فى الأيام القادمة يعود إلى الحياة من جديد أكبر دليل على أن أمريكا دولة عنصرية لا تعرف شيئاً عن الحريات من خلال فيلم Selma. الذى تدور أحداثه حول حياة مارتن لوثر كينج، واحد من أهم الشخصيات العامة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويُركز الفيلم بالتحديد على عام 1965، عندما قاد كينج مسيرات من سيلما إلى مونتجومري، عاصمة ألاباما، من أجل الحصول على حق التصويت في الانتخابات، ومواجهة المتظاهرين بالعنف من قبل قوات الشرطة، يجسد دور لوثر كينج الممثل الأمريكي ديفيد أويولو، ويشاركهم بطولة الفيلم المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري التى أنتجته أيضا وسيناريو الفيلم «Kario Salem» الذي ظل يجمع مواد وثائقية، ويجرى حوارات ولقاءات مع العديد من المقربين منه وأهالي المدينة التي عاش بها لمدة 3 سنوات ونصف السنة قبل أن يبدأ كتابة الفيلم. وكانت شركة «Dream» قد حصلت على حقوق تناول حياة «Luther King» عام 2009، كما نالت حق تناول خطابه الشهير «لدى حلم» الذي قال فيه جملته الشهيرة «أحلم بأن يعيش أطفالي الأربعة في بلد لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم.. ولد في 15 يناير عام 1929.. وتم اغتياله في 4 أبريل 1968. هو أمريكي من أصول إفريقية، في عام 1964م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحصل عليها. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للزنوج الأمريكيين في المساواة، وراح ضحية قضيته. رفض كينج العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى إنهم لم يؤيد قادة السود الحربيين، وبدأوا يتحدّونه عام 1965م.. في شهر سبتمبر سنة 1954م جاء مارتن وزوجته إلى مدينة مونتجمري التي كانت ميدانا لنضاله، إلى أن جاء يوم الخميس الأول من ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة روزا باركس وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة القانون؛ فكانت البداية لقضيته.. كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، وحين وصل إلى منزله وجد جمعا غاضبا من الافارقة مسلحين على استعداد للانتقام، وأصبحت مونتجمري على حافة الانفجار من الغضب، وقف كينج يخاطب أنصاره: «دعوا الذعر جانبا، إننا لا ندعو إلى العنف». وبعد أيام من الحادث أُلقي القبض عليه ومعه مجموعة من القادة البارزين بتهمة الاشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل دون سبب قانوني بسبب المقاطعة، واستمر الاعتقال إلى أن قامت 4 من السيدات من ذوات أصول أفريقية بتقديم طلب إلى المحكمة الاتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في مونتجمري، وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص على عدم قانونية هذه التفرقة العنصرية. طلب كينج من أتباعه أن ينهوا المقاطعة ويعودوا إلى استخدام الحافلات، وأفرج عنه لذلك.. بعد شهر من ذلك، نُسف منزل كينج بالديناميت على أيدي البيض، وهنا شكّل كينج مؤتمر القيادة المسيحي الجنوبي لنشر الأسلوب الذي اتبعه سود مونتجمري إلى كل أنحاء الجنوب..سجن كينج عام 1960م، مثل غاندي، بسبب حملات الاحتجاج السلمية، وبدأ يطالب الحكومة الفيدرالية باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الظلم.. في السابعة والعشرين من عمره. وبهذه المناسبة وأمام منصب لنكولن التذكاري وجه كينج خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة: «أعطونا حق الانتخاب»، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.. قرر كينج في أواخر صيف عام 1963 بدء سلسلة من المظاهرات في برمنجهام، وعمل على تعبئة الشعور الاجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام، وفي اليوم التالي وقعت أول معركة سافرة بين السود المتظاهرين ورجال الشرطة البيض الذين اقتحموا صفوف المتظاهرين بالعصي والكلاب البوليسية الشرسة، والمشهد كان على مرأى من كاميرات التليفزيون. ثم صدر أمر قضائي بمنع كل أنواع الاحتجاج والمسيرات الجماعية وأعمال المقاطعة والاعتصام؛ فقرر كينج لأول مرة في حياته أن يتحدى علانية حكما صادرا من المحكمة، وسار خلفه نحو ألف من المتظاهرين الذين كانوا يصيحون «حلت الحرية ببرمنجهام»، وألقي القبض على كينج وأودعوه سجنا انفراديا، وحرر خطابا أصبح فيما بعد من المراجع الهامة لحركة الحقوق المدنية، وأوضح فيه فلسفته التي تقوم على النضال في إطار من عدم العنف. حنان أبو الضياء