"المتنبي .. مسافرًا أبدًا" في افتتاح معرض أبوظبي للكتاب

كشفت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن تنظيمها لحفل موسيقي غنائي مستلهم من سيرة وشعر الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، يحمل عنوان"المتنبي... مسافرًا أبدًا" يقدم لأول مرة في افتتاح الدورة 24 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي اختار هذا العام شخصية المتنبي كمحور أساسي لدورته الحالية.
وتنظم الهيئة المعرض خلال الفترة من 30 ابريل – 5 مايو القادم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويعد المعرض أحد أكثر معارض الكتب نموا في المنطقة، إذ يشارك به أكثر من 1050 دار نشر من 50 دولة حول العالم.
وأعلن سعيد حمدان عضو اللجنة المنظمة للمعرض عن الحفل الموسيقي في مؤتمر صحافي عقد اليوم في نادي دبي للصحافة، وذلك بحضور سعادة جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والدكتور علي بن تميم، مدير إدارة المشاريع في المكتبة الوطنية بالهيئة. ومنى بوسمرة، مدير نادي دبي للصحافة.
وقال حمدان "تأسيسا على إعلاننا السابق عن مبادرات جديدة لتنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب باختيار شخصية الشاعرالكبير أبو الطيب المتنبي عنوانا لدورة هذا العام،يسرنا الكشف عن تنظيم حفل موسيقي غنائي أصيل يبلور المبادرة ويعيد قراءة المنتج العربي الفكري في شكل قوالب فنية جاذبة، فمن خلال عمل "المتنبي ...مسافرًا أبدًا" الذي سيعرض لأول مرة في افتتاح المعرض يوم 30 ابريل القادم، ستقودنا الفنانة عبير نعمه بصوتها الرخيم في رحلة موسيقية شعرية على المناطق التي زارها المتنبي، ويعكس العمل موسيقى الشعوب في تلك المناطق عبرأشعار المتنبي التي تزخربالفخروالمجد والحب".
وأضاف حمدان "لقد وقع اختيارنا على الفنانة عبير نعمه كونها باحثة موسيقية متخصصة في موسيقى الشعوب وتجيد الغناء بعشرين لغة وتتمتع بقدرات صوتية مذهلة، وقد سبق لها المشاركة في أعمال غنائية كبرى في الوطن العربي وخارجه".
وتشمل رحلة "المتنبي... مسافرًا أبدًا" كل من العراق والبادية وحلب ولبنان ومصر، وينتهي العمل بمشهد عالمي يُغنى فيه شعر المتنبي بلغات عالمية، مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ليكون بذلك احتفاء عالمي بالمتنبي، شاعر العرب والعالم.
يشارك في العمل الممثل والمخرج المسرحي جهاد الاندري والذي سيلقي اشعار المتنبي، فيما يقدم المعزوفات الموسيقية 13 عازفا من أبرز الموسيقيين والأكاديميين في العالم العربي، فيما ترافقهم جوقة من ستة مؤدين. وقد تم تشييد مسرح متكامل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خصيصاً لهذا العرض.
وتم وضع ثلاثة اعمال غنائية مبتكرة خاصة بالعمل، وقد شاركت عبير نعمه في التلحين الى جانب جورج نعمة ووسام كيروز، فيما تم التعاون مع الاوكسترا السمفونية البلغارية لتسجيل الاعمال في صوفيا.
من جهتها عبرت عبير نعمه عن سعادتها لتقديم عمل فني يجسد شغف شاعر بحجم أبي الطيب المتنبي وقالت "إن فكرة تقديم شعر المتنبي موسيقيًا تبدو مغرية جدًا بالنسبة لأي فنان فهو لا يزال يشغلنا ويلهمنا حتى اليوم، وقد سعدت بهذا التعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتقديم المتنبي من وجهة نظر مختلفة ومنفتحة على فنون الشعوب التي زارها في حياته، وهذا العمل تتحقق فيه ممازجة حقيقية بين عناصر فنية محورية في الثقافة العربية، سواء من ناحية قوة بيان شعر المتنبي وشخصيته الفذة، وتقديم غناء أصيل لشعوب متنوعة بالإضافة إلى احترافية موسيقية عالية".
ويأتي حفل "المتنبي...مسافرًا أبدًا" ليتكامل في ثراء تجربة المتنبي الذي اختاره معرض أبوظبي الدولي للكتابك محورأساسي لدورته الحالية وسيتم تخصيص جناح للشاعر الكبير، يحتوى مكتبة عالمية متخصصة جُمعت فيها المؤلفات التي كُتبت عن المتنبي ودواوينه الشعرية والرسائل الجامعية التي تم إعدادها عنه باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والروسية والاسبانية وغيرها من اللغات.
وستقام سلسلة من المحاضرات والندوات اليومية في "مجلس المتنبي" تستعيد سيرة الشاعر كإنسان، مثل تتبع رحلة اكتشاف بيت المتنبي في مدينة حلب، ومشروع تحويله إلى متحف. كما سيتم تقديم عرض واف عن مشروع "واحةالمتنبي"،وهوموقع متخصص يضم كل ماله صلة بأبي الطيب المتنبي من شعر ومعلومات، مدعمة بعشرات الشروح القديمة والحديثة، كما سيتم الكشف عن حقيقة "معجز أحمد" وهو أحد شروحات ديوان المتنبي المنسوبة إلى أبي العلاء المعري، أما أثر المتنبي على الثقافات الأخرى فسيتم مناقشته من خلال عمل "شفاء العليل" الذي وضع في الهند عام 1782 ويتناول شعر المتنبي، في محاولة لفهم الأسباب التي جعلت من شاعرٍ عاش في القرن العاشر مؤثراً في شعراء الهند في أواخر القرن الثامن عشر.
كما يقام معرض فني تشكيلي طوال أيام المعرض من وحي شخصية وشعر المتنبي، يشارك فيه مجموعة من الفنانين البارزين محليا، يقدمون فيه رؤى فنية مختلفة عن الشاعر الكبير وأعماله الشعرية التي الهمتهم.
من جهة أخرى تقدم مملكة السويد ضيف الشرف في الدورة الحالية برنامجا ثقافيا نوعيا يعكس المشهد الثقافي الغني في السويد حاليا.