خطوة في طريق الاكتفاء الذاتي.. مصر تستصلح 3.5 مليون فدان.. القصير: نعمل على التوسع الأفقي وإنتاج أصناف تتكيف مع التغيرات المناخية.. وأبوصدام: المشروعات القومية للاستصلاح ستضيف الكثير من الأمن لمصر

في خطوة مهمة، أعلنت وزارة الزراعة عن نجاحها في خطتها الرامية إلى استصلاح نحو 3.5 مليون فدان تقريبًا، وذلك ضمن خطة الدولة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتقليل الفجوة الغذائية الكبرى التي تواجه الدولة المصرية.
ونقلاً عن وزارة الزراعة، فإن مصر تستهدف استصلاح 3.5 مليون فدان في مناطق الدلتا الجديد في الصحراء الغربية، وتنمية شمال ووسط سيناء، وتنمية جنوب الوادي "توشكى الخبر"، وإعادة هيكلة مشروع تنمية الريف المصري الجديد، ومشروعات أخرى ببعض محافظات الصعيد والوادي الجديد.
قال السيد القصير، وزير الزراعة، إن مصر تعمل نحو التوسع في إنتاج الأصناف والتقاوي التي تتكيف مع التغيرات المناخية وهو أمر جعل من الأصناف والهجن المصرية في أعلى درجات الإنتاجية العالمية خاصة من المحاصيل الاستراتيجية بالنسبة لوحدة المساحة، والذي يستهدف رفع كفاءة الموارد المائية والأرضية.
وأضاف، أنه لتدعيم الإجراءات الاستباقية لمواجهة تحديات الغذاء بالتوسع في المشروعات الزراعية وزيادة العائد منها، حيث تبنت الدولة مجموعة من السياسات والاجراءات الداعمة تُمثل أهمها في تفعيل منظومة الزراعة التعاقدية من خلال الاعلان عن أسعار ضمان للمحاصيل الاستراتيجية وفي وقت مبكر قبل الزراعة وعلى أن يكون الاستلام بالأسعار المتداولة وقت التسليم بما يحفز المزارع والفلاح للتوسع في زراعة هذه المحاصيل.
قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن الزراعة خير سند للاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية خاصة خلال فترة فيروس كورونا والحرب التي دارت بين روسيا وأوكرانيا موضحًا أن الزراعة المصرية لها تأثير كبير في الفترة الأخيرة.
أبوصدام
وأضاف، أبو صدام، أن المشروعات الزراعية التي تمت مؤخرا ساهمت بشكل كبير في تطوير المنتج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في قطاع الزراعة، موضحًا أن الفضل في ذلك يرجع إلى اهتمام الدولة المصرية بقطاع الزراعة والعمل على زيادة مساحة الأراضي الزراعية إلى 9.7 خلال العام الحالي.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن الصادرات الزراعية لها أثر كبير في تخطي الأزمة الاقتصادية خاصة في أزمة فيروس كورونا موضحًا أن جميع القطاعات تأثرت بسبب تلك الأزمة إلا قطاع الزراعة الذي زادت فيه الصادرات الزراعية إلى الخارج مما جعلنا نوفر العملة الصعبة من الصادرات الزراعية في ذلك الفترة.
وقال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن مصر تستورد نحو 50% من احتياجاتها من الذرة، أما بالنسبة لفول الصويا فلا يتجاوز إنتاجنا منه حوالي 5%، لذلك كان من المهم زيادة الاكتفاء الذاتي منهم وتقليل الفاتورة الاستيرادية.
صيام
وأضاف، أنه من المتوقع زيادة المحاصيل الزراعية بنسبة 50% عن الإنتاجية الحالية في حالة الاهتمام بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا والاعتماد عليها في مجال الزراعة، فعلى سبيل المثال إذا كان فدان فول الصويا ينتج حاليًا حوالي 1.2 طن، فإنه سيزداد إنتاجه إلى حوالي 1.8 أو 2 فدان في حالة الاعتماد على التقنيات الحديثة.
وتابع أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن مصر تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا وتسبب الغزو في ارتفاع أسعار الحبوب، مشيرًا إلى وجود دول أخرى يستوردون القمح والحبوب ويبحثون عن بدائل أخرى.
وأوضح صيام، أن خروج روسيا وأوكرانيا من الصادرات العالمية أثر على الدول المستوردة والتي جعلتها تبحث عن مصدر آخر، مضيفًا أن الدولة المصرية وضعت الأمن الغذائي هدف على رأس أولوياتها، والذى تمثل في العديد من الإجراءات ومنها الإنتاج والمخزون الاستراتيجي والتسويق والزراعات التعاقدية والتوسع الأفقي، ومحاولة التوسع في الاكتفاء الذاتي من الغذاء.