تباين أداء مؤشرات البورصة المصرية وسط نشاط في أسهم الأسمنت وتراجع محدود للمؤشر الرئيسي    وزير العدل يشارك في اجتماعات وزراء العدل العرب بجامعة الدول العربية    عبد الجليل: ما فعله زيزو مع هشام نصر خطأ كبير ودولاب مبادئ الأهلي انتهى    الداخلية تضبط أكثر من 141 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    المخرج التونسي مهدي هميلي عن مشاركة فيلمه اغتراب بمهرجان القاهرة السينمائي: قلبي اختار مصر    نائب رئيس الوزراء: معرض TransMEA شهد مشاركة دولية واسعة وحضور جماهيرى كبير    ستاندرد بنك يعلن الافتتاح الرسمى لمكتبه التمثيلى فى مصر    "المنشاوي" يشارك في المنتدى الإقليمي الأول للتعليم القانوني العيادي في أسيوط    وزير الاستثمار: مصر ضمن أفضل 50 اقتصاداً فى العالم من حيث الأداء والاستقرار    بحماية الجيش.. المستوطنون يحرقون أرزاق الفلسطينيين في نابلس    وزارة العمل: 157 فرصة عمل جديدة بمحافظة الجيزة    مدير منتخب الناشئين: لا نبحث عن التمثيل المشرف في كأس العالم.. سنقاتل حتى الرمق الأخير    مبابي: سعداء بعودة كانتي للمنتخب.. والعديد من الفرق ترغب في ضم أوباميكانو    موعد نهائي كأس السوبر المصري لكرة اليد بين الأهلي وسموحة بالإمارات    أسعار الفراخ والبيض اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 بأسواق الأقصر    جنوب سيناء.. تخصيص 186 فدانا لزيادة مساحة الغابة الشجرية في مدينة دهب    19 ألف زائر يوميًا.. طفرة في أعداد الزائرين للمتحف المصري الكبير    بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. آثارنا تتلألأ على الشاشة بعبق التاريخ    محمد صبحي يطمئن جمهوره ومحبيه: «أنا بخير وأجري فحوصات للاطمئنان»    بعد شكوى أولياء الأمور.. قرار هام من وزير التعليم ضد مدرسة «نيو كابيتال» الخاصة    أثناء عمله.. مصرع عامل نظافة أسفل عجلات مقطورة بمركز الشهداء بالمنوفية    هبة التميمي: المفوضية تؤكد نجاح الانتخابات التشريعية العراقية بنسبة مشاركة تجاوزت 55%    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    الغرفة التجارية بمطروح: الموافقة على إنشاء مكتب توثيق وزارة الخارجية داخل مقر الغرفة    ذكرى رحيل الساحر الفنان محمود عبد العزيز فى كاريكاتير اليوم السابع    حجز محاكمة متهمة بخلية الهرم لجسة 13 يناير للحكم    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    غنية ولذيذة.. أسهل طريقة لعمل المكرونة بينك صوص بالجبنة    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    بتروجت يواجه النجوم وديا استعدادا لحرس الحدود    وزير التعليم: الإعداد لإنشاء قرابة 60 مدرسة جديدة مع مؤسسات تعليمية إيطالية    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    انهيار عقار بمنطقة الجمرك في الإسكندرية دون إصابات    اليابان تتعاون مع بريطانيا وكندا في مجالي الأمن والاقتصاد    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    منتخب مصر يخوض تدريباته في السادسة مساء باستاد العين استعدادا لودية أوزبكستان    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    المشدد 15 و10 سنوات للمهتمين بقتل طفلة بالشرقية    السعودية تستخدم الدرون الذكية لرصد المخالفين لأنظمة الحج وإدارة الحشود    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    فيلم «السلم والثعبان: لعب عيال» يكتسح شباك تذاكر السينما في 24 ساعة فقط    الحبيب الجفرى: مسائل التوسل والتبرك