخابات، ولكنه شهد أيضا اغتيال المناضل الأسود المعروف باسم "مالكوم X". تابع العنصريون البيض أعمال الشغب لإرهاب السود وثنيهم عم مطالبتهم بحقوقهم. فكانوا يتصدون للمظاهرات السلمية التي يقوم بها هؤلاء، والتي صارت مختلطة باشتراك الكثير من المعتدلين البيض فيها. وفي عام 1964م بفضل دعوات كنج السلمية المطالبة بحقوق السود المدنية يصدر "قانون الحقوق المدنية"، وفي شهر ابريل عام 1968م وأثناء جولة لمارتن لوثر كينج في مدينة ممفيس، وكان يخطب في الجماهير المحتشدة أمام الفندق الذي كان مقيما فيه، أطلق عليه قناص النار فأصابه في عنقه، ثم توفي في المستشفى بعد ساعات قليلة، منهيا بذلك حياة مليئة بالكفاح والنضال من أجل الحقوق المدنية . مارتن لوثر كينج جونيور.. ملهم الاحتجاجات الناجحة رغم أنه دفع حياته ثمنا لتحقيق العدالة التي آمن بها، اختير كأول أمريكي من أصل إفريقي كشخصية العام من مجلة تايم عام 1964م وفي نفس العام حصل على جائزة نوبل للسلام.