ذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أن حلف الناتو يحاول أن يثبت قوته أمام موسكو التي استطاعت أن تفرض قبضتها على شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا. وبيّنت الصحيفة أن حلف الناتو يسعى لإظهار قوته في الشرق بعد أن تدهورت صورته نتيجة عدم تراجع روسيا أمام تهديداته فيما يتعلق بمسألة القرم. وأضافت الصحيفة أن مسألة توجيه قوى حلف الناتو إلى شرق أوروبا طرحت من جديد الثلاثاء الماضي خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين من أجل التحالف العسكري بينهم. ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ بدء الأزمة في جزيرة القرم، قام حلف الناتو بإرسال طائرات رادار في بولندا ورومانيا، كما قامت واشنطن بتسليم طائرات من طراز F-15 وF-16 إلى ليتونيا وبلوندا، كما قامت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بإرسال طائرات قتالية إلى دول البلطيق المحرومة من أي وسائل دفاع جوية. وذكرت "لوفيجارو" أن وزراء الخارجية الأوروبيين خلال اجتماعهم في بروكسل ناقشوا تقديم وسائل إضافية للتحالف العسكري مع دول أوروبا الشرقية، وعلى رأسها إنشاء قواعد عسكرية دائمة لحلف الناتو قرب الحدود الروسية، وهي خطوة جديدة في الصراع الروسي - الغربي، إذ لم تكن توجد قواعد عسكرية دائمة للغرب في هذه الدول منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. من جانب آخر، أوضح موقع "هافنجتون بوست" أن إقدام روسيا على تحدي تهديدات واشنطن وحلف الناتو دليل على عجز حلف الناتو على الضغط على روسيا مثلما كان من قبل. وبحسب الموقع فإن الكرملين لا يرى سوى أن أوروبا فقدت مفهوم "القوة العظمى"، كما أن حلف الناتو أصبح عاجزًا عن فرض نفوذه، وواشنطن تفتقد موقفها الصارم. وتابع الموقع بالقول: إن وجهة النظر الروسية تبدو الأقرب على أرض الواقع، فالوسائل التي اتخذتها أوروبا وأمريكا على الأرض الواقع لم تردع الطرف الروسي، كما أن حلف الناتو لم يتمكن من التدخل في الوضع، فالدول الغربية بقيت خائفة من التدخل بقوة في الأزمة الأوكرانية.