والأضرحة ليست من الأولويات التى تشغل المسلمين    دار الإفتاء توضح حكم القتل الرحيم    ما الحكم الشرعى فى لمس عورة المريض من قِبَل زوجة أبيه.. دار الإفتاء تجيب    الأهلي يضع تجديد عقد ديانج في صدارة أولوياته.. والشحات يطلب تمديدًا لعامين    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    قصر العينى يحتفل بيوم السكر العالمى بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    وزير الخارجية يعلن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري – التركي خلال 2026    اليوم.. عزاء المطرب الشعبي إسماعيل الليثي    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامية جاهين خلال حوارها ل"البوابة نيوز": ممتنة لاختيار والدي شخصية معرض الكتاب.. والتكريم الحقيقي أن تصبح أعماله متاحة.. و"دى الحكاية" أحدث مشاريعي الفنية
نشر في البوابة يوم 27 - 01 - 2023

بكلماتٍ بسيطة، ومشاعر صادقة، وخطوطٍ مبدعة، وب«خفة ظل» عبر «فيلسوف الفقراء» عن أفكاره، واستطاع أن يروي أحلامهم الصغيرة.. «الضاحك الباكي» هكذا لُقب الشاعر، ورسام الكاريكاتير، والممثل صلاح جاهين، ذلك الطفل الكبير الذي يلهو بالكلمات، دائم الصدام بالسلطة عبر الكاريكاتير، شريك الحياه الذي أهدى لشريكته ابنة تحمل جيناته المبدعة، ورحل تاركًأ لهما إرثًا كبيرًا من إبداعاته فى مجالات عدة، جعلته يمتلك قلوب محبية.
وعلى الرغم من هذه المسيرة الإبداعية الكبيرة، وكل هذا النجاح إلا أن اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 في دورته ال 54 اختارته للمرة الأولى ليصبح شخصية العام، فكان ل«البوابة» لقاء مع نجلته الفنانة سامية جاهين، من زوجته الفنانة منى قطان، وأجرينا معها حوارًا فى منزل والدها بمنطقة المهندسين.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
■ كيف استقبلت الفنانة سامية جاهين خبر اختيار صلاح جاهين شخصية معرض الكتاب 2023؟
- أكيد شهادتي في صلاح جاهين مجروحة، طبعًا سعيدة وممتنة ل اللجنة التي قامت باختيار اسم صلاح جاهين ليصبح شخصية معرض الكتاب هذا العام، والحقيقة لست وحدي فأنا متأكدة أن جميع المصريين سعداء بهذا الخبر لأنه بمثابة تكريم لوالدي، صلاح جاهين جزء من نسيج ووجدان الشعب المصري.
وأتمنى أن يكون ذلك بداية لاهتمام النقاد، والأدباء، دور النشر، بأعمال صلاح جاهين وتُنشر جميع أعماله، لأن صلاح جاهين ليس الرباعيات فقط، بل له أعمال كثيرة لا يعرفها الكثير من قرائه ومحبيه، وأن تصبح أعماله متاحة ومتواجدة، ما يهمنى أن الأعمال الكاملة تكون موجودة.
■ جاهين والسندريلا علاقة صداقة قوية.. فما أوجه التشابه بينهما لتربطهما كل هذه الصداقة؟
- الطبيعى أن أكون غير متواجدة فى هذه الفترة، ولكن والدتي الفنانة منى قطان كانت تروي لي أنه كان الأب الروحى لفنانين كثيرين جدًا، وعلى رأسهم السندريلا، وخاصة أنها كانت فى فترة مهمة فى حياتها وكانت تحتاج إلى أب وصديق، كانت تعتبر جاهين والدها، أما بالنسبة لأوجه التشابة أعتقد أن شدة حساسيته ورهافة حسه والرحمة والعطاء كل هذه الأشياء تتشابه بينهما.
■ هل كان لصلاح جاهين أصدقاء مقربين من الوسط الفنى بخلاف السندريلا؟
- أصدقاء جاهين كانوا كُثر، وفي مراحل مختلفة، المرحلة التى أتذكرها هى مرحلة صداقته بدفعة والدتى فى المعهد، الفنان أحمد زكى، والفنان أحمد عبد الوارث، والفنان أحمد ماهر، والفنان عهدى صادق، والفنان فاروق الفيشاوى، وسمية الألفى، والموسيقار الكبير إبراهيم رجب، والشيخ سيد المكاوي، وكثيرون من الفنانون.
