"بعد مرور 100 عام مازال علينا مواجهة واقع أن الزنوج ليسوا أحرارا..، علينا مواجهة أنهم مازالوا يُعانون الفقر والعزلة.. أنا لدي حلم أننا يوما ما سنحيا حلمنا الذي هو في الأساس من داخل الحلم الأمريكي..، أحلم انه يوما ما سيجلس أبناء العبيد سويا مع أبناء أسيادهم علي أنهم جميعا إخوة بلا أي نوع من التفرقة..، أحلم انه يوما ما سيتم الحكم على الأشخاص ليس بحسب لون جلدهم وإنما بحسب شخصياتهم وأخلاقهم..أحلم أن نكون جميعا إخوة أحرار لنقف بجوار بعضنا في النضال والدفاع والحق والحرية وحتى داخل السجون..أنا لدي حلم..أننا جميعا سواء".. كان هذا جزء من الخطاب التاريخي الذي ألقاه "مارتن لوثر كينج" في أغسطس 1963 عند نصب "لينكولن" التذكاري حيث وقف ليشاهده آلاف من الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية الذين أيدوا دعوته السلمية والنابذة للعنف في مواجهة التميز العنصري الذي عاشوا فيه باعتبارهم عبيد ليس لهم أي نوع من الحقوق.. شرارة البداية جاءت عندما رفضت السيدة "روزا باركس" أن تُخلي مكانها في أحد الحافلات العامة لأحد الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، ولذلك تم القبض عليها بتهمة المخالفة ..، هنا انتفض مجموعه من الزنوج رافضين ما حدث لها وكادت الأمور تنتهي بشكل مأساوي لولا خروج القس والطبيب "مارتن لوثر كينج" داعيا للهدوء وضبط النفس والتعامل مع القضية بمبدأ "اللا عنف" أو النضال السلمي الذي أسس له المناضل "غاندي" .. كان "لوثر كينج" في هذا الوقت خريج جديد من كلية الآداب وبدأ في تحضير الماجستير والدكتوراه ، نشأته في أسره دينيه أثرت عليه بشكل كبير وساعد كونه قس يدعو إلى السلمية ويستشهد بما يقوله المسيح في أن يستمع إليه الناس ويصدقونه ..، عندما بدأ ينتشر صيت "لوثر كينج" كمناضل يطالب بوقف التفرقة العنصرية كانت الحكومة الأمريكية تنظر إليه على انه يحاول إثارة العنف والانقلاب عليها، ففي إحدى المرات وهو يُلقى خطاب له أمام مؤيديه قامت بإلقاء قنبلة على منزله، و كاد ذلك يتسبب في موت زوجته وأبنائه.. عندما عاد "كينج" إلى هناك وجد مجموعه من الأفارقة متجمهرين ومستعدين للقيام بأي شيء ردا على ما قامت به الحكومة، لكنه قام بتهدئتهم مؤكدا انه لن يستخدم أي أسلوب إلا السلمية، وقام الزنوج بمقاطعه المواصلات العامة لفترة طويلة أضرت بها حيث أنهم كانوا يشكلون النسبة الأكبر من مستخدميها وذلك حتى صدر القرار التاريخي الذي أفاد بعد التفرقة بين البيض والزنوج فيما يتعلق بالمواصلات العامة.. تم إلقاء القبض على "لوثر كينج" أكثر من مرة وتلفيق التهم له لإبعاده عن مؤيديه إلا أنه كان يخرج في كل مرة أقوى من قبل..، تم اضطهاد "كينج" من قِبل المتعصبين اليمينييين إلا أنه كان يتحداهم بالخروج في إعتصامات وتظاهرات سلمية مطالبا بالمساواة والحرية، وشيئا فشيئا أخذ الزنوج الحق في الانتخاب وتم تسجيل أكثر من 5 مليون شخص في قوائم الانتخابات.. جاءت نهاية "لوثر كينج" على أيدي المتعصبين الذي لم يقبلوا فكرة تساويهم مع الزنوج حيث لم يروا فيهم سوى عبيداً لهم، وتم تدبير إغتياله على يدي " جيمس إرل راي " بينما كان يستعد لإلقاء خطاب عام 1968 لتأييد أحد اعتصامات العمُال الأمريكيين . حصل "لوثر كينج" على جائزة نوبل للسلام ودعوته لأسلوب "اللا عنف"، كما أعطته مجلة "التايم" لقب رجل العام تقديرا لما فعلة من أجل الحقوق المدنية والحريات