أظهرت دراسةٌ حديثة، أُجريَت خلالها عدَّةُ تجارب تصادم، أنَّ ارتداء الأطفال للخوذة في أثناء قيادة الدراجة كان فعَّالًا في وقايتهم من حوادث الارتطام. أظهرت التجارب أنَّه يمكن للخوذة أن تنقصَ التسارع الذي يصيب الجمجمةَ بنسبة 87٪، وأن تساعدَ الجمجمة على مقاومة صدمات تبلغ 213 كغ خلال حادث الارتطام. الدكتور توبياس ماتي، المعدُّ الرئيسي للدراسة واختصاصي الجراحة العصبية في معهد العلوم العصبية في مدينة إلينوي وجامعة برادلي، يشرح هدفَ هذه الدراسة بأنَّه توفير دليلٍ علمي لاستخدامه في حملات توعية العامَّة بضرورة استخدام الأطفال للخوذة في أثناء قيادتهم للدراجات الهوائية. يقول الدكتور ماتي: "وفَّرت نتائج دراستنا دليلًا علميًا قويًا يمكن استخدامه في مواجهة التململ والإهمال الذي نراه من حين لآخر بشأن استخدام الأطفال للخوذة في أثناء قيادة الدراجة، إذ أوضحت تلك النتائج أنَّ الخوذة تؤدِّي دورًا بارزًا في حماية الطفل". ويضيف قائلًا: " إنَّنا كأطباء جراحة عصبية، كثيرًا ما نقف على حالات مؤسفة من تأذِّي الدماغ جراء تعرُّض الطفل لحادث سير في أثناء قيادته للدراجة، وهي حالاتٌ قد يمتدُّ تأثيرها لفترة طويلة خلال حياة الطفل. وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الوقايةَ هي أفضل إستراتيجية يمكن أن نواجهَ بها ذلك الخطر، وذلك عن طريق ارتداء الطفل لخوذة قياسية في كلِّ مرَّة يقود فيها درَّاجته، وهو إجراء بسيط وغير مكلف". تشير التقديراتُ إلى أنَّ ما نسبته 70٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 سنة يركبون الدراجات، إلاَّ أنَّ التقديرات الوطنية الأمريكية لارتداء أولئك الأطفال للخوذة لا تتجاوز 15٪ إلى 25٪ منهم. وبحسب المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإنَّ السبب الأبرز للموت أو الإعاقات الخطيرة الناجمة عن حوادث ارتطام الدراجات هو أذية الرأس. يقول ماتي: "يجب على الآباء أن يدركوا جيِّدًا أهميةَ توفير جميع مستلزمات السلامة لأطفالهم والتزامهم بها في أثناء مشاركتهم في أي نوع من أنواع النشاطات الاجتماعية أو الرياضية، وقيادة الدراجة إحدى تلك النشاطات. ينبغي على الآباء أن يكونوا قدوةً حسنةً لأبنائهم، وأن يقوموا بتعليمهم إجراءات السلامة عن طريق تقديم أمثلة حيَّة، ممَّا يسهل كثيرًا على الأطفال تعلُّم تلك الإجراءات ومحاكاتها لحماية أنفسهم".