■ أى مجالٍ أحببت فيه صلاح جاهين؟
- كنت أحب صلاح جاهين الأب، فهو متواجد فى كل المجالات، صلاح جاهين الشاعر هو اللى موجود فى كل مجال اقتحمه، بشكله الطفولى فى مسرح العرائس، وأتعجب كثيرًا عندما التقى بشباب من محبيه وقرائه ويقولون لى شعرت وأنا أقرأ لصلاح جاهين أنه والدى، أو أحد أفراد أسرته حد.
■ فى رأيك لماذا اختار صلاح جاهين شعر العامية للتعبير عن أفكاره؟
- أعتقد أنه في ذلك الوقت كان هناك اتجاه لن يهدف إلى أن يصل لكل الناس، لذلك اختار صلاح جاهين العامية حتى يصل به للعامة.
■ ما أقرب أعمال صلاح جاهين لقلب ابنته؟
- أشعر بالحرج عندما أُسأل هذا السؤال، هناك غنوة فى فيلم المتوحشة، أشعر دائما أنه كتبها خصيصًا لى تقول كلماتها: "بابا يابابا يا اكتر واحد صاحبى فى الدنيا"، بابا لم يكن يحب أن يرى نفسه فى التمثيل، وكان يقول دائما لم أشعر أننى أمثل فأنا أظهر بشخصيتى الحقيقة صلاح جاهين، ما الجديد؟ ولكنى كنت أرى أنه خفيف الظل ويمتلك كاريزما.
■ وفاة صلاح جاهين كانت مثيرة للجدل.. هل قتلت النكسه صلاح جاهين؟
- بغض النظر عن الطريقة التي رحل بها صلاح جاهين، لكن جاهين تعرض للاكتئاب مثل أى مصري يحب بلده وهو كان مرهف الحس جدا، لكنه ظل يقاوم ويكتب ويبدع ولم يستسلم لهذا الاكتئاب، صلاح جاهين قام بأعمال هامة جدا وناجحة، ولم يتوقف عن العطاء والإبداع حتى وفاته.
وأرفض رفضًا شديدًا ارتباط وفاته بالنكسة لأنه توفى بعدها بسنوات عديدة، وما قيل عن وفاته بسبب النكسة «استسهال»، فهو لم يستسلم وظل يبدع لآخر يوم فى حياته.
■ لماذا لاقت أعمال صلاح جاهين الاستعراضية كل هذا النقد آنذاك؟
- لا أعرف على الرغم من نجاح هذه الأعمال وتميزها وأنها لاقت شعبية كبيرة والأعمال ناجحة حتى الآن، وخلى بالك من زوزو أبرز هذه الأفلام التى أخذت وقتها فى دور السينما، كان صلاح جاهين يقول دائما إن الفنان ليس ترزيًا، لأنه فى الوقت الذى يجد إحساسه يميل نحو الأعمال الاستعراضية يكتبها فورًا.
ولا أعتقد أن جاهين كان ملولًا بل كان غنيًا بالإبداع ولديه طاقة إبداع رهيبة، وعمل على مواهبه كثيرًا حتى أصبح مميزًا فى جميع المجالات التى أبدع بها.
■ هل كان هناك قضايا محددة ينوي صلاح جاهين تناولها من خلال الشعر أو الكاريكاتير أو الكتابة قبل وفاته؟
- لا أعتقد فهو تناول جميع القضايا التى كان يحب أن يتناولها، فلا يوجد على مكتبه وأوراقه ما يدعو لذلك، سوى قصاصات ورقية كثيرة ليس بها موضوعات تُذكر.
■ لماذا اخترت التمثيل والحكي.. وكيف اكتشفت موهبتك؟
- أنا فى الفن عشوائية جدا، وأهم ما يميز الفن هو الاستمتاع واللعب، وبشارك فى فرقة «الورشة» ومستمتعه جدا ودى أول فرقة مستقلة فى مصر، طلع منها عظماء فى التمثيل زى عبله كامل، وغيرها من العظماء، وهى فرقة تمثيل وحكى وغناء، وبيشتغلوا على التراث وبيقدموا السيرة الهلالية، وتُقدم التراث ككائن حي.
