اعترف وزير العمل الفرنسي ميشال سابان اليوم /الثلاثاء/ بأهمية إجراء تغيير وزارى بعد الغضب ، الذى عبر عنه الفرنسيون خلال الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، ضد الحكومة الحالية. وأضاف سابان - فى تصريحات إعلامية – أن هذا التغيير ينبغى أن يتم مع رئيس الوزراء الذى يختاره الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند ، وأشار إلى نسبة الإمتناع من جانب عددمن الفرنسيين عن التصويت والتى جأت مرتفعة "ليعبرون من خلال صمتهم عما يشعروا به من غضب"..موضحا أن هناك طريقتين للتعبير عن هذا السخط " الأولى البقاء فى المنازل وعدم التوجه إلى مراكز الاقتراع ، والأخرى التصويت لصالح الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف)". وشدد سابان على ضرورة الالتفات إلى هذا "السخط" بالنظر إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالى..معتبرا أن الناخبين وجهوا رسالة فى هذا الشأن ، ودعا وزير العمل الناخبين إلى التصويت بكثافة فى الجولة الثانية من الانتخابات لقطع الطريق أمام سيطرة اليمين المتطرف على المدن. ومن ناحيته ، .قال برتران ديلانويه رئيس بلدية باريس المنتهية ولايته أن الصفعة التى تلقاها اليسار فى الجولة الأولى من الانتخابات البلدية تتعلق بال"سياسة الوطنية"..مشيرا إلى أن الفرنسيين عبروا عن "عدم الرضا" وينبغى على أولاند أن يضع ذلك فى الاعتبار بعد الجولة الثانية. وتابع "أنا أقول الحقيقة..وأؤيد هذه الحكومة والرئيس، لكن الفرنسيين لا يرضون عنها"..مشددا على ضرورة العمل على دفع المالية العامة ، واستعادة قوة الاقتصاد الفرنسي. وفى السياق ذاته..أعلنت إذاعة "أوروب 1" اليوم أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سيوجه كلمة للشعب عبر قناة "تى أف 1" بعد الجولة الثانية من الانتخابات البلدية المقررة الأحد القادم..مشيرا إلى أن هذا القرار تم إتخاذه قبل الجولة الأولى من الانتخابات والتى أسفرت عن تراجع كبير للتيار الاشتراكى الحاكم وتقدم لليمين المعارض. وأشارت "أوروب 1" إلى أن أولاند سيعلق خلال كلمته المنتظرة، والتى لم يعلن عنها الإليزيه بعد، على نتائج التصويت من الفرنسية كما من المتوقع أن يتطرق إلى إجراء تعديل حكومي..موضحة أن موعد الكلمة التى سيوجهها الرئيس الفرنسي سيتحدد بعد إعلان نتائج الجولة الثانية للانتخابات، وسيعتمد أيضا على قرار الرئيس بالاحتفاظ برئيس الحكومة جون مارك أيرولت من عدمه. وكان إستطلاع للرأى أجراه معهد "بى فى آه" قد كشف عن أن 79 بالمائه من الفرنسيين يأملون فى إجراء تعديل وزارى لحكومة جون مارك أيرولت وذلك بعد الانتخابات البلدية التى تجرى جولتها الثانية الأحد القادم. وعلى ضوء نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية، خسر الحزب الاشتراكي الحاكم العديد من المدن التي كان يسيطر عليها منذ سنوات وبعضها لمدة 60 عاما ، وسطتكهنات من انه سيفقد المزيد منها فى الجولة الالثانية لصالح اليمين المعارض ولاسيما مدينتى تولوز وستراسبورج. ولم يحصد الحزب الحاكم فى الاقتراع الذى جرى أمس الأول /الأحد/ سوى على 74ر37 بالمائه من الأصوات مقابل 54ر46 بالمائة لحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني المعارض، و65ر4% لحزب "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) ، فى نتائج فسرها العديد من المحللين، على انها تشكل إنذارا للرئيس فرانسوا أولاند، والذي يدفع ثمن خياراته السياسية والاقتصادية والخلافات الداخلية العميقة لأداء حكومته.