أزمة دبلوماسية جديدة تحلق في الأفاق بين أستراليا وإسرائيل، نشبت في 48 ساعة فقط؛ لكنها تطورت بشكل متسارع وصل لحد إلغاء التأشيرات للدبلوماسيين. بدأت القصة عندما أعلن وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك، يوم الأحد 19 أغسطس، إلغاء تأشيرة السياسي الإسرائيلي «سيمحا روتمان» والعضو النشط بالكنيست عن حزب الصهيونية الدينية، الذي يتزعمه وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، موضحًا أنه لن يتمكن من التقدم بطلب للحصول على تأشيرة لمدة 3 سنوات، وبالتالي لم يتمكن من دخول أستراليا لمدة ثلاث سنوات. لكن الواقع المرير على السلطات الإسرائيلية، لم يكن وليد 48 ساعة فقط؛ بل بدأت إسرائيل وقادتها في الغضب من أستراليا، مُنذ إعلان أستراليا رسميًا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر المقبل. اقرأ أيضًا: أستراليا تمنع عضو كنيست مُتطرف من دخول أراضيها وتتهمه بالسعي لنشر الفرقة والكراهية دوافع القرار الأسترالي كان من المقرر أن يزور أستراليا، المتطرف الإسرائيلي «سيمحا روتمان»، ويلقي عدة خطابات بهدف تجنيد شبان يهود للإنضمام للجيش الإسرائيلي لسد النقص الحاد في صفوفه، خلال جولته التي تم إلغائها. وعن دوافع القرار الأسترالي، أوضح وزير الداخلية، أن قرار رفض التأشيرة جاء ضمن سياسة الحكومة التي تتبنى توجها صارما تجاه من يسعون إلى نشر الكراهية والانقسام داخل البلاد. وأضاف وزير الداخلية الأسترالي، في بيان «إذا كنت قادما إلى أستراليا لنشر خطاب الكراهية والانقسام فنحن لا نريدك هنا، أستراليا يجب أن تكون بلدا يشعر فيه الجميع بالأمان». الاعتراف بفلسطين أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، في 11 أغسطس، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. اقرأ أيضًا: رئيس وزراء أستراليا: نتنياهو «في حالة إنكار» للمعاناة بقطاع غزة وقال ألبانيز: «حل الدولتين هو أفضل أمل للبشرية لكسر دائرة العنف في الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع والمعاناة والجوع في غزة». وأضاف ألبانيز أن القرار اتُخذ بعد أن تلقّت حكومته التزامات من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن حماس لن يكون لها دور في أي دولة مستقبلية، وخطوات حقيقية نحو نزع سلاح المقاومة، وإجراء انتخابات ديمقراطية. إسرائيل تصعد الأزمة في خطوة تصعيدية غير مبررة، قرر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، يوم الاثنين 18 أغسطس، إلغاء تأشيرات ممثلي أستراليا لدى السلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية إعلان أستراليا عزمها الاعتراف بالدولة فلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر المقبل، وإلغاء تأشيرة عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني المتشدد سيمحا روتمان. وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي، عبر حسابه على منصة إكس، أنه أبلغ السفير الأسترالي لدى إسرائيل بهذا القرار، وأنه أصدر تعليماته للسفارة الإسرائيلية في كانبيرا بفحص طلبات التأشيرة الرسمية الأسترالية الخاصة بدخول إسرائيل بدقة. يأتي القرار عقب ساعات قليلة من إعلان الحكومة الأسترالية الإثنين، إلغاء تأشيرة عضو الكنيست المتشدد «سيمحا روتمان»، ومنعه من الحصول على تأشيرة لمدة ثلاث سنوات. نتنياهو واتهامات بالخيانة في خطوة تصعيده آخرى من الجانب الإسرائيلي، وبشكل هجومي غير مبرر، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سب نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي، واتهمه بالخيانة. وقال نتنياهو: «سيذكر التاريخ ألبانيز على حقيقته: سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلى عن يهود أستراليا». ويأتي قرار ساعر بعد وقت قصير من إعلان الحكومة الأسترالية الإثنين، إلغاء تأشيرة السياسي المتشدد من حزب "الصهيونية الدينية" سيمحا روتمان، إذ كان من المقرر أن يقوم بجولة يلقي خلالها عدة خطابات. وانتقدت أستراليا، الثلاثاء، قرار إسرائيل سحب تأشيرات الدبلوماسيين لكانبيرا، واصفة الأمر ب«غير مبرر». رد فعل غير مبرر أعربت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، اليوم الثلاثاء 19 أغسطس، عن استيائها من قرار الحكومة الإسرائيلية إلغاء تأشيرات دبلوماسيين أستراليين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، واصفة الخطوة بأنها "رد فعل غير مبرر" على قرار كانبرا الاعتراف بدولة فلسطين. وقالت وونج، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، إن هذه الخطوة تأتي "في وقت نحن في أمسّ الحاجة فيه إلى الحوار والدبلوماسية"، معتبرة أن سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تعزل إسرائيل وتقوّض الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام وحل الدولتين". وأكدت أستراليا أنها ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لدفع الزخم نحو تحقيق حل الدولتين، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وضمان الإفراج عن الرهائن. وشددت وزيرة الخارجية الأسترالية، على أن حكومتها مجتمع متنوع يضم أعراقاً وأدياناً وآراء مختلفة، يجمع بينها الاحترام المتبادل والحق في العيش بسلام، مؤكدة أنها ستواصل حماية مواطنيها من خطاب الكراهية والعنف.