ولأن بابا كان بيعتبر الفن لعبه، وكنت أحب الرسم جدا ورسمت شوية، وبابا كان يشجعنى جدا وهجرت الرسم بعد وفاته، لأنى افتقدت وجوده ودعمه جدا.
■ هناك كتاب كثيرون تناولوا السيرة الذاتية لصلاح جاهين.. هل وافوه حقه؟
- للأسف لا، كتاب واحد فقط هو اللى وفىّ صلاح جاهين حقة كتاب أيام صلاح جاهين ل الكاتب محمد توفيق، دا الصحفى الوحيد الذى بذل مجهود بحثي حقيقى ونزل وقابل عمتى بهيجة ونزل الحى الذى عاش فيه صلاح جاهين وأسرته.
وفيه كتاب كثيرون كتبوا عن صلاح جاهين، ولكن لم يبذلوا مجهودًا لذلك، بل اقتبسوا معلومات من هنا وهناك، ولا حتى دراسة حقيقية لأعمال صلاح جاهين، ولا يوجد كتاب ارتقى لمستوى صلاح جاهين.
■ ماذا عن رسوم جاهين الكاريكاتورية؟
- قصة كاريكاتيرات صلاح جاهين قصة مأساوية، هناك أرشيف مختفى لجاهين، والحقيقة أن الفنان جمعه فرحات رحمة الله عليه رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، وجد لقى جوله من الرسومات فى المخزن، وانقذها، وسلمها لهيئة توثيق التراث، وقامت بترميم مجموعه منها، وكان يرسم فى مجلة صباح الخير سنوات عديدة، ونسأل عن أرشيفة بها لا يوجد رد، هناك أرشيف مختفى لجاهين.
■ محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي.. اسم جاهين الحقيقى.. من أين جاء اسم «صلاح جاهين»؟
- جد والدي اسمه أحمد حلمى وهو كان صحفى مهم جدا، واتهم بإهانة الذات الملكية آنذاك، لم يكن والدي يرغب فى ارتباط اسمه به حتى لا يتهم بأنه اشتهر على حساب اسم جده، كان عايز يعمل نفسه بنفسه، ففكر وبحث فى شجرة العائلة حتى وجد اسم جاهين فقرر أن يختار اسم «صلاح جاهين».
■ ما الرسالة التى تود أسرة صلاح جاهين توجيهها؟
- أتمنى أن اختيار اسم صلاح جاهين شخصية معرض الكتاب، هذا العام، يحفز الباحثين، والقراء، والمثقفين، أن يهتموا بأن يدرسوا، وينقدوا، ويتعرفوا على شعر صلاح جاهين، لأنه ليس الرباعيات فقط، وهذه الدراسات لابد من نشرها وتبنيها، وخاصة فترة دخول اصدقاء جاهين المعتقل لأنه أبدع فى تلك الفترة.
وأكثر ما يحزنني أن أرى هذا الجيل لا يعرف من أعمال صلاح جاهين سوى الرباعيات، لأنه لا يوجد اهتمام حقيقى من المختصين.
■ هل اسم والدك صلاح جاهين ساعدك فى العمل بالمجال الفنى؟
- أكيد طبعا ماشية بحسه وأفخر بأنى أحمل اسمه، وهى نعمة وعبء، لأن حمل اسمه مسئولية لابد وأن أكون قدها مش لأني بتقارن بيه، ونعمه لأنه بمجرد أن يعرف الناس أننى ابنة صلاح جاهين يغمروننى بمحبتهم دون أى مجهود.
إيه هي مشاريعك الفنية الحالية؟
- تركت الفرقة من 2013 وكانت فترة مهم جدا فى تاريخ مصر، وكانت فرقة اسكندريلا فرقة مهمه جدا لانها بدأت من جذور هذا الشعب، وبدأت بتقديم أعمال الشيخ سيد درويش، والشيخ إمام، وأعتقد أن تجربتي مع اسكندريلا مهمة، وكنت أحب هذا القالب، لأننا نتحدث الى الناس، وكانت قريبة جدا إلى قلبي، وكنت أعمل قبلها فى فرقة «الشارع".
