يشير بحث جديد إلى أنَّ الهدف الأولى لمرضى السرطان في التحدث مع أطبائهم حول المعلومات التي وجدوها على الإنترنت، هو الحصول على مزيد من الفهم والمشورة بشأن المعلومات الموجودة على الإنترنت. تقول مؤلفة الدراسة كريستينا سابي، وهي أستاذة مشاركة في دراسات التواصل في جامعة ولاية سان فرانسيسكو، في بيان صحفي لمجلة البحوث التطبيقية في التواصل: "يبدو أنَّ المرضى لم يكونوا يحاولون بالضرورة التأثير في أطبائهم، وإنما أرادوا فهمًا أفضل لما هو متاحٌ أمامهم من خيارات علاجية". قامت الباحثة سابي وزملاؤها بدراسة الردود على الاستبيانات المنشورة على الإنترنت التي قام بملئها 145 شخصًا من مرضى السرطان ومقدمي الرعاية من ثلاث منظَّمات للسرطان على الإنترنت، فوجدت أن 13% فقط قد ناقشوا المعلومات الموجودة على الإنترنت مع أطبائهم لاختبار معرفة الطبيب، أو لمعرفة سبب اختلاف مشورة الطبيب عن المعلومة الموجودة في الإنترنت. 37% من المشاركين قالوا إنهم ناقشوا المعلومات الموجودة على الإنترنت مع طبيبهم لمعرفة المزيد عن حالة طبية ما أو عن علاجٍ ما، 19% منهم أرادوا رأي الطبيب أو مشورته في ما هو موجود على النت، 10% أردوا من طبيبهم أن يؤكِّد لهم دقَّة المعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت. كما وجدت الدراسة أن 13% من المرضى أرادوا أن يُظهروا لطبيبهم أنهم يقومون بدور فعَّال في العلاج أو بكونهم "مرضى جيِّدين". وشعر بعض هؤلاء المرضى أن أطباءهم لديهم أفكار صارمة بشأن العلاج وأنَّهم غير مستعدين للنَّظر في خياراتٍ أخرى. وقالت الباحثة سابي إنه من المهم للأطباء التعرُّف على هؤلاء المرضى. وأوضحت قائلةً: "إنَّ المرضى الذين يناقشون المعلومات الصحية المنشورة على الإنترنت لإثبات أنهم "مرضى جيِّدين"، أو للتعبير عن معرفتهم بمرضهم وتمكُّنهم منه، قد يستجيبون بشكل سيِّء للانتقاد الصارخ بسبب بحثهم في الإنترنت، أو للرفض بشأن دعم بعض الخيارات". واقترحت الباحثة سابي أنَّه عندما يريد مريضٌ التحدث حول المعلومات المأخوذة من النت، يمكن للأطباء أن يستجيبوا لذلك بسؤال المريض عما دفعهم إلى طرح هذه المعلومات. وبذلك، يمكن تشجيع المشاعر الإيجابية لدى المرضى، وتحسين مستوى الصحة.