وقدمنا أعمالا كثيرة من اشعار صلاح جاهين، وفؤاد حداد فى البداية، ثم بعد ذلك قدمنا أعمالا لشعراء آخرين معاصرين من شعراء العامية، وكان مهما جدا بالنسبالى، لأنه كان بمثابة الشباك الذي فُتح لأرى منه النور، لأن شعر العامية المصرية فى الأساس لابد أن يُسمع.
وفى عام 2017 ابتديت مشروع حكى للأطفال اسمه «دى الحكاية» ابتديت أشعر بأنى أريد أن أحكى الحواديت ل أولادى، وكانت عمتى موجودة وقتها، وسجلت معها بعض الحكايات، وجمعت مجموعة من الحكايات من ستات كبيرة فى السن، وسجلتها بشكل صوتى، لأن أولادنا بطلوا يسمعوا، وهذا كان جزءا من مشروعى أن يعود الأولاد لمحبة الكتاب والقراءة مرة أخرى، الفن لعبه، والأولاد بيفهموا جدًا.
■ والدتك الفنانة منى قطان أطلقت كتاب «صورة شخصية لزوجة شاعر» ماذا تتضمن صفحاته؟
- تقول الفنانة منى قطان زوجة الشاعر صلاح جاهين عن كتابها «صورة شخصية لزوجة شاعر»: نشأت الفكرة عندما تزوجت ابنتى، وانفصلت عنها وكان لدى الوقت الكافى لإعادة شريط الذكريات وكان الهدف من الكتابة محاولة فهم الماضى وفى نفس الوقت نقله لأسرتى فى المقام الأول.
ولم يكن فى ذهنى النشر خاصة وأنى كتبت التأملات باللغة الإنجليزية ثم شعرت أن هناك أصدقاء مقربين لا يعرفون اللغة الإنجليزية، يهمنى أن يشاركوني هذه الذكريات المليئة بالتجارب المؤلمة، والجميلة فى نفس الوقت.

كان الهدف من الكتاب سرد الذكريات، ولم يكن فى ذهنى الكشف عن أشياء مجهولة للقراء، ولكن لإعادة هذه الذكريات وتأملها وتقيمها بعد ما وصلت إلى سن الحكمة كما يقولون.
اختارت العنوان وأنا أحاكي رواية للروائي الشهير جيمس جويس «Portrait of an artist as a young man» صورة شخصية للفنان عندما كان شابا، وترجمت المعنى وكتبت العنوان بالإنجليزي Portrait of a poet's wife" وكنت قد قرأت الكتاب بعد أن قُدم لى كجائزة فى مدرستى بإنجلترا لتفوقى فى مادة التاريخ.
إننى فى غاية السعادة أن معرض الكتاب يكرم اسم صلاح جاهين، وشعرت أنه خلال السنوات الماضية قد وضع على الرف لأنه ينتمى إلى حقبة زمنية ربما لا يستسيغها المجتمع أو الحكم عبر السنين اللى فاتت، وخاصة وأنه ارتبط اسمه بتلك الحقبة.
واعتقد ان هذا تقصير لأنه لا يمكن أن ترتبط عبقرية شاعر بفترة زمنية محددة لانه عادة عندما يتألق يسمو على الحقبة الزمنية التى ينتمى إليها، وينقل لنا مشاعر انسانية يشعر بها الانسان مرهف الحس فى كل الأزمنة وفى كل العصور وسعيدة جدا لأنه سوف يعاد طباعة أعماله الكاملة لأنها تستحق القراءة.
وخاصة لاحظت ان فى وسائل التواصل الاجتماعى هناك مجموعات تعنون المجموعة بأنهم أصدقاء صلاح جاهين للأسف الشديد هناك من يؤلف كلام لا علاقة له بما كتبه صلاح وهذا يحزنني جدا.
وفى النهاية لا يمكن أن أحب زوجى بإخلاص وتفان لو لم يكن لى والدة من هذا الطراز، أدى ذلك إلى تحمل الكثير من انعطافات الحياة بحلوها، ومرها، ولكننا ظللنا قريبين نحب ونحترم بعض إلى آخر لحظة، أحيانا يسألنى المقربون تحبين أمك أكثر أم صلاح كنت أجيب بأننى لو لم أكن أحب أمى لما عرفت كيف أحب صلاح.
اقتباسات من كتاب «صورة شخصية لزوجة شاعر» للفنانة منى قطان المقرر إصداره فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2023 فى دورته ال54.
لم يفكر يومًا في أن يدخر شيئًا لنفسه. كان المال بالنسبة إليه مجرد وسيلة لتلبية الحاجات اليومية لبيتين وعائلتين، ولم يكن قَطُّ هدفًا في حد ذاته، بينما معظم الناس من حولها كانوا على العكس من ذلك. حين رأته أول مرة، كانت أمها نفسها هي التي قدمتها إليه، في مبنى «الأهرام» القديم، حيث شعرت البنت العائدة من إنجلترا بالألفة في ذلك المكان الحميمي.
وكانت أمها قبل ذلك قد سألته النصيحة إن كان من الأفضل أن تظل ابنتها في إنجلترا، فكان رأيه أن عودتها- وهي المهتمة بالمسرح- مناسبة في جو الازدهار المسرحي الذي كانت القاهرة تتمتع به في عقد الستينيات. قالها وهو يجهل تمامًا أنها ستصبح زوجته الثانية!
كان مصريًّا، وتجري في عروقه بعض الدماء الألبانية؛ متسقًا مع ذاته، ويستطيع أن يعبر عنها بالعامية بفصاحة ندر أن يوجد لها مثيل في الفصحى، على الرغم من أنه نشأ في بيئة ثقافية ترى الفصحى اللغة الأسمى للتعبير الأدبي.
وقد ثار الجدل، في ذلك الوقت، حول هذه القضية «جدارة الفصحى أم العامية»، وكان معظم كُتَّاب الفصحى يعدون أنفسهم أرقى أدبيًّا من كُتَّاب العامية. إلا أن لغة كل يوم كانت تصل إلى قلوب الناس أسرع وبسهولة أكبر، والأهم، في هذا السياق، قلبها هي!
وكانت القاهرة محل ميلاده، وبالتحديد حي شبرا، الذي كان في ثلاثينيات القرن الماضي منطقة هادئة تسكنها الطبقة الوسطى. وهو الحي نفسه الذي سكنته في الماضي المغنية الفرنسية-الإيطالية الشهيرة داليدا، التي كتب لها «هو» فيما بعد عديدًا من الأغاني الذائعة.
لكنه لم يمكث طويلًا في ذلك الحي، لأن أسرته تنقلت كثيرًا في سنوات صباه ما بين أقاليم مصر المختلفة، بحكم تنقلات والده الوظيفية ما بين نيابات المحافظات. أما شبرا الآن، فقد تحولت إلى حي شعبي مكتظ بالسكان، تغلب عليه العمارات العالية التي حلت محل الفيلَّات القديمة.
حين طلبت الدولة شهادة ميلادها، ضمن أوراق أخرى، لإتمام إجراءات زواجهما، اكتشفت أنها لا تملك واحدة. لم تكن متأكدة من هويتها؛ إحساسها الشعري كان بالفرنسية، ولغة تفلسُفِها الإنجليزية، أما العربية فكانت فاقدة الثقة حين تستخدمها. كلمات طفولتها الأولى قالتها بالإيطالية، معبرة عن صداقتها مع الجارة ذات السنوات الخمس. أما مخاوفها فقد سجلتها بالفرنسية في مفكرة دوَّنت فيها يوميات. وأما تعليمها الثانوي والعالي فكان بالإنجليزية.
كان هذا راجعًا للهيمنة الإنجليزية والفرنسية المزدوجة على منطقة الشرق الأوسط في زمن الحربين العالميتين وما بينهما. فلكي تتلقى تعليمًا جيدًا، كان عليك أن تلتحق بمدارس أجنبية. ولأن الفلسطينيين فقدوا أرضهم، كان عليهم تعويض ذلك بالاستثمار في التعليم الراقي الذي يمكِّن أولادهم من الحصول على وظائف جيدة في المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.